مقالات متنوعة

احمد يوسف التاي : (Yes man)


في أي مؤسسة عامة أو خاصة سياسية أو اقتصادية يوجد الـ(Yes man) وهذا الـ(يس مان) هو شخص يطلق عليه مجازاً (قيادي)، وبالطبع له قدرة فائقة على تحقيق رغبات القيادة العليا، وتنفيذ أجندتها وتعليماتها فـ(اليس مان) لا يقوى على كلمة (لا) لأن هذه الكلمة لها ثمن كبير، وهذا الثمن هو الإقصاء والتهميش والمحاسبة والتضييق، ومن ثم الإقالة من الموقع.
زعماء الأحزاب المفتونين بحب الهيمنة والتسلط، ورؤساء المؤسسات، وكبار المسؤولين على قمة الهرم الإداري يُبعدون الشخص الذي يقف أمام نزواتهم الإدارية وشهواتهم السلطوية، وبطبيعة الحال هو الذي يقول (لا) ويقربون الذي لا ينطق إلا بـ(نعم)، فهذا يريدونه آلة أو وسيلة لتحقيق أهدافهم الظاهرة و(المستترة) ويوظفونه لخدمة مصالحهم الشخصية، فهؤلاء يبحثون دائماً عن الـ(يس مان) لذلك نجد الآن سوق الـ(Yes man) عامر وبضاعته رائجة ومرغوبة في هذا الزمان الذي صعد فيه الفاشلون إلى قمم الإدارة وارتقى فيه الفاسدون مراقي السمو بغير تأهيل ولا استحقاق، بينما انزوى الصادقون عن ميادين العمل العام، وساحات القيادة أو أنهم أُبعدوا بعد ما استعصى عليهم قول (نعم) في الموضع الذي يُحتم قول (لا) أو أنهم فشلوا في استرضاء بالباطل من هم (فوق).
انظروا من حولكم ستجدون المثقف الانتهازي الذي لا يأبه بتقبيل يدي الزعيم، بل لا يأنف أن يحمل بيديه (جزمة) بأمر الزعيم ليضعها في المكان الذي يأتمر به فيطيع وينفذ غير آبه وسط دهشة الحاضرين، ومن بؤس قدر الشعوب أن يرد اسمه ضمن المرشحين للرئاسة، ونحن الشعب في لحظة غيبوبة العقل الجمعي المنقاد نصفق ونهتف ولم نفكر من الذي قدمه ولماذا؟، وهل قدمه لأنه أهل لذلك أم لأن (الشريف) كان مبسوطاً منه؟.
قدرنا أن يصبح معيار اختيار (القيادات) هو رضا(الشريف)، وأن تكون كلمة السر لنيل رضا الشريف هي (نعم).. أنظروا حولكم ستجدون أن صعود القيادات مرتبط بـ(نعم) والاقصاء والتهميش ذا علاقة وطيدة بـ(لا)، وأصحاب المبادئ والاستقامة لا مكان لهم في سلم القيادة، وذوي الخبرة والكفاءة هم المبعدون المغضوب عليهم بأمر (الشريف) الذي يطربه الغناء الهابط والأداء (الفطير)، والذي يريد أن يعرف أسباب الأزمات والكوارث القومية والحزبية، فليتمعن في هذا المشهد الخليع المتفسخ الفقير إلى قيم الخير والحق والمبدأ.. اللهم هذا قسمي في ما أملك..
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين.
احمد يوسف ألتاي – (نبض الوطن – صحيفة الصيحة)