مقالات متنوعة

أسامة عبد الماجد : عاجل إلى السيد الرئيس


٭ دعوني أروي لكم واقعة حقيقية ، تحمل كثيراً من الطرفة ، رغم ماتحويه من كلمات قاسية .. والقصة أن وفداً من القيادات الأهلية بدارفور زار الخرطوم والتقى شخصية سيادية ، وعقب ترحاب الشخصية بضيوفه ، حاول بدء الحوار بالسؤال التقليدي كيف الأهل والبلد، فما كان من أحدهم والصراحة تملأ جوانحه وقد تبرع بالرد (البلد تمام التمام إلا عيال الزول دا مرات بتجوط الشغلانة).
٭ كان (الزول) المعني والحاضر للقاء، شخصية مهمة بالدولة ، وكان حديث الرجل بمثابة تقرير شفاف وغير (مفلتر) .. تذكرت القصة ،وانا اتابع تعامل البنك المركزي مع وزارة المعادن ،وإن شئنا الدقة مع الحكومة.
٭ وأصل الحكاية أن المركزي كما هو معلوم محتكر شراء الذهب (كلام كويس وزي الورد أن يكون مسيطراً) ، ولكن هل البنك (قدر كلمته) ؟ .. قبل الإجابة على السؤال دعونا نقف على موقف التعدين .
٭ توجد بالبلاد نحو (351) شركة ، منها (177) شركة كبيرة (شركة إمتياز) ويوجد نحو (37.800) بئر للتعدين بالبلاد ، (المعلومات ليست إجتهاداً مني ، بل متاحة وأعلنها مراراً الأخ وزير المعادن د. أحمد الكاروري) ،الإنتاج الكلي في العام 2014 كان (76) طن ،والعام الماضي تجاوز الـ (82) طن ،بينما يتوقع الكاروري هذا العام – حسب تصريحاته – (100) طن.
٭ بـ (كبسة زر) تعرف من الإنترنت أن سعر الطن (40) مليون دولار ، بمعنى ان عائد الذهب يمكن أن يكون (4) مليار دولار ، بينما كل وارداتنا (حتى لو صدرنا ضمنها نبق ولالوب ودوم) سيتجاوز الـ (3) مليار دولار بقليل.
٭ نعود للإجابة على السؤال هل المركزي يشتري تلك الكميات من أجل ان يوفر عملة صعبة للبلاد تحل مشاكل (قطع الغيار والدواء والقمح ومدخلات الزراعة) ،للأسف الإجابة (لا).
٭ إذا ما الذي يحدث ؟؟ إذا كان هناك صاحب شركة أو معدن أهلي وانتج ذهباً وحرمهم البنك المركزي (غفر الله له) من البيع ، في السوق وعاقبهم بعدم الشراء إنتاجهم (لأسباب تحتاج تفسيرعاجل) قطعاً سيلجأون للتهريب.
٭ وتهريب الذهب معلوم للجميع ، وعبر المطار يتم ضبط كميات قليلة ، من حين لأخر فما بالك بالحدود الشاسعة ، إن ذلك سببه بنك السودان دون شك ، فالسلطات ومهما أوتيت من قوة وتوفرت لها إمكانات ،لن تستطيع أن تراقب مئات الشركات وآلاف الآبار ،التي تمتلئ بآلاف المعدنين.
٭ واضح أن هناك جهات تحاول عن عمد أو تجهل ذلك ،أن تدمر الإقتصاد السوداني بشكل بطئ ،في وقت يتحرك الرئيس البشير شخصياً في بناء علاقات متينة مع الخليج والتي تحتاج إرادة في بعض المؤسسات ليعبر الإقتصاد.
٭ سيدي الرئيس الأمر جد (خطير جداً) وينذر بكارثة، إننا نشفق على الكاروري الذي يجتهد ويملأ الجوال سكراً وأخرون يفتحون ذلك الجوال بل ويقذفون به في عرض البحر.
أسامة عبد الماجد – (إذا عرف السبب – صحيفة آخر لحظة)