تحقيقات وتقارير

قطر.. مواقف مشهودة في مسيرة السلام بدارفور


ظلت الحكومة السودانية حريصة على تحقيق السلام الشامل في البلاد وبدأت تجول في مساحات البلاد الممتدة شمالا وجنوبا وشرقا وغربا بحثا عن السلام ، بجانب جولاتها بدول الجوار والدول الشقيقة والصديقة حيث استطاعت إعادة المياه للعلاقات العربية العربية وبثت فيها الروح بعدما اضعفتها التدخلات الأجنبية وتقاطعات المصالح التي تبنى على حساب المصالح العربية والإفريقية ، إلا أن السودان وفى إطار اهتماماته بتحقيق السلام بالبلاد سعى بجدية لطرق كل باب تدخل منه الثقة والطمأنينة لجسم الأمة العربية .
فجاءت مشاركة الدول الصديقة والشقيقة في تلك الجهود وبادرت دول عديدة منها تشاد وإثيوبيا وقطر الشقيقة برعاية المفاوضات ، واستضافت جلساتها، إلا أن دور دولة قطر ، وما بذلته لتحقيق السلام عبر وثيقة الدوحة ، قطع الطريق على كل المتاجرين بالقضية فكان التقدير من الحكومة السودانية والحركات لدور قطر كبيرا وعميقا ، فجاءت النتيجة عظيمة بعظم هذا الوسيط العربي الشقيق الذي احتضن المفاوضات برعايةٍ واهتمامٍ مباشر من صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة وحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر ، في إطار رؤاها ومواقفها الدولية القائمة على مد يد العون لكل الأشقاء لحل أي أزمة تعوق مسيرة الاستقرار والتنمية في المنطقة العربية.
وسارت المفاوضات التي استمرت قرابة ثلاثين شهرا ، بصورة هادئة إلى أن وصلت لنهاياتها بتوقيع وثيقة الدوحة لسلام دارفور.
وظلت الدوحة وفية لما تعهدت به منذ أن أعلنت وساطتها الحميدة بين الفرقاء .
وبعد مرور خمسة أعوام على اتفاقية الدوحة للسلام تستعرض وكالة السودان للأنباء الجهود التي بذلت في دارفور من خلال مشاركة دولة قطر وأدت لتعزيز الأمن والاستقرار والتنمية .
ففي محور الحوار والتشاور الداخلي بدارفور، تم تطوير آليات وطرائق الحوار والتشاور ، عبر آليات اليوناميد والاتحاد الإفريقي ودولة قطر بعقد مؤتمر أهل دارفور ومؤتمر العودة الطوعية ، بجانب دور تلك الآليات الثلاث في إنشاء اللجنة المختصة بمتابعة تنفيذ مسار الحوار باجتماعات دورية للجنة كل ثلاث شهور، بالإضافة لعقد مؤتمر للمانحين بالدوحة بمشاركة دولية كبيرة وإنشاء صندوق الائتمان متعدد المانحين وآلية إشرافية لتنفيذ مشروعاتهم .
وفى ذات الإطار أعلنت وزارة الخارجية القطرية مبادرة للتنمية في الإقليم تشمل تنفيذ مشروع مجمعات خدمية نموذجية في ولايات دارفور الخمس ، وقد وقع صندوق قطر للتنمية اتفاقية مع الهلال الأحمر القطري لتنفيذ واحد من المجمعات في قرية أرارا بمحلية بيضة التابعة لولاية غرب دارفور تحت مسمى مشروع المجمع الخدمي، ومجمع بقرية بلبل تمبسكو – محلية السلام – ولايــة جنوب دارفـــور ويشتمل المشروع على مركز متعدد الخدمات يتكون من مسجد ، مدرسة أساس بنين ، مدرسة أساس بنات ، مدرسة ثانوية بنين ، مدرسة ثانوية بنات مستشفى ريفي، محطة مياه ، و نقطة شرطة وخمسة عشر مسكناً للموظفين والعاملين بالمجمع الخدمي بتكلفة بلغت 10,585,000ريال قطري حيث بدا العمل بالمشروع في إبريل 2013م و انتهي في يونيو 2014 م.
وهنالك مشروع تعزيز الوئام الاجتماعي والذي هدف لخدمة العائدين إلى قرية بلبل تمبسكـو حيث بلغ عددهم حوالي 50500 مستفيد ، كما تم الانتهاء من انجاز 30 وحدة سكنية اجتماعية .
بالإضافة إلى مشروع ترقية السكن الاجتماعي ببلبل تمبسكو ليسع 350 مستفيد ومشروع التمكين الاقتصادي، والذي يعتمد على توزيع التقاوى المحسنة وتوعية وتدريب المزارعين بالتقانات الحديثة بجانب شراء عدد 3 جرارات لأعمال الحراثة ، بناء مركز للإرشاد الزراعي يقدم خدمات الإرشاد الزراعي وتوعية المزارعين مجهز بأحدث الوسائل والمعدات ، بناء مركز للإرشاد البيطري يقدم خدمات العلاج والتطعيم والتلقيح الصناعي لتحسين سلالات الأنعام مجهز بأحدث الوسائل والمعدات ،ودعم المزارعين لإطلاق المواسم الزراعية (إعداد التقاوي والمعدات الزراعية البسيطة ، حراثـــــــة الأرض ، والبذور ).
