مقالات متنوعة

د. احمد المصطفى إبراهيم : الضرائب الماضي والمستقبل #


الضرائب الماضي والمستقبل 1-2
قبل سنتين تقريباً بل تحديداً في مارس 2014م كتبت مقالاً بعنوان (الضرائب التخلف عمداً)، وفي يوم الأربعاء 16/3/2016 وبدعوة من ديوان الضرائب والاتحاد العام للصحفيين أطلعونا عما يجري في الضرائب من حوسبة ومواكبة. لا أجد مقدمة لهذا الموضوع أنسب من إعادة المقال السابق والذي نوه إليه الأمين العام لديوان الضرائب مشكوراً وأضاف اليوم نحقق أمنيتك يا كاتبه.
إلى مقال 2014 (هو: أريد أن أدفع الضريبة.
هم: لا شكراً تعال الشهر القادم.
هو: لماذا؟ هم: لأننا حققنا الربط لهذا الشهر. هو: ماذا تعني بحققنا الربط؟
هم: يفرضون علينا أن نجمع مبلغاً معيناً كل شهر، وإذا استوفيناه أمطرونا بالحوافز، وربط هذا الشهر تحقق والحمد لله وضمنا حافزنا لذا نريد أن تدخل ضريبتك في الشهر القادم لنضمن حوافز الشهر القادم أيضاً.
شيء من هذا أو قريب منه يحدث في ديوان الضرائب على كل مستوياته حتى أصبح الديوان مختزلاً في كلمتين (ربط ، حافز).
يحدث كل هذا في القرن الحادي والعشرين. ثم من يفصل لي بين مرتب موظف الضرائب وحافزه . وظيفة موظف الضرائب، قديماً، أن يجمع الضرائب. ما معنى حافز؟ هل الراتب مقابل اللا عمل يعطى للكل عمل أم لم يعمل؟ والحافز لمن يعمل؟
كل هذا نريده مقدمة لما عليه حال الضرائب اليوم من، أريد أن أكتب تخلف بس لقيتها صعبة خلونا نغيرها إلى عدم تطوير. وتصبح الجملة لما عليه حال الضرائب من عدم تطوير.
أكثر الضرائب سهولة جمع ما يسمى ضريبة القيمة المضافة على الاتصالات فهذه الضريبة التي بلغت 30% على مستخدمي الاتصالات (ويستاهلوا لأن معظمها اتصالات غير منتجة) هذه الضرائب التي يدفعها المواطن يجب أن لا تبقى في حساب الشركات أكثر من 24 ساعة. أي عند الساعة 23:59:59 يجب أن تتحول يومياً كل القيمة المضافة تلقائياً من حساب هذه الشركات الى حساب الضرائب عند الساعة 00:00 مباشرة.
ما الذي يمنع ذلك؟ كل شركات الاتصالات تعمل بنظام حاسوبي متطور جداً، إذا أرادت الضرائب القيمة المضافة في أي لحظة لوجدت الإجابة، نحن لا نريد معرفتها فقط ولا تحصيلها لحظة بلحظة، وهذا ممكن إن أرادوا، ولكنهم يؤخرونها عمداً ليحققوا الربط في الوقت الذي يريدون، ليجنوا الحوافز.
وكثير من دول العالم تتحصل ضريبة القيمة المضافة عبر سيستم مباشرة من الفنادق، من المحلات التجارية الضخمة ما يسمى بالمول وبعضها يصل حتى السوبرماركتات لتدفع ضريبة القيمة المضافة عبر السيستم. ولكنهم يؤخرونها عمداً ليحققوا الربط في الوقت الذي يريدون ليجنوا الحوافز.
متى تعلو الهمة لإخراج الضرائب من تخلفها ووسائل القرن الماضي؟؟؟
رب قائل إن المواطن في الدول المتقدمة يدفع الضريبة بطيب خاطر لأنه يعرف أنها تعود عليه خدمات وتحرسها شفافية كاملة . وهذا صحيح. المواطن هنا لا يدفع بطيب خاطر بل يتهرب والأغنياء جداً صاروا يستعينوا بمكاتب ما يعرف بخبراء الضرائب، يعني بخبرتهم يساعدونك في تخفيض ضريبتك بالقانون أو العلاقات.
كل هذه تشوهات بقليل من الجهد يمكن أن تصل للأهداف جباية وصرفاً طيب إيرادات ومنصرفات، ولكن ماذا نفعل مع تحقيق الربط والحوافز.
