تحقيقات وتقارير

الضغط على الحركات السودانية.. تغيرات في الموقف الأمريكي


زيارات ماكوكية بين الخرطوم وأديس قام بها رئيس الآلية الأفريقية رفيعة المستوى ثامبو أمبيكي الأسبوع الماضي أفضت إلى عقد جلسة مفاوضات عاجلة بين الحكومة ووفد التفاوض حول المنطقتين ودارفور وقوى نداء السودان طرحت خلالها الوساطة خارطة طريق حول الحوار الوطني والسلام في المنطقتين ودارفور، وقعت عليها الحكومة السودانية والآلية في وقت رفضتها الأطراف الأخرى المتمثلة في المعارضة ووفد الحركات المسلحة وقطاع الشمال، واتهمت قوى المعارضة المشاركة في الاجتماع التشاوري الوساطة والحكومة بالتوقيع على خارطة طريق تنحاز لرؤية الحكومة ولا تستجيب لتطلعات الشعب السوداني، واعتبرت الخطوة محاولة لكسر إرادة أطراف المعارضة وتجاوز مطالبها في التغيير،

وتمسكت بموقفها من الحوار الوطني وضرورة عقد اللقاء التحضيري باديس أبابا، وقالت في بيان لها إن الحكومة والوساطة إختارتا التوقيع على خارطة طريق تؤدي إلى إلحاق المعارضة بالحوار الجاري، مما يؤدي إلى إعادة إنتاج النظام والأزمة، ووصف الأمين العام للحركة الشعبية موقف الوساطة الافريقية بالغريب وغير المحترم .. أمبيكي دافع عن موقفه وقال إن هذه الخارطة تفتح الباب لإنهاء الحرب والاقتتال في المنطقتين ودارفور والترتيبات الأمنية، ووقف إطلاق النار واستئناف المفاوضات لإكمال هذه القضايا، وتوقع أن توقع المعارضة على الخارطة بعد اكمال مشاوراتها .

* ضغط أمريكي
وفي ظل هذا الشد والجذب بين الأطراف الثلاثة، وفي خطوة مفاجئة أعلنت الإدارة الأمريكية وقوفها مع الحوار الوطني، ووعدت بالضغط على الحركات المسلحة وقوى المعارضة بالتوقيع على الخارطة، وقالت على لسان القائم بأعمال السفارة الامريكية بالخرطوم مدير مكتب المبعوث الأميركي الجديد بالسودان وجنوب السودان استيفن كوتسيس الذي كان في زيارة لمقر الحوار الوطني بقاعة الصداقة أمس الأول ، إن الإدارة الأميركية تقف مع السلام والحوار في السودان حتى يصل إلى غاياته، مشددا على أن السلام هو الحل الأوحد لمشاكل البلاد، وكشف عن زيارة له الأسبوع القادم لواشنطن لإطلاع الحكومة الامريكية على تطورات السلام في السودان، السؤال الذي يطرح نفسه هنا لماذا هذا الموقف الايجابي من الإدارة الإمريكية وما الغرض منه؟، وهي التي ارتبطت غالبية مواقفها بالسلبية تجاه الحكومة والتعاطف مع الطرف الآخر ؟
*التزام
عضو وفد التفاوض حسين كرشوم اعتبر الخطوة طبيعية من الإدارة الامريكية باعتبار أنها من المشاركين في مجلس الأمن والسلم الأفريقي، وقال هذا الموقف يعتبر اختباراً لها والأطراف الأخرى حول مدى التزامهم بتنفيذ الاتفاقيات، واضاف ان خارطة الطريق التي وقعت عليها الحكومة والآلية الافريقية تمثل موقف الاتحاد الافريقي ومجلس الأمن، وبعد هذا التوقيع أصبحت ملكاً لهما، لافتًا إلى أن مجلس الأمن الافريقي لايبرز وثيقة ما لم يتم التوافق عليها من قبل المشاركين في سلام السودان، ومن بينهم المبعوث الامريكي، وطالب كرشوم أمريكا بان تستخدم قدراتها الاقناعية و تسعى جادة بالضغط على الاطراف الرافضة للتوقيع على الخارطة، وأشار الى أنها ستكون واحدة من الوثائق التي سيقدمها أمبيكي لمجلس الأمن الدولي .
*احتمالات
اما المحلل السياسي واستاذ العلوم السياسية بجامعة ام درمان الاسلامية د راشد التجاني وضع ثلاثة احتمالات للموقف الامريكي وقال ل(اخر لحظة ) وعد امريكا بالضغط على الحركات للتوقيع على خارطة الطريق يمكن ان يقراء من زاوية انه قد يكون مجرد دعاية اعلامية تؤكد من خلالها انها تسعى لتحقيق الاستقرار في السودان لتنفي عن نفسها الاتهامات التي توجه لها بانها تعادي السودان ،فيما يرى ان الاحتمال الثاني يتمثل في ان يكون لها رغبة حقيقية في استقرار البلاد لتحقيق مصالحها في دارفور خاصة بعد ان نجحت الحكومة في حسم الحركات المسلحة التي كانت تقدم لها الدعم في الميدان واصبحت تتراجع عسكريا وفضلت ان يكون لديها تأثير واضح في الخارطة السياسية في السودان ، فيما رجح الاحتمال الثالث ان يكون الموقف ناتج من التأثير السالب للحركات المسلحة في المحيط الاقليمي ومشاركتها في الحروب في دول الجوار خاصة دولة جنوب السودان وليبيا مما يشكل خطرا للمحيط الاقليمي للولايات المتحدة .
*سخط
ومن جانب اخر يرى القيادي بالمؤتمر الوطني د.. قطبي المهدي ان رفض المعارضة والحركات المسلحة تنظر له الدوائر الامريكية بانه مسار سخط وقال مجرد الحديث عن ضغوط امريكية للحركات يؤكد انها ماعادت تجد السند الخارجي وفي نفس الوقت يرسل رسالة لحكومة الجنوب التي تدعم الحركات المسلحة وتابع ان امريكا ترى ان التوقيع على الوثيقة يعطي المعارضة فرصة اكبر للمشاركة في النظام خاصة اذا التزمت الحكومة بمخرجات الحوار.
*مراوغة
وبالمقابل استبعد الخبير الأمني عميد معاش حسن بيومي استجابة الحركات المسلحة والتوقيع على خارطة الطريق في الوقت الراهن، وتوقع أن تتم الخطوة بعد ظهور نتائج الحوار الوطني، وقال بيومي لـ(آخر لحظة ): ( إن أمريكا وراء الهيصة دي كلها) وتعطي التعليمات بطريقة غير مباشرة لأمبيكي، واعتبر ان حديثها عن ضغط الحركات مراوغة منها لافتاً إلى أنها تعمل وفقا لمراكز أبحاث في خططها نحو السودان .

