تحقيقات وتقارير

(ود امو)…حكاية أزواج يهربون الى أحضان أمهاتهم


يقضي معظم أوقاته خارج المنزل،وقلما يجتمع بأولاده وزوجته على المائدة لتناول وجبة الغداء الأساسية خلال الأسبوع،بل يفضل قضاء معظم الوقت بعد يوم عمل شاق مع أمه الأمر الذي ينعكس على علاقته الزوجية ويؤدي إلى توتر العلاقات الأسرية بشكل عام بين الزوجين.ويطلق هروب الأزواج من بيوت الزوجية صرخة مدوية لبعض الزوجات،ولكن لا شك أن هذه الحالة التي وصل أليها أي زوج لم تأت نتيجة ظرف طارئ،ولكنها تراكمت متعلقة ببعض المواقف المتكررة يتحمل مسؤوليتها الطرفان.

(1)
هذا المعتقد رفضته أحد الدراسات الأمريكية مؤكدة العكس أن هنالك علاقة قوية بين ارتباط الرجل بأمه ومقدار السعادة التي تشعر بها الزوجة ودى رضاها عنه.وارجع الخبراء بعلم النفس سر هذه النتيجة إلى أن ارتباط ألابن بأمه خلال مرحلة حياته المختلفة يكسبه الطريقة المثلى للتعامل مع زوجته في المستقبل وزيادة قدرته على التواصل معها في حالة أن كانت الأم تتصف بالحنان والعطف وحبها لأبنائها،لأنها اول شخص في حياة الرجل الذي يتعرف منها على الجنس الأخر فهي رمز الأنوثة بالنسبة للطفل الذكر حيث يراقب سلوكها وطبيعة تصرفها وغالباً ما يتأثر بكل ما تفعله أمامه.
(2)
وقفت (جيهان) أمام المحكمة الشرعية لتروي مأساتها مع عرسيها بعد أن فشلت في جعله يعتمد على نفسه بعيداً عن سطوة ونفوذ امه والتي تتصرف في جميع أموره بما فيها حياته الخاصة.مأساتها بدأت منذ اللحظة الأولى لإغلاق باب الزوجية عليهما حيث رفض زوجها تناول العشاء ألا بحضور والدته،لكن المفاجأة التي لم تكن تتوقعها انه طلب من امه أن تعد له العشاء ولدهشة(جيهان) استأذن العريس امه في النوم مع عروسه! وعلى مدى عام كامل فشلت في جعل زوجها يستقل عن امه ولذا تطلب بالطلاق.
(3)
حالة جيهان ليست الحالة الوحيدة لمأساة إبن امه والذي لم يتعود على الاعتماد على نفسه في شيء حتى أدق أسرار حياته الخاصة.حيث تقول (شادية) –ممرضة بإحدى المستشفيات- تزوجت منذ سنتين من طبيب،تصورت انه صاحب شخصية قوية لكن بعد الزواج اكتشفت انه إبن امه حيث يقضي معها في البيت كل العصاري ويحضر معها المسلسل ولا يأتيني ألا بعد أن يتعشى معها،وحينما اسأله عن حقي في وجوده معي واهتمامه بي يقول لي أمي امرأة كبيرة وأنا ما بقدر أتخلي عنها في عمر زي دا،مع العلم أن له عدداً من الأخوة والأخوات بل ان ثلاثة من إخوته يعيشون مع امه في بيت واحد،وقد فاض بي الكيل ولم أعد أتحمل ارتباطه الشديد بأمه..ولا أحد حلاً لمشكلتي الا الانفصال.وأي واحد يمشي في حالو وقد كان.
(4)
قد يكون كلام الدراسة الأمريكية السابقة قريباً من الحقيقة ولكنه ليس سبباً مقنعاً للهروب،لذا دعينا-عزيزتي الزوجة- نبحث عن سبب اخر لتفضيل زوجك لقضاء معظم وقته مع امه،قد يكون الأمر متعلقاً بطعم أطباقها المميزة وفشلك في الوصول إلى مستواها المميز.فقد ذكرت دراسة إنجليزية إلى أن 70% من الأزواج يفضلون طعام الأم عن طعام الزوجة.وان ذاكرتهم وحاسة التذوق لديهم لم تزل تحتفظ بالمذاق الحلو والخاص لأكل الأم،هذا بالرغم براعة الزوجة في فن الطهي.اما سر هذا التعلق فقد قال علماء النفس إن خلايا التذوق في اللسان تبلغ ذروتها في مرحلتي الطفولة والمراهقة،ثم تقل بنسبة 10% في مرحلة الرجولة المتقدمة والكهولة،لذلك فإن ما يتناوله المرء في مراهقته المبكرة يظل عالقاً على لسانه وفي ذهنه وقلبه على انه الألذ.
وقد لا تجدين فيما سبق مرادك،ولا تجدين سبباً واضحاً لحالة زوجك،لكن اذا كنت فعلاً تريدين ان يعود زوجك إلي بيته فلن ينصلح الحال بتعلم فنون الطهي والتفوق على امه،ولكن في البداية واجهي نفسك واعترفي بأنك اقوي سبب دفعه للهروب،وسيتضح لك الأمر مقارنة بسيطة بينك وبين والدته حتى وان كانت في اتفه الأمور،فلن تجدي المقارنة في صالحك على الإطلاق…فهل كنتي لزوجك سكناً ومودة ورحمة؟نعم..هذا تماماً ما يفتقده؛لأن الرجل ليس في حاجة إلى خادمة للطهي او مربية تراعي أولادة،ولكن المقصود بالسكن هو الدعم والحنان وهو ما يجده بوفرة في حضن امه.
(5)
على سبيل المثال إذا تعرض الزوج لأزمة مالية او خسارة في مشروع ما أين سيذهب؟لزوجة تثقله الهموم كلما دخل باب المنزل،اذا شكا لها هماً تعنفه وتنتقده وتزيده هماً،وفي ابسط الأحوال تقول له نصحتك كثيراً ولم تستمع ألي؟ام يهرع آلي منبع الحنان التي سرعان ما تهون عليه بتدليلها المألوف حتى وان بدا كانها تلاطف طفلاً صغيراً لينسى معها مشاكله وهمومه،عندما تؤكد له انها كانت تتوقع قدومه فحضرت له أكلته المفضلة،فأي كفة ميزان ترجع هنا،الأم أم الزوجة؟
إذاً الأمر بدا واضحاً،فإن في يدك أن تعيدي زوجك لبيتك وحضنك من جديد وان تكوني له اما تشعر بتعبه،تحزن لحزنه،وتفرح لفرحه،فخورة به دائماً،تبحث عن ما يرضيه لتدخل السرور إلى قلبه،تكون له صدراً حنوناً وتعطي وتتحمل بلا مقابل..وتأكدي أن كل واحد منا من السهل أن يحدد مميزاته وعيوبه!.

صحيفة حكايات