مقالات متنوعة

أسامة عبد الماجد : «إسلاميين زهجانين»


٭ كثيرون جداً يعرفون القصيدة الرائعة للشاعر الصديق / د. فتح الرحمن الجعلي،«نجضت نجضت»، و التي يقول فيها «نجضت نجضت ما بنديها بغاث الطير»، والجعلي المعتمد الأسبق وابن الحركة الإسلامية، فضل الاغتراب، على العمل بالداخل .. أحد الإسلاميين الغاضبين من الأوضاع قال «والله شغلة الجعلي دي ما نجضت بس دي حرقت عديل».
٭ ومع أن الحديث فيه بعض الطرفة إلا أنه يحمل تحذيرات، وما أكثر الإسلاميين الغاضبين، والجالسين على الرصيف، وهم فدوا الإنقاذ وقدموا التضحيات، ودونكم الحديث المغاضب والساخن الذي أخرجه أمير الدبابين الناجي عبد الله من صدره في حوار أجري معه مؤخراً، وإن كان الناجي قد جنح للتفلت وتجنى على القيادات الإسلامية أمثال على عثمان محمد طه.
٭ أمس الجمعة من نيالا التي يزورها الأمين العام للحركة الإسلامية الزبير أحمد الحسن هذه الأيام في إطار طواف على الولايات، قال الشيخ «نريد جمع صف الحركة الإسلامية، وإعادة الذين هم علي الرصيف، و«الزهجانين» والغاضبين».. استشعر شيخ الزبير خطورة تآكل الحركة وغضب أبنائها وزهدهم في العمل العام.
٭ كان الواحد من الإسلاميين في السابق يُطلب منه أن يبلغ إلى أرض العمليات وتجده يلبي النداء من مكتبه دون أن يصل الي منزله.. وهو ماجعل رئيس الحركة الشعبية الجنوبية جون قرنق لا يحقق حلمه بشرب القهوة في شندي.
٭ حالة من الانقسام يعيشها الوسط الإسلامي، بكافة تياراته، في ظل التضييق الممارس من الخارج على الإسلاميين عامة دون تمييز بين المؤتمر الشعبي الذي انكسر عظمه وبين حركة الإصلاح التي يقودها غازي صلاح الدين، أو بين الحركة الإسلامية التي يقودها الزبير.
٭ لن يكون من اليسير أن تمضي أماني ورغبات الزبير في توحيد الإسلاميين، فهي أشبه بمحاولة عبور المحيط سباحة أوتطبيع الولايات المتحدة مع البلاد.. التحديات تواجة الإسلاميين من كل مكان، رغم أن كثيراً منها على المستوى الخارجي تم تجاوزه مثل العلاقة مع الخليج التي «تكش» حكوماتها من الإسلاميين.
٭ المشكل الحقيقي الآن هو الإسلاميون أنفسهم والذين يعلمهم شيخ الزبير «الجالسين على الرصيف والزهجانين» وقد وجدوا تطبيق «واتساب»، متنفساً لهم، وتجد كثير منهم يكتب في مجموعات «واتساب» كلمات أشبه بما يخرج من «الكاتيوشا» أو «الآربجي».
٭ عبرت مجموعات إسلامية غاضبة بشتى الطرق عن عدم رضاها عن الوضع العام، فخرجت «سائحون» ولكنها ارتضت أن تقلم أظافرها بنفسها، وولدت مذكرة الـ«ألف أخ»، وقريباً منها كانت محاولة مجموعة العميد ود إبراهيم.. وحتى محاولات «العدل والمساواة» والتي وصلت لأم درمان هي حركة كان يقودها إسلامي مجاهد وخلفه إسلامي.
٭ حسناً حدد شيخ الزبير مهمته المقبلة وفي هذا الوقت بالذات.. «نجضت نجضت».. ولكن الخوف أن تحترق ولن يكون الحريق إلا بأيدى الإسلاميين أنفسهم.