تحقيقات وتقارير

إمتحانات الشهادة السودانية.. أجانب في قفص الاتهام


تزايد عدد الطلاب الأجانب الذين يجلسون لامتحانات الشهادة السودانية وفق اتفاقيات ثنائية بين تلك الدول ووزارة التربية والتعليم العام بالسودان.. وخلال امتحان هذا العام كشفت الوزارة عن ضبط حالات غش في الامتحانات من طلاب أردنيين مما كان له الأثر السيء على بقية الطلاب من الدول الأخرى الذين يجلسون لذات الامتحان، واستنكر بعض الطلاب المصريين وأسرهم الخطوة وأكدوا التزام طلابهم باللوائح والقوانين المبرمة مع وزارة التربية المصرية منذ أكثر من عشر سنوات، واشتكت بعض الأسر من صعوبة الامتحانات لهذا العام وخاصة مواد اللغة العربية والفيزياء والكيمياء.. (آخر لحظة) قامت بزيارة لعدد من المدارس للوقوف على الأمر.

*زيادة كبيرة
مديرة مدرسة الشهيد الزبير محمد صالح الثانوية بنات قالت إن عدد الطالبات اللاتي جلسن للامتحان بمدرستها (99) طالبة، بينهن عدد من الأجنبيات، (7) منهن من مصر وثلاث أخريات من دولة جنوب السودان، وأضافت أن الوضع هادئ والأمور تسير بصورة طبيعية، ولا توجد مشاكل، وامتحان أمس الأول ليست به صعوبة، وأوضحت أن الطلاب المصريين يحضرون للسودان، لأن الفرص بمصر قليلة، وبالذات في المجالات العلمية، وأشارت إلى أن سقف القبول في الجامعات المصرية عال، ولأن المقرر بالسودان صعب، يتم منح الطالب المصري الذي يمتحن الشهادة السودانية 10 درجات على درجاته التي يحرزها، وهذه العملية تسمى التنسيق، ولها أكثر من عشرة أعوام، ولكن هذا العام شهدت زيادة كبيرة، وشروطها أن يحضر الطالب للبلاد قبل الامتحانات بفترة كافية ولا تقل عن (7) أشهر وأن يكون برفقة أحد والديه أو ولي أمر تربطه به صلة قرابة من الدرجة الأولى، وأن يدفع رسوم امتحانات الشهادة السودانية للأجانب والتي كانت في العام السابق (60) دولاراً، وشهدت زيادة في هذا العام حيث بلغت (150) دولاراً للطالب.

*حالات غش
المواطنة المصرية مبروكة محسن عبد العزيز سمعت عن وجود حالات غش من طلاب أجانب بمدرسة بالجريف غرب، وقالت إنها حضرت للسودان في سبتمبر الماضي مع ابنها للجلوس لامتحان الشهادة السودانية وهذه المرة الثانية التي أحضر فيها للسودان، كانت الأولى في العام 2010 مع ابني الكبير وامتحن من هنا وبحمد الله درس صيدلة بجامعة الاسكندرية.
ومن جهتها اشتكت المواطنة المصرية سوزان محمد علي والدة الطالب أحمد عبد الحميد يوسف من صعوبة الامتحانات وخاصة اللغة العربية والفيزياء.

*مبررات
أما المواطن المصري أشرف عبد الخالق أبان أن ابنه الممتحن شهادة سودانية وجد صعوبة كبيرة في مادة اللغة العربية، وقال عبد الخالق لـ(آخر لحظة) إن الامتحانات بالسودان سهلة ولكن في هذا العام اختلفت عن الماضي، فهي صعب جداً، وأضاف أن عملية المراقبة في الامتحانات مشددة وسمعنا أن هنالك حالات غش في أماكن أخرى من طلاب أجانب، بس احنا أولادنا منضبطين خالص. ومن جهته قال المواطن المصري محمد سعيد إن ابنه أمجد جالس لامتحانات الشهادة السودانية لهذا العام وهو يشتكي من مواد اللغة العربية والأحياء والفيزياء، وأضاف سعيد أتوقع أن يحرز ابني نسبة حلوة، وأشار إلى أن عدد الطلاب المصريين الممتحنين بالسودان أكثر من ألف طالب.

ومن جهته تحدث جمال محمد مصطفى عن حفيده الطالب الممتحن للشهادة السودانية خالد الصعيدي وقال إنه يشتكي من صعوبة مادتي الفيزياء والأحياء، وأضاف بالنسبة للغة العربية (اشتغل كويس)، وإن شاء الله حايقدر ينافس في القبول للكليات العلمية بمصر الطب والصيدلة، وأشار إلى الاتفاق بين السودان ومصر، أي ما يسمى بالتنسيق، ويتم قبول عدد من الطلاب الممتحنين بالسودان بكليات الطب والهندسة بأقل من النسب التي يتم القبول بها في مصر.

وأيضاً تحدث عبد العزيز عثمان عن حفيده أسامة محمد عبد العزيز بقوله إن الامتحانات كويسة وحايحرز نسبة حلوة بس بشتكي من مادة الفيزياء.
وقال هلال الجد إن ابنه محمود وجد صعوبة في الامتحانات وخاصة في الفيزياء والعربي، وأشار الجد إلى أنه لا بد من وجود ولي أمر مع كل طالب، والوضع في السودان حلو ونحن في بلدنا، وأبان أن الوقت ضيق ولا يوجد فاصل بين امتحان والآخر، كلها مع بعض، كل يوم امتحان صعب جداً على الأولاد، وأوضح أن المواد والمقرر في البلدين متشابه مافيش فرق كبير.
وكشف محمد أبو شعيب والد طالبين من مصر، أن الامتحانات صعبة والأساتذة الذين كانوا يدرسون أولاده شرحوا لهم حاجة غير المنهج، وأوضح أبو شعيب عن خسارته أموالاً كثيرة على الامتحانات، وأبان أبو شعيب اتظلمنا في التصحيح في بلدنا في مصر وجينا على السودان عشان يمتحنوا الأولاد من هنا والمراقبة هنا جامدة شديد.

استنكر الخبير التربوي الهادي سيد عثمان حدوث حالات غش في امتحانات الشهادة من طلاب أجانب وقال جلوس أعداد كبيرة من الأجانب لامتحان الشهادة السودانية قضية تحتاج لوقفة ومراجعة ومعرفة أسبابها، وأشار سيد إلى أن حالات الغش التي تم التحدث عنها إن كانت صحيحة فهي فضيحة، وإن كانت غير موجودة لماذا حدث، واعتبر أن تزايد أعداد الطلاب الأجانب الممتحنين تدهوراً وليس تطوراً، وقال نحن كتربويين نستنكر ما حدث للتعليم وقد كنا فوق الجميع ولنا الصدر دون العالمين، ونرفض الإساءة إلينا بأننا نتساهل في الامتحانات ونحن اشتهرنا بجديتنا في كل جوانب الحياة، وأوضح سيد قمت بزيارة عدد من الدول ورأيت امتحاناتهم، فهي أسهل من امتحاناتنا، في السابق لم يكن يحضر إلينا طلاب بهذه الأعداد الكبيرة اللهم إلا الطلاب الذين لديهم ارتباط بأسرهم التي تقيم بالبلاد لظروف عمل، والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا ارتفعت أعدادهم الآن بهذه الصورة وظهرت معهم حالات الغش وهي تعتبر ظاهرة دخيلة ولا بد من معالجتها.

تقرير:عمر الكباشي
صحيفة آخر لحظة