مقالات متنوعة

مؤمن الغالى : أشواق الوطن


أستاذنا مؤمن – حياك الله
مقالاتك ذات الدفع الرباعي عن أشواق الإسلاميين، كانت وكما هي كل مقالاتك رائعة ممتعة دسمة، وكانت الطبق المفضل في مائدة الصحيفة، التهمناها نهماً وشبعاً وما زلنا نطمع في المزيد (Feed me More) كما قال المصارع العالمي Ray Back.
ما قاله الحواريون يا أخ مؤمن من أنصار الشيخ الراحل بأن ما حدث من طلاق بين الحزبين هو طلاق بيِّن لا رجعة فيه، ولا صلح ولا جدال، هو في اعتقادي ليس بالقول الفصل بل هو قيمة مضافة لما سبقه من اقوال مشابهة، وفي مواقف مشابهة، ثم من بعد تم التراجع عنها مع الاستغفار والاعتذار، وربما أكد ذلك ما أدلى به أحد الحواريين من أن وجود الشيخ الراحل كان مانعاً من دخول النادي الكاثوليكي ورحيله، الآن تأشيرة دخول لذلك النادي للعفو والعافية.. وربما نسمع في القريب رائعة الشاعر الهادي آدم(أغداً ألقاك) ثم من بعدها رائعة سبدرات (رجعنالك).
نترك الإسلاميين وأشواقهم لنرى أشواق الوطن، والتي هي بلا شك أنبل وأسمى وأقوم قيلا، فالوطن في حنين جارف لوحدة كل أبنائه، من ضل منهم ومن اهتدى، من هاجر منهم قصراً ولم يعد ولم يبق.. الوطن في شوق ليرى أهله وقد امتلأت بطونهم شعباً.. وعقولهم علماً وأبدانهم عافية وقوة.. الوطن في شوق لينعم بثرواته ما ظهر منها وما بطن.. ومن هي تحت الأرض وما فوق الثرى.. الوطن في شوق لاستعادة قوامه الشامخ السامق بين الأمم ودول العالم مكانة وعلاقة وتواصلا.. وما دون ذلك يا أخ مؤمن فلن ينعم هذا الوطن بالصحة والعافية ولن ينهض من كبوة عاشها زماناً طويلاً وسنين عددا
مع تحياتي
أحمد حسن أحمد- أم درمان
من المحرر:
الجنرال أحمد حسن أحمد
وداً شاهقاً وحباً راعداً واحتراماً هاطلاً
وهاهي كلماتك.. وفيها بل هي مغزولة بكل الأماني (الخدرت)، ولا أجد ما استهل به كلماتي تطابقاً معاك تطابق المثلثات بضلعين وزاوية في الأماني والأحلام المترفة الشاسعة للوطن، غير كلمات مكتوبة من محبرة الوريد نزفها (الشريف محجوب) وهو في (الأسر) محفوراً في قطار(يترجرج) في طريقه الى المعتقل.. فقد كتب محجوب شريف الى رفيقة عمره وتوأم روحه كل الذي يرجوه الى الوطن.. كتب (محجوب)
محطة.. محطة بتذكر عيونك
ونحن في المنفى
وبتذكر مناديلك خيوطها
الحمراء ما صدفه
وبتذكر سؤالك لي متين
جرح البلد يشفى
متين تضحك سماء الخرطوم
حبيبتنا متين تصفى..
الحبيب الجنرال أحمد
يغمرني إحساس غامر.. بل يعربد في تجاويف صدري حلم راشد أن الوطن سوف ينهض من كبوته العارضة.. وأن مصابيحه سوف تشعل السماء أضواء وابهاراً وضياء، وأن هذه الأمة العظيمة ستعود كما كانت قمراً يضئ الدنيا وينير الأركان.. وأن الأيام ستعود بعد كدرتها وكل دور إذا ماتم ينقلب.
مؤمن
مؤمن الغالي – (شمس المشارق – صحيفة آخر لحظة)