منى ابوزيد

جراحة عاجلة ..!


«نحن نبوح بالأسباب الكبيرة، المقنعة، الدامغة، بينما الأشياء الصغيرة قد نخفيها خجلاً أو هروبا من صعوبة تعليلها» .. محمد حسن علوان ..!
عزيزتي منى ..
دعيني أحدثك عن زوجي هو من النوع الودود حد الغرابة مع الجنس اللطيف، أو لنقل (أخو أخوان وعشا بايتات ومقنع عرايا) ما أن تتعرف عليه إحداهن إلا وتقع (في دباديبه) كما يقولون، وأكثرهن من صاحبات المشاكل (مطلقات .. أرامل .. زوجات تعيسات .. إلخ ..) فهو يتولى أمورهن و (يحلحل) مشاكلهن بـ (جيبه) وبـ (نفسه) و لك أن تتخيلي معاناتي ..!
بعد (سوابق) كثيرة من هذا النوع دخلت هذه المرأة حياتنا .. هي زميلة من زملاء مهنتنا المشتركة – زوجي وأنا – تعيش مشكلات أسرية، وعندما وجدت زوجي (قشاش الدموع وعشا (البايتات) حلمت به دون أن تفكر في زوجته و أولاده ..!
بدأت معرفتي بحكايته معها لفتت نظري إحدى الرسائل الواردة على هاتفه، ففتحتها بحسن نية ظناً مني أنها رسالة عمل، لكني فوجئت بأنها منها .. صعقت و ألجمت الدهشة لساني وارتجفت أوصالي .. فقد كانت رسالة غرامية من الدرجة الأولى ..!
مشكلتي أنني منذ زواجي ظللت (أدور في فلك زوجي) .. بعد اكتشافي خيانته .. لم أصارحه بعلمي .. آثرت الصمت .. لكني على صعيد آخر انتفضت وعدت إلى حياتي المهنية التي أهملتها لأجله .. باختصار (وجدت نفسي وفقدت حبي) ..!
وعندما فقدته (عاد إلى) .. واليوم (علمت من مصدر ثقة) أن علاقته بالأخرى قد انتهت .. ألمح الندم في عينيه ولا أستطيع أن أسامح .. فماذا أفعل ؟! .. انتهت رسالة صديقتي القارئة .. وإليها ردي الذي أرجو أن تقبل به ..!
عزيزتي (….)
أقول لك – والكلام لي وعلى مسؤوليتي – قبل أن نشكو برودة الطقس، ونضرم النيران التماساً للدفء علينا أولاً أن نحكم إغلاق النوافذ، وقبل أن نتذمر من تسلل القطط الضالة إلى غرف جلوسنا، ونشكو نومها باطمئنان على أرائكنا، علينا أولاً أن نتجنب (إهمال) إغلاق أبوابنا المواربة ..!
ثم يا سيدتي الفاضلة جداً .. بعض الرجال من أمثال زوجك، يحبون النساء/القطط غير الأليفة للأسف .. وأنت تجاوزت حدود الإلفة والمودة والرحمة إلى (سلبية) و(لامبالاة) الزوجة/القطة .. التي (تجنن بوبي) ..!
زوجك من أولئك الرجال الذين يتطلب الحفاظ عليهم إحكام إغلاق الأبواب والنوافذ التي (قد) تهب منها رياح الأخريات، وهو – صدقيني – تعيس ببرودك .. لأنه (يفتقد) غيرتك عليه.. هو غير سعيد بنزواته بدليل زوالها، و(شقي) بلا مبالاتك، وردود أفعالك الباردة تجاه غارات الأخريات على مملكتك ..!
تقولين (كنت أدور في فلكه) .. وأنا أقول لك .. زوجك – وأي رجل – لا يريد زوجة تدور خلفه كآلة، لأنه (نصيبها) .. بل لأنها لأنه (خيارها) .. خيار الزوجة المحبة كامل الدسم لا يشبه طريقتك السلبية – عذراً للصراحة – ..!
من حقك أن تنصبي له (محكمة) حدودها غرفة نومك إذا شممت رائحة امرأة أخرى .. ومن حقك بعدها أن تبتعدي، أو أن تستمري لأنك (مخيرة)، لا (مسيرة) بالدوران في فلكه ..!
إذا اقتنعت بأن الزواج (اختيار) .. وأن الطلاق (خيار) .. أقلعي عن تعاطي العقاقير (السلبية) المخدرة .. سارعي إلى إنقاذ حياتك/ زواجك .. مطلوب منك ثورة عاطفية شعارها المبادرة والإيجابية .. مطلوب جراحة عاجلة ..!
منى أبو زيد – (هناك فرق – صحيفة آخر لحظة)