مقالات متنوعة

أسامة عبد الماجد : فاجعة غش الامتحان


< استمتعت بزاوية الزميلة العزيزة لينا يعقوب بـ (السوداني) أمس وقد علقت على عدم متابعة كثير من الجهات لما يرد في الصحف، واستشهدت بـ (الواوات) الكثيرة التي يختتم بها الكاتب الساخر الفاتح جبرا زاويته وهو يسأل عن ملف سودانير ويقول خبرو شنووو. < كان عنوان زاوية لينا طرفة في حد ذاته إذ كان موسوماً بـ (أعمل نائم) ، وإن كانت الحكومة وتحديداً وزارة التربية كادت (تعمل نائمة)، بشأن التسرب لامتحان الشهادة السودانية والغش الذي وقع بواسطة طلاب أردنيين، فإن المملكة الاردنية (مقلوبة) بسبب ماحدث. < الحكومة الاردنية ممثلة في (البرلمان والخارجية ووزاة التربية) بل الرأي العام الأردني يتابعون بقلق ماحدث من (أولادهم) الطلاب في السودان، والذين تم اعتقال العشرات منهم، وتم إطلاق سراحهم عدا ستة ومواطن أردني. < الحادثة والتي جديرة بأن توصف بالكارثة هزت سمعة التعليم بالسودان دون شك، وستجعل الشهادة الثانوية محل شك وريبة بالخارج، وقد يلحق الضرر بالشهادة الجامعية. < تصفحت المواقع الأردنية من وكالات وصحف وتابعت قنوات يوم أمس ذهلت من حجم الإهتمام بالحادثة، وتعاظم الاهتمام بالقضية، وقد تعاملت الحكومة الأردنية بحسم مع الأمر حيث استمعت الي مقابلة مع نائب رئيس الوزراء (شخصياً) د. محمد زنيبات اأعلن عدم اعترافه بنتيجة أي طالب من بلاده صادرة من السودان، وعزا ذلك للكشف الذي حاق بالامتحانات. < بل إن الوزيرة صمتت لأيام – وربما بطلب من السلطات التي اعتقلت الطلاب – ولكنها حتى عندما تحدثت لم تشف غليل أحد دون شك . < وبالمقابل أنظروا الى الموقف الرسمي، بالخرطوم حيث اختزلت الوزيرة سعاد عبد الرازق الأمر في بيان صحفي صغير وخجول، بل وقالت إن التزوير لم يحدث وسط الطلاب السودانيين، وكانما طلاب الأردن جلسوا لإمتحان بدولة أخرى، وهو حديث غير مقبول البته من الأخت الوزيرة. < إن الأمر جد خطير ومقلق ويفتح باب التأويلات، وفي تقديري إن الحكومة عليها أن تسارع للتعامل بمزيد من الشفافية وكثير من الإهتمام بالحادثة و أن تعقد مؤتمرا صحفياً يبث على الهواء مباشرة كي يطمئن الجميع. < أن ما اتخذته الأردن من إجراءات صارمة حيال القضية، ينبغي أن تتخذ الحكومة بالخرطوم إجراءات أكثر صرامة منها وأكثر قوة، والأمر متعلق بمصائر ومستقبل أجيال. < الحل في رأيي لهذة الأزمة ان يتم إعادة الإمتحانات رغم كلفة المقترح، رغم مابذل من جهد من الطلاب من قبل الوزارة، وكشف أصحاب النفوس الضعيفة الذين مرغوا سمعة البلاد، وباعوا ضمائرهم، وأن يتم تقديمهم لمحاكمة عاجلة وعلنية، وذلك حتى لا تحذو دولاً اخرى حذو الأردن . < صرحت وزيرة التربية العام الماضي بانها ستستقيل عقب الامتحانات بسبب مدرسة الريان الوهمية، لا أقول لها استقيلي الآن، ولكن أديري الأزمة بشفافية وأجري تحقيقاً و(ماتعملي نائمة) حتى لا تكون كـ (واوات) جبرا.