احلام مستغانمي

لم تكوني امرأة.. كنت مدينة


مدينة بنساء متناقضات، مختلفات في أعمارهنَّ وفي ملامحهنَّ؛ في ثيابهنَّ وفي عطرهنَّ؛ في خجلهنَّ وفي جرأتهنَّ؛ نساء من قبل جيل أمِّي إلى أيَّامك أنتِ.
نساء كلّهنّ أنتِ.
عرفتُ ذلك بعد فوات الأوان، بعدما ابتلعتِني كما تبتلع المدن المُغلَقة أولادها.
كنتُ أشهد تحوّلكِ التدريجي إلى مدينة تسكنني منذ الأزل..
كنتُ أشهد تغيّركِ المفاجئ، وأنت تأخذين يومًا بعد يوم ملامح قسنطينة، تلبسين تضاريسها، تسكنين كهوفها وذاكرتها ومغاراتها السرِّيّة، تزورين أولياءها، تتعطّرين ببخورها، ترتدين قندورة عنّابي من القطيفة، في لون ثياب «امّا»، تمشين وتعودين على جسورها، فأكاد أسمع وقع خلخالك الذهبي يرنّ في كهوف الذاكرة.

ذاكرة الجسد