تقرير: ثناء عابدين
اخر لحظة


‫2 تعليقات

  1. لبلد ياشيخ الانتباهة لافيها حليم لافيها حكيم لافيها راجلا ضوء .. الحوار لايحتاج لاثيوبيا او لالمانيا الحوار ممكن اكون في الدمازين او الكاملين يحتاج رجال قلبها علي البلد الطيب اهله ولكن للاسف جميع الرجال هجت وسافرت وتركت البلد غصبا عنها والموجدين الان هم اشباه الرجال مجموعة من اللصوص همها الاول والاخير سرقة ماتبقي من موارد .. بلد وصلت مرحلة لم تصلها حتي الصومال فساد وقتل وخراب وكمان مكابره .. ولسه شغالين الله اكبر ولا لدنيا قد عملنا .. بلد منتهية رسمي وشعبي ومنتظره النهاية المحزنة طالما فيها امثال امين حسن عمر ومصطفي ورزق والجاز ونافع وربيع والزبير وعلي عثمان والناجي وموت الترابي رحمة الله عليه رغم انه لم يقدم مايرضي الشعب وهو السبب في كل الحاصل ترك فراغ والجماعة راح ليهم الدرب والبشير زول مسطح ماعرف اي حاجة غير الطريق الجديد المؤدي للخليج وهو زاتو في صدمة حتي اللحظة مامصدق …

  2. أمريكا تراوغ أمريكا هى من صنعت الحركات طبعا دراويش السياسة عندنا كالعادة مصدقينها أمريكا “تضغط” أمريكا لن يهدأ لها بال حتى تشرذم البلد وتشطره مثنى وثلاث ورباع أمريكا وراء الحصار أمريكا وراء الأنفصال أمريكا ضدنا فى كل شىء أمريكا تؤمن بأن السودان فيه لون واحد واثنية واحدة والتعدد الوحيد الذى تؤمن بوجوده لدينا هو (تعدد الطرق الصوفية) وتؤمن بأن لدينا حزبا حاكما لا يفقه ألف باء سياسة لديه 1500 كرت فى يده لم ولن يستخدم واحد منهم لديه متغيرات سياسية بالكامل فى مصلحته وعلى الأرض لا يوجد تمرد لكن يوجد حزب يمارس الغباء تلو الغباء الأنبطاح تلو الأنبطاح والأنبراش تلو الأنبراش حزب يجب أعطائه نوبل فى الرياضيات فى تحويل الأصفار العلى الشمال لأرقام صحيحة عدا هذا محض كذب وأفتراء