مقالات متنوعة

هناء إبراهيم : التطعيم ضد الزعل


لكل شخص على سطح هذه الكرة الأرضية زعل وطقوس تلازمه منذ أيامه الأولى حتى ميقات رحيله عن هذه الدنيا الفانية.فـ الزعل منذ أمد بعيد، كان ولا زال كـ(الكلب الوفي) والبريد خناقو، حاضر في كل مناسبات صاحبه التي تتطلب وجوده. تساعده في ذلك (صرة وش) على حافة الظهور لا تحتاج كرت دعوة كي تشارك..ولأن طقوس الزعل تختلف من شخص إلى آخر، ثمة من يتحول لسانه العربي (حين زعله) إلى لغة أخرى لم يشهد العالم حروفها من قبل، فيصير في تلك اللحظة (بطل العالم في الرطانة).
رطانة لقبائل لا وجود لها.
ومنا من يأتي بأشياء غريبة لا شيء غير الزعل يمكنه استيعابها، فلا هو مجنون (نوديهو المستشفى) ولا هو عاقل نشرب معاه شاي التواصل..
والله جد..
ومن أغرب عروض الزعل المباشرة والمسجلة، أن ترى زعلان ميت من الضحك، وهو حين يفعل ذلك إنما يواسي نفسه.
هذا وقد ظهر نفر من الناس (يفشون) غبينتهم في الأكل الذي لا ذنب له سواء ارتفاع سعره مع سعر الدولار، وفي كل زعلة يزيد وزنهم (2) كيلو تزيد ولا تنقص.
والناس في الزعل يبحثون عن الأشياء التي بإمكانها التخفيف عنهم.
فمحبو النيل يداعبون موجه.. ومحبو القراءة يراقصون الكتب ومنهم من يفضلون شهد الكلام والفضفضة إلى أصدقاء الدرجة الأولى إن وجدوا.
ثمة من تستطيع قراءة زعله بالاطلاع على تقرير عيونه، وثمة من لو نظرت شهراً ونصف لإفادات عيونه سوف تأتي في المرتبة الطيش من حيث اكتشاف الزعل الذي يعيشه.
أحياناً يكون المتسبب في زعلك هو الوحيد القادر على رضاك، وأحياناً يكون ممنوع حضوره في لحظات الرضا.
تقول حبوبة جيرانا في أغاني السنترليق:
من أمس زعلان قال مخاصمني
لا ظهر لا بان منو حارمني
يشرح دروس الحب وما بفهمني
ويشترى التوسان وما إكلمني
طمنوني عليه قلبي ماكلني
دايرة أشوف عينيه أصلو واحشني
ودايرة أقول ليك كلمة واقفة لي هنا:
زعلك حبيبي مش زعل
هذا دلال
والله جد..