فلتبدأ الضرائب بتحصيل القيمة المضافة من شركات الاتصالات عند الساعة 23:59:59 فهي من المواطن بكل مستوياته ويجب أن تعود عليه خدمات بأسرع ما يمكن.
هل أنتم فاعلون؟ أم تحقيق الربط والحوافز تلجمكم). غداً بإذن الله نحدث عما رأينا وسمعنا
.
.
الضرائب الماضي والمستقبل 2-2
كل حديث عن الحوسبة يطربني وكل جهة تحوسب تجد الراحة والشفافية وكلها قنوات تصب فيما يسمى بالحكومة الإلكترونية التي تأخرت كثيراً. نعم الحوسبة ليست نهاية المشاكل سلوك مقدم الخدمة يصبح هو الوعاء الذي يجعل الحوسبة تبلغ غاياتها.
مثلاً عندما يسألني موظف أو شرطي وأمامه حاسوب عن الرقم الوطني وافتح الموبايل وأمليه عليه ويقول لا أريده ورقةً وكمان الأصل وليس صورة هذا تعسف لا معنى له ويجب أن يختفي.
عودة إلى الضرائب لا أظن هناك من يحمد مصلحة هذا اسمها (الضرائب) وأول ما يذكرك اسمها بالضرب. وبما أنها جهة جابية ليس إلا فلن يرضى عنها الممول قريباً، ولعدة أسباب الذي يطلب منه دفع الضريبة دائماً يفكر في كيفية التهرب منها وبما أن للغربيين قدماً راسخاً في هذا المجال وثقافة تكونت بعد طول ممارسة، إلى أن وصلوا الى أن أكبر العيوب هو التهرب من الضريبة، وإذا ما اتهم بالتهرب شخص سيعير به وخصوصاً عندما يتقدم أو يقدم لمنصب عام.
وقومنا جعلوا للتهرب من الضرائب مكاتب يلجأون إليها لتريهم طرق الخلاص أو دفع أقل مبلغ ممكن، وفي اليوم التالي يشكون من سوء الخدمات.
الصرف وأولوياته ليس مسؤولية الضرائب هذا أمر مسلم به فهو مسؤولية المالية وإذا أرادت المالية على المدى الطويل خيراً لهذه البلاد عليها أن تقنع دافع الضرائب أن ما يدفعه سيعود عليه خدمات وليس أجرة حكام. إن الشعب السوداني يدفع لرفاهية سياسييه (الذين وصفهم منصور خالد بالمستهبلين. صراحة وصف جامع).
اطلعت في الانترنت على النسبة المئوية للضرائب من الناتج القومي فكانت الدول الأوربية معظمها عالية، وفي بلجيكا بلغت 46% والدول المتخلفة التي تسمى دلعاً النامية كلها أقل من 10 % السودان 6.3% (طبعاً دول الخليج استثناءً).
وبعد كل هذا ما كان حال الضرائب يعجب ومللنا من سماع توسيع المظلة الضريبية والأصل ألا توسع بل تشمل الجميع حتى لا يجلس خارج المظلة أحد (حظك منتظر ناس الحصانات وحماية المصالح يدخلوا تحتها لحسة كوع في هذا الواقع).
عموماً
يشكر ديوان الضرائب الذي وعد برقم ضريبي لكل مشتر وبائع ونظام حاسوبي استورد من الصين يتعامل معه 44 مليون ممول صيني يعني هنا ما ح يخنق ولا يعلق ولا دقيقة إذا أحسنوا استعماله.
إنهم الآن يدربون موظفيهم على هذا النظام الذي سيغطي كل سوداني وسيتعامل دافع الضريبة مع أجهزة وليس بشراً (صارين وجوههم ولا مبتسمين) وصراحة هذا مخرجنا ما دمنا لم نستطع تربية الناس دعونا نعتمد على الأجهزة.
خطوة مفرحة، تعامل راقٍ ومنضبط وستمتلئ الخزينة، ولكن تصرف كيف هذه ليست مسؤولية الضرائب.
وإذا أرادت المالية مستقبلاً مالياً حسناً فلتحسن الصرف وأولوياته. متى ما عادت الضرائب خدمات دفع الناس بطيب خاطر.
تخريمة
بالله لما تدفع رسوم العبور لهيئة الطرق وتجد عشرات الحفر على الطريق لم تمتد إليها يد بالشهور وكل يوم في ازدياد وكل يوم تُزهق أرواح ألا يجعلك هذا تتهرب من الضرائب؟
د. احمد المصطفى إبراهيم – (استفهامات – صحيفة الصيحة)