هيثم كابو

للضرورة أنغام


* كلما تدهورت الأوضاع المعيشية وضاقت حلقات الحصار الاقتصادي الطاحن على المواطن المسحوق، زادت نسبة رواج الأغنيات الهابطة بالساحة الفنية..!!
* ثمة تناسب عكسي ما بين (صعود) الدولار و(هبوط) الغناء..!!
* ضاقت فلما استحكمت حلقاتا (أصبحت “بردلب أقع” واحدة من أشهر أغنياتنا)..!!
* انقرضت مملكة الكاسيت بالسودان مع أن ألبومات الفنانين العرب لا تزال تحقق أرقاماً عالية في التوزيع والمبيع بالعواصم العربية..!!
* مؤسف حقاً أن تموت شركات الإنتاج الفني في السودان بسبب القرصنة وضعف القوة الشرائية والطفرة التقنية، حيث لم يعد (الألبوم) و(الس دي) هما الوسيلة المثلي أو الوحيدة لاقتناء الأغنيات، وباتت مواقع الإنترنت المختلفة وقنوات الأغاني وإذاعات الـ(إف إم) تغنيك عن كثير من الألبومات، فقط ينبغي أن يكون لديك جديد غنائي مطلوب وعمل مرغوب..!!
* الذين يطرحون ألبومات وأسطوانات غنائية في الأسواق الآن يبحثون عن (التوثيق) لا (التسويق)..!!
* كلما استمعت لرائعة محمد طه القدال (الطمبارة والغناي) التي وضع لها الألحان عثمان النو، حاصرتني الخواطر المستوحاة من الأنغام والمحتشدة بالكثير من التداعي والكلام..!!
* سأظل أقول وأكرر: عقد الجلاد بدون عثمان النو (قطار بلا قاطره تجر العربات، وجسد بلا رأس)، وعثمان النو بدون أعضاء فرقة عقد الجلاد (ركيزة بلا أساس ولوحة ينقصها الإحساس)..!!
* استمعت لفرقة (راي) التي كونها عثمان النو فافتقدت صوت شمت محمد نور الفريد وطلعات شريف شرحبيل المحببة لنفسي ورهافة حس طارق جويلي، وعندما منحت أذني لعقد الجلاد كنت أبحث ثمة عن جمال مفقود تمثل في غياب النو صاحب الروح الفنية العذبة والدفق الموسيقي الآسر والبهاء الساحر.
* لم يكسب النو أراضي جديدة بعد، وخسرت عقد الجلاد برحيله عنها الكثير، وربما يكون المستفيد الأول أصوات غنائية شابة بفرقته الوليدة وجدت أمامها موسيقياً يمتلك مخزوناً نغمياً كبيراً وتراكماً خبروياً لا يستهان به، و(رأيا) يريد إيصاله للناس ولم يصل للأسف بعد..!!
* سؤالان مهمان لم نجد لهما إجابة بعد:
أولهما: من يقول لعقد الجلاد إن النو (كبير البيت) وعراب الفرقة و(سيد الفكرة) وله خبرة وتجربة لا يمكن التفريط فيها، كما أنه صاحب رؤية و(راي)..!؟
السؤال الثاني:
من يقول لعثمان النو إن الأصوات التي وجدها في عقد الجلاد والمفاهيم والحماس الكبير وطبيعة الظروف وقتها وحاجة الناس إلى غنائية مختلفة ونصوص رمزية لن تتوفر لـ(أولاد راي) الآن (و.. والله أيام يا زمان)..!!
* الاتحاد مهم يا أحبة واتلموا ساي.. (كل الناس راقدين فوق “رأي”)..!!
* بالمناسبة: عندما يبحث المرء عن الفرق الجماعية التي ملأت الأفق من قبل لا يجد سوى (عقد الجلاد).. يبحث هنا وينقب هناك عن تلك المجموعات التي سبق لها أن ساهمت في زيادة نسبة تلوث البيئة وزاحمت المغنين الحقيقيين بالصراخ والضجيج، فلا يجد لها أثراً لتزداد قناعة المستمعين الراسخة بقصر عمر التهريج!!.
* النجاح الذي حققه كورال كلية الموسيقى والدراما يحتاج الحديث عنه لمقال منفصل..!
* وكل حديث عن فرق ومجموعات في الوسط الفني يعيدنا للأصدقاء الذين لبسوا طواقي الإخفاء..!
*إصرار إيمان لندن على الغناء يمثل إضافة حقيقية للدراما السودانية..!!
* كنا نأمل أن يكون نجاح مسرحية (النظام يريد) التي ضمت مجموعة من نجوم فرقة الأصدقاء المسرحية بداية عودة لـ(الأصدقاء) فبعد أن كانوا (فرقة مسرحية) أضحوا (فرقة وشتات)..!!
*السؤال المتكرر: متى سيرتق أعضاء فرقة الأصدقاء المسرحية الفتق ويرممون الصدع ويجمعون الشمل ويعودون – كفرقة – أكثر إبداعاً مما كانوا؟.. فالأصدقاء يعتبرون الفرقة المسرحية الوحيدة التى صمدت لأكثر من ربع قرن من عمر الزمان والتهمت نيرانها المتوهجة كل الفرق المنافسة؛ ولم يبق في المشهد المسرحي في إحدى الفترات أحد سواها، ولكن المؤسف حقاً أن النار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله!
* لا زلنا نبحث عن مذيع يحترم المشاهد بدراسة الموضوع الذي يريد التحدث فيه.. لا زلنا نبحث عن مذيع يتدفق في النقاش ببساطة مطلوبة دون تقعر يذكر، وبمرونه لا تعرف الاستعلاء ومداخلات تُثري النقاش ولا تفسده بالمقاطعات الرعناء في ظل غياب فضيلة الإصغاء..!!
* لا تزال مشاكل الناس وهمومهم بعيدة تماماً عن شاشات الفضائيات عدا بعض المساحات البرامجية الأسبوعية المتواضعة، لا زالت قنواتنا تتجاهل مناقشة القضايا الاقتصادية الملحة؛ ومشاكل شظف العيش والمعاناة في كسب الرزق الحلال ومصاعب (قفة الخضار).. لا تزال القنوات بعيدة عن الناس لذا لا يزال الناس بعيدون عن شاشاتها..!!
نفس أخير
* تكوين (فرقة) في الوسط الفني يعني (اختلاف) الموسيقيين، و(شتات) المسرحيين!