ومن مشاريع قطر الإستراتيجية لخدمة أهل دارفور ،مشروع تحسين شروط العودة الطوعية حيث بلغت التكلفة الكلية لتلك المشروعات (6.200.000) دولار أمريكي ، تم تمويلها كليا من دولة قطر.
وفى إطار تحريك الخدمات الصحية بالمنطقة تولى الهلال الأحمر القطري هذا الملف وعمل على بناء وتشغيل مركز صحي بقرية بئر سليبة حيث بدأ العمل بتشييد المركز الصحي والاستراحة في أغسطس 2013 و انتهي في يوليو 2014م، كما يسعى الهلال الأحمر القطري إلى استقطاب الدعم لتشغيل المركز الصحي بالتعاون مع السلطات المحلية اعتبارا من مايو 2016 م. بجانب تنفيذ مخيم للناسور البولي بمستشفى الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور ما بين 24 فبراير و 14 مارس 2013 بالتعاون مع صندوق إعانة المرضى بالسودان، استفاد منه 53 شخص .
كما تسلم الهلال الأحمر القطري إدارة المركز الصحي ببنديسي في الاول من يوليو 2009 حتى 30 يونيو 2010 ورفع مستواه إلى مستشفى ريفي وبلغ عدد المستفيدين المباشرين من خدمات مستشفى بنديسي الريفي منذ استلامه في يوليو 2009 حتى ديسمبر 2011 حوالي 79077 مريض ومريضة ظلوا يتلقوا خدمات العلاج والدواء طيلة هذه الفترة بالمجان.
وفى ذات المنحى قام الهلال الأحمر القطري بدعم تشغيل مستشفى نيرتتي بوسط دارفور, على بعد 45 كلم شرق محلية زالنجي عاصمة الولاية على خط التماس مع محلية جبل مرة. اعتبارا من الأول سبتمبر 2010 حتى 31 أغسطس 2011م. بلغ عدد المستفيدين المباشرين من المستشفى حوالي 34981 شخص. كما تم إجراء 463 عملية جراحية منها 59 جراحة عامة كبيرة و 134 جراحة عامة صغيرة و 72 عملية جراحة نساء وتوليد كبيرة و 198 جراحة نساء وتوليد صغيرة. أما عدد الولادات فبلغ 302 ولادة منها 230 ولادة طبيعية و 72 عملية جراحية .
وهنالك مجالات أخرى للهلال الأحمر القطري ، من بينها مشاريع القطاع الصحي بهدف خفض وفيات الأمهات في دارفور وذلك بإنشاء ، تأثيث وإدارة مستشفيات ريفية صغيرة لمساعدة ذوي الدخل المحدود للحصول على رعاية صحية للأمومة و الطفولة فيما تهدف مشاريعه في القطاع التعليمي للتوسع في مجال التعليم من خلال إنشاء وإعادة تأهيل المدارس في المناطق الأكثر حوجة ، خصوصاً مناطق التأثر بالنزاعات في كل من دارفور وجنوب كردفان ، ويسعى في هذا الاتجاه للتخطيط للتوسع في التعليم تماشياً مع خارطة الاحتياجات لوزارة التعليم في السودان وكذلك مع السلطات الولائية المختصة بجانب مشاريع الوئام الاجتماعي.
ومن بين إسهامات دولة قطر في مجال العودة الطوعية والصحة والثروة الحيوانية والزراعية وإصحاح البيئة :إنشاء قري نموذجية للعودة الطوعية بغرب دارفور ، تسيير المجمعات الخدمية بالولاية ، إنشاء مشاريع سبل كسب العيش بغرب ووسط دارفور ، مشاريع الوئام الاجتماعي بغرب ووسط دارفور ، دعم قرى العودة الطوعية بمواد ايواء بكل محليات غرب ووسط دارفور.
وفي مجال الصحة تتمثل المساهمات في تشييد المراكز الصحية وتسييرها حتى عام 2018 بغرب دارفور “صليعة – جبل مون” ، تشييد مستشفى زالنجي المرجعي بوسط دارفور، وفي مجال الزراعة والثروة الحيوانية : تأهيل مشاريع الزراعة الآلية للأمن الغذائي بغرب دارفور”هبيلة – خور رملة” ، حماية المراعي والمسارات وخطوط النار”هبيلة” غرب دارفور، حماية المراعي والمسارات وخطوط النار بجبل مرة ووادي صالح بوسط دارفور ،برامج إرشاد وخدمات زراعية لكل محليات غرب ووسط دارفور ، أمصال ولقاحات ومعدات تطعيم “الجنينة” غرب دارفور ، زانجي وسط دارفور.
وفي مجال المياه وإصحاح البيئة : إنشاء محطتي مياه كبيرة ومحطات مياه صغيرة بكل المحليات بغرب دارفور، إنشاء 5 محطات مياه صغيرة بكل محليات وسط دارفور، إقامة 15 دورة تدريب مدربين عن التثقيف الصحي بكل المحليات لكل من ولايتي غرب دارفور وسط دارفور.
لقد أسهمت المشروعات التي قدمتها دولة قطر الشقيقة في تعزيز مسيرة السلام والاستقرار في دارفور ، وتعد نموذجا للعلاقات العربية العربية في أوسع مجالاتها وارفع معانيها .

إعداد/ سعيدة همت محمد

الخرطوم 21-3-2016م(سونا)