منوعات

3 سيناريوهات تدفع المرأة السعودية للاحتفال بطلاقها


تُوزع بطاقات دعوة: “أتشرّف أنا… بدعوتكن لحضور حفل العشاء المقام بمناسبة طلاقي من السيد/… وذلك في تمام الساعة الثامنة والنصف مساء يوم.. في فندق.. بقاعة.. وبحضوركن تتم فرحتي”. إنها صيغة لدعوات انتشرت بشكل ملحوظ في السعودية لحضور حفلات الطلاق التي أصبحت أقرب إلى “الموضة” في المجتمع، خاصة في المدن الكبرى مع تزايد الإقبال عليها، حتى ذهب بعض النساء اللواتي أقمن حفلات طلاق إلى تسميتها “حفلات الحرية”.
على مبدأ “أعطني حريتي أطلق يديا”، أصبح أبغض الحلال عند الله “الطلاق” أفضل الحالات التي يمر بها الأزواج في حالات كثيرة، لتظهر عبارات تدل على وجود حال لا يطاق كانت تعيشه المرأة المطلقة مع زوجها، وقد عبر عنه على قالب كيك “حفل الطلاق” حتى بات يوم “الطلاق” حرية وعرساً ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي. كلمات وأشعار وعبارات مثل “هم وانزاح، “وعاش الطلاق”. وغيرها الكثير الذي بات ظاهرة تنتشر في المجتمع السعودي.
من المسؤول؟
“سي السيد” كانت المرأة تخشاه فيما مضى، يصرخ ويغضب فيما تحاول المرأة أن تمتص غضبه لكيلا يطالها شيء منه، هذه الصورة كانت قائمة فيما مضى، أما اليوم فالصورة انقلبت، بات الرجل يخشى من صراخ المرأة وغضبها وبالنهاية طلبها للطلاق. الأمر لا يتوقف هنا، فهي البداية لحياة جديدة يعبر عنها أحد الشريكين من خلال قاعة مناسبات، للسهر والاحتفال بقرار الانفصال. تُوزّع دعوات الحفل على الأهل والأصدقاء (كما وُزّعت تماماً لدعوتهم إلى حفل الزفاف)، ليشاركوا “المطلّق حديثاً” فرحته بالتحرّر من الشريك! وهذه الحفلات لا تقل كلفتها عن حفلة الزواج، وينظمها الأشخاص أنفسهم الذين يتولون مهمة تنظيم حفلات الزفاف مع كل التفاصيل التي تدخل في تنظيم الأفراح.
والسؤال: لماذا تحوّل الطلاق من حالة تسبّب تفكك عائلة مخلفاً جروحاً لدى الطرفين، إلى مناسبة يحتفل بها المطلق/ـة بحريته/ها مع الأصدقاء؟
لا تجريم
من الناحية القانونية، قالت المحامية بيان زهران لـ”العربية.نت”: لا جرم قانونيا في إقامة هكذا حفلات في السعودية، إلا “في حال المساس بالآداب والأنظمة العامة”، ولحاق ضرر بالزوج جراء أي فعل قد ينجم عن هذا الحفل، حينها يحق له رفع دعوى ضد الزوجة المطلقة، مشيرة إلى أن عقوبتها تختلف عندها حسب الضرر الذي لحق بالزوج.
طبقة مخملية
من جهته، قال الباحث الاجتماعي والأكاديمي، الدكتور إبراهيم بن حسين الصنبع لـ”العربية.نت” إن حفلات الطلاق لا تعد ظاهرة في المملكة، نظراً لقلتها واقتصارها على ما وصفه بـ”الطبقة المخملية” في المجتمع السعودي، مشيراً إلى أن من أسباب قيام المرأة المطلقة السعودية لتنظيم هكذا أنواع من الحفلات يكمن في:
أولاً: حب الظهور الإعلامي
ثانياً: التشهير بالزوج
ثالثاً: الانتقام الإعلامي من الرجل
واعتبر الدكتور الصنبع أن ما تقوم به المرأة المطلقة ما هو إلا “رد فعل عسكي للحدث، ألا وهو الطلاق”، لذا تقيم حفلة لتعبر بها عن مشاعر الحب والعطاء لكنها مكسورة داخلياً وتشعر بنوع من اضطراب الشخصية: “إنها تقوم بإيذاء نفسها، قبل أن تقوم بإيذاء زوجها السابق. هناك طرق دفاعية كثيرة مستعدة للقيام بها ومن ضمنها هكذا نوع من الحفلات، لكن مهما فعلت لتعبر عن فرحها بحريتها ستكون متضررة”.
أين العقل؟
الدكتور عزالدين نمر، أستاذ كلية الشريعة، قسم الثقافة، في جامعة القصيم، قال لـ”العربية.نت”، إن هذه الحفلات لم ترد لا عند الأولين أو الآخرين في مجتمعنا، مستغرباً من قيام المرأة المطلقة بهكذا حفلات في وقت كان عليها أن تستر على زوجها وألا تشهر به: “حتى لو كان زوجها سيئ الصيت أو السمعة، وعليه معصية، عليها ألا تفرح بطلاقها، ما يجري غير منطق ولا عقلاني، كما أنه ليس بالظاهرة السليمة في مجتمعنا”.
وأضاف الدكتور نمر: “في ثقافتنا الشرعية لم يرد هذا الأمر في تاريخ السلف ولا في سيرة الناس العقلاء، أستطيع القول إنها عادات غريبة انتقلت إلى بعض العائلات في مجتمعنا من الغرب. هذه الحفلات تعبر عن أخلاق مختلفة عن أخلاقنا، وسلوك مختلف عن سلوكياتنا”.
وأشار الدكتور النمر إلى أن المرأة المطلقة لا يحق لها الخروج من منزلها حتى انتهاء عدتها، لافتاً إلى أن مفهوم العلاقة بين الزوجين يجب أن تقوم وفق الآية الكريمة: “فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ”، لا أن تقوم على التشهير والانتقام من الزوج بمجرد الطلاق؟.

العربية نت


تعليق واحد

  1. هذه العادة ليست من الغرب. هي افريقية موجودة في بعض قبائل تشاد ، الكمرون ، النيجر والمقصود منها اعلان أن المرأة أصبحت بلا زوج والمجال مفتوح لزواج اخر