تحقيقات وتقارير

امتحانات الشهادة السودانية.. شرخ (أردني) في الجدار


تأبى امتحانات الشهادة السودانية منذ العام الماضي المضي دون تركها بصمة للجدل والجدال فبعد سابقة مدرسة الريَّان في امتحانات العام الماضي، والتي تركت شرخا في جدارها هاهي امتحانات الشهادة لهذا العام تترك شرخا أكثر إيلاما في جسد التعليم السوداني، بعدما تناوشته سهام النقد والتقريظ من قبل الإعلام الأردني بسبب ما قيل إنه عملية تسريب لأسئلة امتحان الشهادة السودانية من قبل طلاب أردنيين تم ضبطهم من قبل السلطات المختصة في الخرطوم..

أصل الحكاية
البداية الفعلية للقصة كانت أواخر الأسبوع الماضي حين اعتقلت الأجهزة الأمنية السودانية 5 طلاب أردنيين بتهمة تسريب أسئلة امتحان الشهادة السودانية، وتم توقيفهم على ذمة التحقيق على خلفية تسريب أسئلة امتحان الشهادة الثانوية، والطلاب الأردنيين الذين تم اعتقالهم جاءوا ضمن الطلاب الأردنيين الذين حضروا للسودان من أجل الجلوس لامتحان الشهادة السودانية، بهدف الحصول على معدلات عالية تمكنهم من دخول الكليات التي يرغبون فيها .

رواية أردنية
بحسب الرواية الأردنية التي تداولتها المواقع الإسفيرية ومواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية، فقد حصل الطلاب الأردنيون على أسئلة الامتحان بواسطة سماسرة، ولسبب ما فإن خلافا نشب بين مجموعة من الطلاب الأردنيين ومجموعة من السماسرة حيث حصل بعضهم على الأسئلة بينما لم يحصل عليها البقية، وتطور الخلاف بين الطلاب إلى (اشتباك بالأيادي) وعراك تدخلت على إثره الشرطة، واكتشفت أمر تسريب الامتحان، وبعدها قامت بشن حملة اعتقالات وسط الطلاب الأردنيين.

غير مؤثرة
بعدما تناولت الوسائل الأردنية حاولت الصحافة السودانية استنطاق الجهات المختصة حول الحادثة إلا أن الصمت كان سيدا للموقف، حتى أمس الأول حين أعلنت وزيرة التربية والتعليم العام د. سعاد عبد الرازق، عن اكتشاف وزارتها لما اسمته بالغش المحدودة في امتحانات الشهادة السودانية من قبل بعض الطلاب الأردنيين ممن يجلسون لامتحانات هذا العام، إلا أنها وصفتها بغير مؤثرة في سمعة الشهادة السودانية، بعد ما تمكنت السلطات من كشفها، حديث الوزيرة سعاد يكشف مدى التفاعل بين فئات المجتمع المختلفة وصانعي القرار على وجه الخصوص مع القضية، لجهة أن مثل هذه المخالفات في الشهادة السودانية نادرة الحدوث، ومع قلتها إلا أن حادثة الطلاب الأردنيين الأخيرة تعد الحادثة الأولى من نوعها كونها رسم أحداثها طلاب أجانب.

فاقد تربوي
خلال حديثهم “للصيحة” اجمع تربويون على أن حالة الغش الواردة من طلاب أجانب قد يكونوا في الغالب الأعم فاقدا تربويا في بلادهم، غير أنها ليس لديها أبعاد سياسية أو اقتصادية واصفين الخطوة بالشغب، ويعتبر مدير عام سابق لامتحانات السودان في حديثه “للصيحة” أن حالة الغش في الامتحانات تحصل عادة إلا أنها محكومة بضوابط محددة ويحاسب الطالب عليها ويعاقب إما بحرمانه من درجات المواد التي غش فيها، أو يحرم من قام بها وتحجب عنه النتيجة، أو يحرم من تم ضبطه من الجلوس للامتحانات لسنوات عدة، إلا أنه عاد وأكد أن الظاهرة ليست لديها تأثير على سمعة الشهادة السودانية.

