مقالات متنوعة

خالد حسن كسلا : مازال جيش الجنوب عدواً


> استخبارات الجيش الشعبي في جنوب السودان تعتزم مواصلة دعم قطاع الشمال في الحركة الشعبية المتمرد في المنطقتين. جنوب كردفان والنيل الأزرق. . وجهاز الأمن في دولة جنوب السودان يعترض.
> ولا خلاف بين الاستخبارات وجهاز الأمن هناك حول دعم تمرد قطاع الشمال.. فالسودان عدو مزمن للحركة الشعبية بكل أجنحتها.. لكن الاختلاف يكون في أساليب العدوان.
> ويرى جهاز أمن جوبا أن دعم قطاع الشمال يحرج حكومة جوبا احراجاً شديداً خاصة في هذا الوقت الذي يشهد انهيار الدولة الجديدة أمنياً واقتصادياً وانسانياً .. ويشهد مع ذلك وقوف الخرطوم مع جوبا لحل المشكلة التي تواجهها.
> لكن هي عقلية الحركة الشعبية دائماً.. هي تنظر إلى اسرائيل وواشنطن وكأنهما منقذاها مما هي عليه .. لكنهما ينظران إليها تقف على محرقة قبلية.
> والحركة الشعبية تنظر إلى السودان على أنه عدو مستمر يجب محاربته من خلال تمرد قطاع الشمال وحركات دارفور.
> وهذه المشكلة الدبلوماسية مع السودان لن يحلها إلا ذهاب نظام الحركة الشعبية في جوبا أو رامشيل إذا تأخر ذهابه إلى حين الانتقال إلى مقر العاصمة الجديدة.
> أما عن السودان فإن عدوان الحركة الشعبية تجاهه لن يوقفه تغيير الحكومة هنا سواء بديمقراطية أو انتفاضة أو انقلاب.. لأن العدوان موجه ضد كل الدولة بكل مقوماتها وليس الحكومة فقط.
> وجهاز أمن جنوب السودان لو أراد أن يحسم مسألة دعم قطاع الشمال فليبدأ بكل ما أوتي من صلاحيات وميزانيات وسلطات بهيكلة الجيش هناك واعادة صياغة الاستخبارات الخادم الأول في إفريقيا لمصالح ومؤامرات اليهود.
> وهذا افضل من أن يدخل في صراع مع الاستخبارات.. افضل لمصلحة الدولة الأمنية.. لأن مثل هذا الصراع يمكن أن يتطور إلى ما يشبه صراع سلفا كير ومشار.. ثم يتطور إلى الاستقطاب القبلي.
> وهذا كله ما لا تريده الخرطوم لكن طبعاً تريده واشنطن واسرائيل.. لأنه يسير في اتجاه تحقيق ما يريدونه.. وما يريدونه هو أن تكون إفريقيا أرضاً كبيرة بشعوب لا تجد المجال للتفكير في صناعة الأمن والاستقرار لاستغلال الموارد.
> الارض الخصبة في الجنوب والنفط و المياه والأيدي العاملة.. كل هذا كان ينقصه في رأي النخبة الجنوبية الاستقلال.. ليصبح الجنوب افضل بلد افريقي.. لكن يبدو أن ما ينقص الجنوب الآن ليصبح من افضل دول العالم في الاستقرار والاقتصاد بكل هذه المعطيات هو اعادة هيكلة الجيش الشعبي ويبدأ ذلك بحل الاستخبارات التي تغرد الآن خارج سرب البرنامج السياسي لحكومة جوبا.
> استخبارات الجيش الشعبي تظن أن دعم قطاع الشمال جزء مهم في الجيش الشعبي ومازال مرتبطاً به ولذلك وجب على حكومة جوبا دعمه.
> هذا يمكن أن يكون منطق الاستخبارات بالجيش الشعبي وهي طبعاً أضعف استخبارات في العالم من حيث التفكير والتخطيط والمناورات العسكرية لصالح الدولة التابعة لها.
> كان يمكن أن تدعو استخبارات جنوب السودان لو كانت ذات ذكاء عسكري إلى تغيير اسم قطاع الشمال في الحركة الشعبية.. وقوات الفرقتين التاسعة والعاشرة التابعتين للجيش الشعبي، وهما متمردتان في جنوب كردفان والنيل الازرق بعد الانفصال.
> لكن طبعا القوى الأجنبية لو كانت تتابع كل هذا وتفهمه لا يهمها أي اصلاح عسكري ودبلوماسي في جوبا لأنه سيقود الدولة إلى بر الأمان الإقليمي وبالتالي يضعها بما تملكه من عناصر تقدم اشرنا إليها آنفاً موضع قيادة القارة الافريقية.. ويؤهلها لتكون سلة غذاء افريقيا.. وكل هذا يؤثر على مؤامرات واشنطن وإسرائيل.
> وكل هذا لا تريده لها يوغندا بحكومتها المجرمة هذي.. ولا كينيا التي تحتل مثلث أليمي التابع لجنوب السودان.. مثلما تحتل يوغندا أيضا منطقة قولو. والسودان من مصلحته بالطبع أن تصبح دولة جنوب السودان قائدة في القارة الافريقية.. ولكن القوى الاجنبية تعترض على تقدمها لأنها بذلك ستخدم السودان.. ومشكلة شعب السودان مع واشنطن وإسرائيل إنه يرفض استمرار الاحتلال اليهودي في فلسطين والاحتلال الامريكي بأشكال مختلفة في عدة مناطق عربية واسلامية.
> واستخبارات الجبش الشعبي تفضل في هذه الحالة الوقوف إلى جانب واشنطن واسرائيل.. لكن لماذا لم تمنع واشنطن واسرائيل ما حل بجنوب السودان من كوارث فظيعة؟ إلى متى سيستمر غباء هذه الاستخبارات التي فشلت في منع اكبر الكوارث..؟ وإلى متى ستعاد هيكلة الجيش الشعبي كي يصبح جيشاً وطنياً لا يعرف الانشقاقات الرهيبة التي ضربته بعد الاستقلال؟ فهو جيش تمرد وخدمة مؤامرات أجنبية مفضوحة وليس جيشاً وطنياً قومياً مقيداً بعقيدة دفاعية.
غداًَ نلتقي بإذن الله