أم وضاح

أتركوا هلالية يغني !!


ما عارفة ليه الدنيا قائمة وقاعدة لأن الفنان الشاب “منتصر” هلالية أعلن عن غنائه لعدد من أغنيات الراحل الأستاذ “مصطفى سيد أحمد”، وكدي في البداية دعوني أقول إن “منتصر” هلالية هذا من الأصوات الشابة الجيدة، والشاب يحمل قدراً عالياً من الوعي الفني أكدته اختياراته التي اعتبرها موفقة للحد البعيد في الأغنيات التي قدمها حتى الآن، إضافة إلى أن “هلالية” من الفنانين (المشكورين) ولم تشبه حتى الآن أي شائبة إشاعة تنم عن سوء الخلق أو عدم الالتزام الذي يقلل من قدره ووجوده، طيب نرجع لموضوع ترديده لأغنيات الراحل “مصطفى سيد أحمد” لأقول إن مجرد حفظه وإعجابه وترديده لهذه الأغنيات، فيه قدر كبير من النباهة الفنية والوعي الحقيقي بقيمة إرث فنان عظيم ورسالي كـ”مصطفى سيد أحمد” وبالتالي أحترم فيه جداً احترامه لهذا الإرث والتمسك به مما يعتبر (فلتراً) طبيعياً لدواخله، ويشكل ملامح تجربة قد تضيء له طريقه الفني ليصبح تلميذاً في مدرسة “مصطفى سيد أحمد”، ومن تتلمذ في هذه المدرسة لا خوف عليه من الضياع!
طيب المشكلة وين إذا ردد في حفل غنائي عام أو جماهيري أغنيات “مصطفى سيد أحمد”، ما الذي يخصم أو يقلل من شأن الأغنيات أو من شأن تجربة “مصطفى سيد أحمد”، مالو “منتصر” هلالية وصوته ليس أجش ولا يخرج عن النوتة وليس صاحب أداء نشاز، مالو لو ردد أغنيات “مصطفى” لمعجبيه ومحبيه من الشباب وقدم من خلال الأمسية (محاضرة) من مدرسة “مصطفى سيد أحمد” لجيل لم يسمع عن “مصطفى” أو لم يسمع لـ”مصطفى”، لكل ذلك أقول إن فرض الوصاية على مثل هذه التجارب ليس له معنى وليس فيه من المنطق شيئاً، ويعتبر حجراً على حق فنان وإنسان أراد أن يعبر عن إعجابه واحترامه لتجربة فنان كبير سبقه في هذا المجال ومن حقه أن يبدي إعجابه بالتجربة بالطريقة التي يرى أنها مناسبة طالما قدمها بالشكل اللائق الذي لا يقلل من احترام الفنان وقدر التجربة، ودعونا نقتدي بالفرصة الكبيرة التي تقدمها البرامج الغنائية في الفضائيات العربية للشباب المتسابقين والمتبارين بترديد أغنيات الفنانين الكبار حتى وهم حضور على مسرح الحدث دون خوف أو تهيب أو قلق، ولا أظن أن “هلالية” قد ارتكب جرماً يرقى لحد تهديده بالحصب بالحجارة، وهو لعمري شعور عدائي لا مبرر له أن يكون جزاء الحب والعرفان والإيمان بمنتوج شخص حداً يدعوه للتأسي بالتجربة أن يكون جزاؤه الإساءة أو الإهانة والتهديد، فاتركوا الشاب يقدم عرضه الغنائي مرتاح البال، هادئ النفس مطمئن غير عابئ بضغط وتوتر يجعله متوجساً ومتخوفاً من أن توصم التجربة بالفشل، فغنِ يا “هلالية” بكل طاقة الحب التي تحملها لـ”مصطفى سيد أحمد”، لأنها اللغة الوحيدة التي ستجعلك تصل مباشرة إلى محبيه ومعجبيه، وافتح الطريق لكل الشباب أن يكرروا ذات التجربة حتى لا ينقطع منبع الإبداع ولا تتوقف مسيرة الجمال.
{ كلمة عزيزة
حاولت أن أبحث عن مبررات لضم بعض الأصوات لبرنامج أغاني وأغاني على الأقل التي استمعت لها من قبل، لكنني لم أجد سبباً واحداً في أن تكون ضمن طاقم البرنامج الذي شكل جماهيرية طوال السنوات الماضية، يعني مثلاً “رندا مصباح” هذه لم أسمع سوى أغنية واحدة تلك التي رمت فيها دمعة وهي تغنيها وبعدها اختفت تماماً عن الساحة بلا بصمة ولا حتى ظهور خجول، طيب والشابان اللذان تم ضمهما من كورال كلية الموسيقى واعتذرا، إن كنت لا أعرف اسميهما، كليهما صوتان متواضعان بدلالة سهرة قدمت من قبل مع الشاب وأخرى مع الشابة ضمن مغنيات ليلة الاحتفال بعيد الأم، لم (يلعلع) أي منهما بأداء مبهر أو انفراد في الطرب والشجن، أما “عصمت البكري” فهنا تكمن المجاملة وأمها وأبوها وهو فنان ليس جديداً على الساحة الفنية، لكنه بلا جديد (لازق) في ذاكرة المستمع ولا بصمة لتجربة فنية محددة التفاصيل، لذلك أقول إن أغاني وأغاني هذا العام يقف على حافة الهاوية خاصة وأنه قد استنفذ أغراضه في استعراض تاريخ الأغنيات السودانية وكم كان سيكون جديداً ورائعاً إنتاج برنامج جديد بنكهة جديدة وفكرة جديدة والثلاث سنوات الأخيرة شهدت تراجعاً للبرنامج ولو لا أن المنافسة ضعيفة في الفضائيات الأخرى، لفقد البرنامج نسبة عالية من مشاهديه، ولو كنت مكان “الشفيع عبد القدير” لوضعت نقطة نهاية سطر على مسيرة البرنامج حتى يحتفظ بذكرى جميلة لبرنامج اسمه أغاني وأغاني.
{ كلمة أعز
لمدة أسبوع لا زالت قناة قوون خارج نطاق البث لعدم تسديد الاشتراك السنوي في القمر الصناعي، وهي لعمري فضيحة للطاقم الذي يديرها أن يفشل في توفير ما يجعل البث متواصلاً ليظل الاعتماد دائماً على شخص مالك القناة في تسيير أمورها!.. بتمشي وين قروش الإعلان؟.. وما حدث في فضائية قوون يدلل على الهرجلة التي تدار بها هذه القناة منذ أن أنشئت وحتى الآن.