أما مدير تعليم الطوارئ بوزارة التربية والتعليم إسماعيل عمر تيراب، فإنه يرى في حديثه “للصيحة” أن عملية الغش ليس لديها تأثير على الشهادة السودانية، مؤكدا أن مثل تلك العمليات حسب خبرته الطويلة في الوزارة والتي تعدت الـ30 عاما تحدث في نطاق ضيق ومحدود، معتبرا أن عدد 5 طلاب من ضمن 500 ألف طالب وطالبة جلسوا لامتحانات الشهادة تعتبر قطرة في بحر، وأكد أن نسبة الخطأ في الامتحان لم تتعدى نسبة 1%، مشيرا إلى أن المعيار العالمي في امتحانات الشهادة محدد بأن لا يتجاوز نسبة 2% مشددا على أن النسبة غير مؤثرة، وزاد أن أكثر الشهادات ثقة على مستوى العالم هي الشهادة السودانية، منوها بأنها تحوذ على الثقة العالمية أكثر من الشهادات الجامعية السودانية .

طلاب أجانب
حادثة غش الطلاب الأردنيين أزاحت النقاب عن جلوس أجانب من جنسيات مختلفة لامتحانات الشهادة السودانية منهم مصريين وسوريين وجنوبيين وأردنيين حسب تيراب الذي اعتبر في سياق حديثه “للصيحة” أن كل هذه الجنسيات تقيم الشهادة السودانية وتعتبرها مميزة خاصة وأنها ارتفاع نسبتها يؤهل لدراسة الطب والهندسة لذا فهي تعد الأميز من الشهادات العربية فضلا عن اعتبار المنهج السوداني أفضل بكثير من المناهج الأخرى .

تسريب إسرائيلي
مفاجأة غير متوقعة كشف عنها خبير تربوي يعمل بوزارة التربية والتعليم العام، رفض الإفصاح عن هويته عن سابقة تعتبر الأولى من نوعها للشهادة السودانية تعود أحداثها للعام 1977 وساقت أحداثها الدولة الصهيونية، إذ خصصت إسرائيل إذاعة باللغة العربية لكشف الامتحانات ورقة تلو الأخرى، وهذه تعتبر السابقة الأولى من نوعها لاستهداف دولي طال اقتصاد السودان، مضيفا أن ما ترتب على التسريب الإسرائيلي حينها هو إعادة الامتحانات لكل الطلاب وربما كان الهدف من تلك الخطوة -حسب الخبير التربوي- إفقاد الشهادة سمعتها الداخلية والإقليمية، ويضيف الخبير التربوي حديثه “للصيحة” بقوله: (أما الحادثة الحالية الخاصة بالأردنيين فإن التعامل معها كان أمنيا باعتبارها قضية أمنية في المقام الأول إذ ليس لديها تأثير على سمعة الشهادة السودانية، مثلها مثل سابقة الريَّان ذائعة الصيت)، معتبرا مشكلة الطلاب الأردنيين مشكلة تخص طلاب أجانب وإنه في حال عدم وجود خلاف بينهم قد كان من المحتمل عدم اكتشاف الحادثة، مثمنا خطوة وزيرة التربية سعاد عبد الرازق واقرارها بالحادثة تهدئة للطلاب الممتحنين، مشيرا إلى أن اقرار الحكومة يعتبر أمرا إيجابيا، منوها إلى أن الشهادة السودانية تعتبر الأكثر مصداقية في السودان، ولم تتعرض إلى أي نوع من المشاكل العصية من قبل.

