مقالات متنوعة

مؤمن الغالى : أشواق الإسلاميين 5-5


لا يهمنا في كثير أو قليل أن التحمتم التحام العطر بالوردة، ولا يزعجنا مطلقاً لو صرتم روحاً واحدة في جسد واحد.. وثقتنا لا تحدها حدود أن الشعبي سوف يندفع زرافات ووجدانا الى رياض وحدائق النادي الكاثوليكي، فقد رحل صاحب المنشية والحق لله فقد كان شمساً حجبت كل ضياء نجوم الشعبي.. توحدوا مع اخوتكم في الوطني وإلا سوف يتبخر حزبكم كما تتبخر مياه مستنقعات (جنقلي) تحت أشعة شمس الظهيرة عند الاستواء، نعم ستعودون ولا أقول راكضين أو مهرولين تأدباً الى حياض الوطني، ولكن لن تجدوا الحال (ياهو نفس الحال) فقد تعافت الإنقاذ كثيراً هبطت من تلك الخيول المجنونة.. وهاهي الآن تسفر عن وجه غير ذاك الذي كنتم فيه الهتاف والراية.. تركتم الإنقاذ وهي تنشد (فالترق منا دماء أو ترق منهم دماء أو ترق كل الدماء)، ما كان أيام كنتم جسداً واحداً، ما كان صوت يعلو فوق صوت وجلجلة الأناشيد القتالية الراعدة.. تركتم سكين الإنقاذ يقطر منها دم الغناء البهيج، وشلال الرعاف يتسرب من حوائط مباني التلفزيون.. كانت أيامكم أياماً صحراوية وجديبة.. نحرتم روعة الغناء وأسدلتم الستائر الكثيفة على خشبات المسارح، وأسكتم عثمان حسين، وذبحتم بالسكين حتى النصل رائعته( قلت والكأس لديك ويدي في خصلتيك)، اغلقتم صالون (توفيق صالح) وصارت (كسلا) اشد خطراً من أخطر منشور شيوعي تحريضي، كنتم تعتبرون شدو الكابلي الفنان وهو يموسق كلمات جبريل كسلا فسوقاً ولساناً ومزماراً للشيطان، كل ذلك عند ما يقول(ظلت القوارير صرعى وقد بتن في اطراق)، توحدوا يا أحباب ولكن مع الإنقاذ التي تمد الأيدي الآن للأمة والاتحادي الديمقراطي والبعثي وحتى الشيوعي.. تعالوا ولكن ستجدون أقماراً من سرايات الطائفية تضئ أو تتجول في ممرات القصر المهيبة.. تعالوا لأحبابكم في المؤتمر الوطني، ولن تجدوا كرسياً واحداً (فاضياً)، فقد شغلها صبيان وصبايا الصف الثاني.. الشاب من عضوية المؤتمر الوطني.
توحدوا مع اخوتكم في الوطني، ولكن لا تعشموا ولا تحملوا أن تكونوا مرة أخرى في عربة قيادة القاطرة، لن تكونوا أكثر حظاً من الذين ارتضوا أن يكونوا عرباتٍ يجرها القطار.
ونصيحة لوجه الله أسديها لكم لا أريد منكم جزاء ولا شكورا، لا تأتوا بالهتاف القديم (والمزايدة) القديمة والشعارات القديمة، فقد تغيرت الإنقاذ الى الأحسن، وتقدمت خطوات الى معسكر الدولة المدنية.. وتخلت من ذاك الجن الكلكي الذي صور لها عندما كنتم جزءاً منها بأنكم سوف تواجهون كل الكون، بل تصورتم أنكم مركز الكون، الآن الإنقاذ قد شادت جسوراً منيعة مع محيطها العربي، وأقامت جسوراً من مودة مع محيطها الافريقي.. انفتحت على الصين وما عاد عذاب روسيا أملا.. بل تقدمت أكثر حتى من حكومة (الانتفاضة) التي أطاحت بمايو عندما مد الأيدي- أيدي شباب صادق ونبيل- الى فيتنام.. والآن دعوني اسأل الله في خضوع العدوية وخشوع ابن الفارض، أن يتوجه وفد من حكومة السودان الى (هانوي) لتمتين العلاقات مع فيتنام، وأن يتكرم عليكم أخوانكم في الإنقاذ بأن يكون ضمن عضوية الوفد غلاة المتشددين من حزبكم(الشعبي)، والذين لا يرون في الشيوعيين غير شياطين وأبالسة.. وأن يكون من ضمن برنامج الزيارة زيارة ضريح (الجنرال حياب)، وضريح زعيم الحزب الشيوعي الفيتنامي (هوشي منه)، ويكون من ضمن البروتكول.. وضع أكاليل من الزهور على القبرين.
مع السلامة