مقالات متنوعة

رندا الشيخ : ثمرة التصفيق


“برافو عليك، أحسنت، ممتاز، كنت رائعاً بالفعل.. تصفيق”

عبارات تبدو بسيطة رغم عمق تأثيرها، مرت على مسامعنا خلال مرحلة ما من حياتنا، لكن إن حدث أن سألتك عزيزي القارئ: متى كانت آخر مرة أنجزت فيها أمراً ما وكانت النتيجة واحدة من تلك الكلمات، أو شهادة شكر أو عبارة تدفئ قلبك وتشعرك بالتقدير؟ منذ مدة طويلة؟ قصيرة؟ لا تذكر؟ حسناً، سأقوم بتغيير سؤالي إلى: منذ متى أشعرتَ غيرك باستحسانك أو بتقديرك لما يفعله من أجلك، سواء بأن أسمعته ما يشعره بامتنانك، أو قمت بفعلٍ يترجم ذلك؟

إلى هذه اللحظة أظن أننا متفقان على أن الإحساس بالتقدير عنصر مهم لدوران عجلة الإنتاج الإنساني على الصعيد الشخصي أو المجتمعي، وبأن الثمرات التي تطرحها شجرة التصفيق هي طاقة متجددة، ورضا داخلي وثقة كبيرة لا ينكر المرء حاجته إليها! لكن ماذا لو وجدنا أنفسنا نعيش في صحراء تفتقر لأدنى مقومات التعامل الإنساني، هل نترك أنفسنا تستسلم لقسوة الجفاء؟ بالطبع لا!

فقد أنعم الله علينا بالقدرة على التأقلم مع مختلف الظروف والأجناس والطبائع البشرية بخيرها وشرها، لكن تفعيل تلك القدرات مهمة لا يستطيع أي أحد سوانا القيام بها.

وقد أتفق معك على أن حقيقة ألا تحظى بالتقدير ممن حولك لما أنجزته أو وأنت تسعى لإنجازه، سواء في أسرتك الصغيرة أو محيط عملك، أو حتى عالمك الكبير، قد تكون مؤلمة ومحبطة! لكن القاتل في رأيي أن تتركها ترتقي إلى الأولوية في سلم حياتك، بحيث تسيطر عليك وتشل حركتك، باعتمادك المطلق على وجودها لتنتج وتركيزك على ألم غيابها!

ثق يا عزيزي أنه وبقدر لذة ثمار شجرة التصفيق التي يمنحها الآخرون، هناك ما هو أكثر جمالاً وألذ مذاقاً وأكثر أهمية! هو أن تحمل بداخلك جذور شجرة خاصة بك، ترويها بعمل لا يتوقف وعزيمة لا تكلّ، حينها تحقق الاكتفاء، ولن تكون بحاجة لمن يتمنن عليك بثمرة أو اثنتين.. حسب مزاجه!