سبب الإقبال
لكن للأكاديمي د. صلاح الدومة رأي مختلف إذ يعتبر أن أي حادث في امتحانات الشهادة يؤثر عليها إلا أن درجة هذا التأثير تتفاوت، منوها إلى ظهور العديد من الشائعات في هذه الحادثة، حيث أشار البعض إلى حصول الأردنيين على الشهادة السودانية بمنتهى السهولة، الدومة يبرر أسباب إقبال الطلاب الأجانب على الشهادة السودانية بقوله إن ذلك يعود إلى أن السودان أكثر استقرارا من كثير من دول الطلاب الذين يأتون ليمتحنوا في السودان مثل مصر فضلا عن أن التعليم بالجامعات السودانية يعد اقل تكلفة من جامعات عدد من الدول الأخرى.

فخر البلاد
رئيس لجنة التربية والتعليم بالبرلمان الخير النور المبارك في حديثه “للصيحة” أكد أن الشهادة السودانية تعد مفخرة للبلاد لجهة أنها تعتبر محافظة على جودتها منوها إلى أن الحادثة تزيد الثقة في الشهادة السودانية لأسباب عدة منها أن الجهات المختصة قد اكتشفتها وأعلنتها على الملأ .

الخرطوم: ابتسام حسن
صحيفة الصيحة


‫4 تعليقات

  1. المقال كله يلف ويدور ولم يضع يده على المشكلة .. في تصريح لمسؤول التعليم في الأردن على تلفازهم الرسمي قال بأن أسئلة الإمتحان تم تسريبها للطلاب الأردنين بالتنسيق مع سماسرة . وأضاف أن لديهم ما يثبت ذلك وفقاً لتقرير رفعه لهم السفير الأردني بالسودان ..
    تسريب امتحانات الشهادة حدث جلل وخطر داهم وشرخ كبير وتشويه لسمعة الشهادة السودانية التي ظلت محافظة على مكانتها بين الدول العربية على مر السنين ..
    الطبطيب والدس واللف والدوران ما بنفع يا مسؤولين .. الإعتراف بالمشكلة وإيجاد الحلول والضوابط لها مستقبلاً هو الحل الوحيد ..
    أتمنى أن لا نسمع في السنوات القادمة أن جرح للشهادة السودانية التي يبذل أبناؤنا فيها جهداً خارقاً وينكبون على كتبهم ليل نهار
    لنيل درجاتها ..
    حرام عليكم .. يا ناس ..

  2. تسريب إسرائيلي !!

    أنا من الفئة التي تؤمن بنظرية المؤامرة

    ولكن الحكاية زودت العيار شوية

  3. لم تبين المشكلة !! هل هؤلاء الطلاب جاءتهم نفس الأسئلة قبل الجلوس للاختبار وبالتالي تعتبر بالنسبة إليهم مكشوفة ؟ أم أنهم سمح لهم بالغش أثناء الجلوس والاختبار للمادة المعينة ؟ ففي الحالة الأولى كان يجب البحث عمن كشف الاختبار , إذ من المعلوم أن واضعي الاختبار وطابعيه وموزعيه معروفون وفي دائرة ضيقة داخل اصطاف الوزارة , وهذا لا يحتاج إلى كثير تفكير حتى يكشفوا ويحاسبوا !! أما إذا كان العملية غشا أثناء الجلوس للمادة المعنية فهذا أمر سهل , يحاسب عليه الطالب والمراقب في حينه !! وأعتقد أن الغش أثناء الجلوس للاختبار موجود في كل اختبارات العالم وليس السودان استثناء ,ولكن تظل هذه النسبة / كما قيل / ضئيلة لا تذكر ولا تأثير لها على سمعة امتحانات الشهادة الثانوية عندنا , وفي الغالب تكون الضجة المتارة من قبل جهات أردنية اغتاظت من ذهاب هؤلاء الطلاب إلى السودان ونيلهم الشهادة الثانوية منه , ولا يدل هذا على ضعف في نظامنا وشهادتنا , , أقول هذا وأنا معلم منذ منتصف الثمانينات , ولكن خارج الوطن , ولذلك فإن شهادتي غير مجروحة !!