احلام مستغانمي

حب جديد !


في سعينا إلى حبٍّ جديد، دومًا نتعثّر بجثمان من أحببنا، بمن قتلناهم حتّى نستطيع مواصلة الطريق نحو غيرهم، لكأنّنا نحتاج جثمانهم جسرًا. لذا في كلّ عثراتنا العاطفيّة، نقع في المكان نفسه، على الصخرة نفسها، وتنهض أجسادنا مثخنةٍ بخدوشٍ تنكأُ جروح ارتطامنا بالحبّ الأول. فلا تهدر وقتك في نصح العشّاق، للحبّ أخطاء أبديّة واجبة التكرار!
أأكون ما شفيت منها؟ لكأنّها امرأة داخلةً في خياشيم ذاكرتي، مخترقةً مسام قدري. أتعثّر بعطرها أينما حللت.
ما كانت «حياة».. إنّها الحياة.
كم حلمت بطائرات تأخذني إليها، بمدن جديدة نزورها معًا، بغرف فنادق ينغلق فيها الباب علينا، بصباحاتٍ آخذ فيها حمّامي فتناولي شفتيها منشفة، بأماسٍ نتحدَّث فيها طويلًا عن الحبّ والموت، عن الله، عن العسكر، عن الأحلام المغدور بها، عن الأوطان الخادعة.
حلمت برقمها يظهر على شاشة هاتفي، بصوتها يتناول معي قهوتي، يرافقني إلى مكتبي، يجتاز معي الشوارع، يركب معي الطائرات، يضمّني حزام أمان في كلّ مقعد، يطاردني بخوف الأمّهات، يطمئنني، يطمئنّ عليّ، صوت يأخذ بيدي .
“عابر سرير ”