مقالات متنوعة

محمد لطيف : صلاحية الشهادة السودانية.. أم الأدوية الأردنية


بصدد تناول قضية الطلاب الأردنيين اليوم.. أو بالأحرى تناول الإردن.. إعلامه وحكومته.. لما جرى من ولطلابهم في الخرطوم.. ويبدو عصيا الآن الخوض في الأمر لسبب بسيط.. وهو غياب المعلومات.. الدقيقة والموثقة والمقنعة.. عن حقيقة ما جرى.. وقبل الخوض في موقف الأردن لابد من التعرض لمؤسساتنا وطرق تعاطيها وإدارتها.. ولم أجد للحديث في شأن المؤسسات مدخلا أفضل من هذا.. تناقلت وسائل الإعلام نهاية الأسبوع خبرا مفاده استغناء نادي الهلال الرياضي عن خدمات ثلاثة من محترفيه.. إلى هنا والخبر عادي.. خاصة في الظروف التي يمر بها فريق مثل الهلال له تاريخه وجمهوره.. إلا أن غير العادي هو ما تلي ذلك.. وهو ما رشح من أن إدارة الهلال بصدد مخاطبة السلطات المختصة لإسقاط الجنسية السودانية عن الثلاثي المشطوب.. فقد هرعت ونقبت ومحصت.. وسألت كذلك.. فلم أجد أن إدارة الهلال من المؤسسات السيادية ذات الصلاحية في حجب الجنسية السودانية أو التوصية بحجبها.. كما لم أجد في قانون الجنسية.. أن من موجبات إسقاط الجنسية السودانية شطب المواطن المعني من كشوفات نادي الهلال.. أو تغيير اللاعب لفريقه.. ثم تذكرت ما يتردد في الأوساط الرياضية من أن اللاعب المطلوب تجنيسه يحصل على الجنسية السودانية حتى قبل أن تطأ قدماه أرض مطار الخرطوم.. إلى حين أيقنت أننا بلد (ملطشة) نستحق كل ما يجري.. وأكثر ..!
ونعود إلى الأردن.. ونؤكد أننا نستاهل برضو.. فذات مرة تناقل الناس رواية الملك عبد الله ملك الأردن كيف أنه ركب في الخرطوم سيارة مصفحة تحمل أثر رصاصة على زجاجها.. وحين سأل السائق قال له.. هذه من أثر محاولة اغتيال فاشلة تعرض لها البشير.. ولم يسأل أحد الملك حتى اليوم عن تلك الرواية.. ولا حتى عن منطقيتها.. ناهيك عن صحتها.. وعن الأردن.. نستاهل أيضا.. لأننا لم نتكرم حتى الآن بسؤال الأشقاء في الأردن عن السبب الذي يجعل منتجا دوائيا صالحا للاستعمال في الأردن لمدة ثلاث سنوات فقط.. وحين يرسل إلى السودان تتحول فترة الصلاحية.. بقدرة قادر.. إلى خمس سنوات بالتمام والكمال.. دون أن تحرك جهة ساكنا للتصدي لهذه المسخرة الأردنية.. والتي ولا شك تجد الدعم من سماسرة وتجار بشر.. يوجهون السياسة الدوائية..! ولو أن لدينا مؤسسات محترمة مثل.. الهيئة العامة للغذاء والدواء بالمملكة العربية السعودية التي قالت إنه بالإشارة إلى تقرير اللجنة التفتيشية الزائرة على مصنع شركة دار الدواء الأردنية والمتضمن رصد عدد من المخالفات الفنية لأسس التصنيع الجيد والتي تؤثر بشكل مباشر على جودة المستحضر المنتج مما قد يؤثر على صحة المستهلك عليه نفيد بتعليق تسجيل مصنع شركة دار الدواء الأردنية وجميع مستحضراتها لحين تعديل الملاحظات الواردة في تقرير الزيارة التفتيشية خلال ستة أشهر.. أو مثل المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الخليجي الذي عمم توجيها نهاية العام الماضي قرر فيه تعليق تسجيل مصنع شركة دار الدواء الأردنية وجميع مستحضراتها لحين إجراء التفتيش اللازم.. لو كان لدينا مثل هذا الحرص وهذه المسؤولية.. لاحترم الأرادنة وغيرهم إرادتنا الوطنية.. ومؤسساتنا وشهادتنا.. ولأن حكومتنا تتحدث حين تكون الحاجة للفعل.. وتصمت حين تكون الحاجة للقول.. فطبيعي أن تتوه بوصلة المواطن لمعرفة حقيقة ما جرى..!