مقالات متنوعة

حسن فاروق : مبروك لهيثم خروج الهلال (3)


ومع وصول الكاردينال في واحدة من غفلات الزمن رئيسا لمجلس ادارة نادي الهلال ، عاد هيثم (تلميذا) في دكة تدريب نادي الهلال مع مدرب صاحب سيرة ذاتية محترمة هو الفرنسي جان كافالي، بعد فشل مخطط عودته لاعبا ، لينتقل في مخطط مسبق مع صلاح ادريس لاهلي شندي في اسرع عملية انتقال (الخانة كانت جاهزة لو مانجحت العودة للهلال اهلي شندس موجود) ، في تجربة لم تجد حظها من التناول الاعلامي رغم الاحداث العاصفة التي شهدتها ، مع ان الفريق الشنداوي فريقه بطريقتنا السودانية، المتحكم فيه صلاح ادريس، وهو حليفه منذ فترة ليست بالقليلة، وخاضا معا صراعات لتدمير الهلال ايام الازمة الشهيرة في فترة البرير وغارزيتو، الا ان الحال لم يدم طويلا، وعاد اللاعب هيثم مصطفي ليمارس اسلوبه القديم في (السيطرة) وكأن التجارب السابقة لم تضف اليه شيئا، والمؤكد انها لم ولن تضيف اليه شيئا علي الاقل حتي فترة تواجده الحالية مع الهلال، طالما انه علي قناعة كاملة بانه اموره ستسير في اي مكان وزمان يختاره ، وطالما ان هناك (طير)، وهناك علاقات متداخلة تحميه وتدعمه وتفتح امامه الابواب المغلقة، رغم انها تغلق في بعض الاحيان بالضبة والمفتاح ولاتفتح الا بعد (لفة) طويلة.
لم يستمر مشواره طويلا مع اهلي شندي ربما لانه يراه خيارا اقل بكثير من طموحه فهدفه الدائم الهلال، والعودة اليه مرة اخري عبر اي بوابة ، فالانتصار لذاته وغروره اهم عنده من استقرار فريق اوعدمه، مثل هذه الامور لاتشغل تفكيره، ولعل من تابع فرحته الطاغية عقب احراز فريقه السابق المريخ لهدف في مرمي الهلال (فرحة موثقة)، يعلم ان هذا اللاعب لاتتوفر فيه ذرة من احترام لتاريخه الطويل مع الهلال، وانه لايري سوي نفسه ويتلذذ بتصفية حساباته ومراراته الشخصية ابتهاجا بهزيمة فريقه التي يتباكي علي انه ضحي من اجله بالغالي والنفيس، مع انه اخذ منه اكثر بكثير مما اعطي، فشل في السيطرة علي مشاعره الحقيقية، رغم انه مشهور (بسيطرة) ، كشف عن حقيقة مشاعره في موقف اصبح ثقافة في عالم كرة القدم الا يحتفل اللاعب باحرازه هدفا في مرمي فريقه السابق، احتراما لفترة طالت اوقصرت قضاها مع الفريق، ثقافة صارت معروفة عند المشجع العادي ، واذكر هنا مثال لحالة توقفت عندها في الدوري المصري في مواجهات جمعت الزمالك مع فريق الانتاج الحربي، والانتاج الحربي مع فريق غزل المحلة، بطل المشهد هو اللاعب محمود فتح الله لاعب فريق الانتاج الحربي والزمالك وغزل المحلة السابق( مع ملاحظة ان للاعب قضية استحقاقات مالية ضد الزمالك)، احرز اللاعب هدفين في مباراتين مختلفتين في الزمالك وغزل المحلة ولم يحتفل بهدفيه في المباراتين، المحلة فريقه الاول الذي انتقل منه للزمالك، والاخير فريقه الذي اعطاه النجومية . هذا لاعب احرز اهداف ولم يتحفل، ولاعبنا هيثم مصطفي لم يحرز الهدف وكاد ان يطير من الفرح.
النهاية مع اهلي شندي لم تختلف عن سابقاتها سواء في الهلال او المريخ ، مأساوية في المشهد الدرامي، بعد تطور الامور الي اشتباك بالايدي مع اللاعبين وعلي راسهم المدافع محمد علي سفاري، ليتوقف اللاعب مرة اخري عن ممارسة نشاطه مع نادي لاكثر من ستة اشهر كما فعل مع المريخ ولم يتقدم حليفه صلاح ادريس بشكوي ضده في الاتحاد العام كما يحدث في مثل هذه الحالات، ومع نهاية الموسم جاء القرار من الجهات العليا بعودته مدربا في نادي الهلال، ولم يكن امام اداري متواضع الامكانيات والقدرات الادارية مثل اشرف الكاردينال سوي التنفيذ والتضحية باستقرار فريقه والتضحية قبلها بالاجماع الذي وجده عقب اعلان الانسحاب ، ومن البداية انفجرت الاوضاع كنتاج طبيعي، لتواجد لاعب ادمن صناعة الازمات .. وكان اول الضحايا المدرب الفرنسي جان كافالي … اواصل