تحقيقات وتقارير

إمتحانات الشهادة … بين مخاوف “الإعادة» وانتظار الحصاد


أسدل الستار أمس على امتحانات الشهادة السودانية للعام 2016 م واختتمت بمادة الرياضيات التي يطلق عليها الطلاب (فراق الحبايب ) وتباينت اراؤهم حول المادة مابين ساهلة وصعبة .. وللعام الثاني على التوالي تمر الامتحانات السودانية بأحداث تؤرق مضاجع الأسر والممتحنين ومازالت حادثة مدرسة الريان الوهمية عالقة بالأذهان، وبالأمس القريب والطلاب مقبلون على الجلسة الأخيرة سرت شائعات تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي (واتساب ) بإعادة الامتحانات في الخامس عشر من يونيو القادم، على خلفية تسريب نسخ لبعض المواد من داخل المطبعة وبيعها لبعض الطلاب الأردنيين مقابل (1000) جنيه للنسخة الواحدة، وتم القبض على المتورطين في القضية، هذه الشائعة أثارت ردود أفعال واسعة وأثارت القلق وسط الأسر والطلاب (آخر لحظة) بحثت عن الحقائق ووقفت على الأمر، واستطلعت ذوي الشأن حول الحقائق، بجانب الاثر النفسي لهذه الشائعه لدى الأسر والطلاب .

*دحض الشائعات
مدير إدراة الامتحانات بوزارة التربية والتعليم العام مختار محمد مختار دحض تلك الشائعة، وقطع بعدم وجود أى اتجاه لإعادة الامتحانات، وقال لـ (آخر لحظة ) :هذا الحديث لا أساس له من الصحة، وأنه لن يحدث على الإطلاق مؤكداً سير الامتحانات بصورة جيدة، وطالب الأسر والطلاب بعدم الالتفات لمثل هذه الشائعات .
واتفق مدير إدارة التعليم الثانوي بمحلية بحري إمام عبد الباقي إمام مع مختار فيما ذهب إليه، وقال إن الامتحانات سارت على أكمل وجه، وهذه الشائعات لا أساس لها من الصحة، ونحن في المحلية لم ندر بها، ولايوجد سبب لإعادة الامتحانات، واضاف أن وزيرة التربية والتعليم أوضحت ذلك في المؤتمر الذي عقد بخصوص الطلاب الأردنيين وكانت الوزيرة قد طالبت خلال المؤتمر بعدم الإكتراث للشائعات بينما وصف إمام مروجوها بالمقرضين

كلام واتساب
وبالمقابل اعتبر مدير المرحلة الثانوية بمحلية الخرطوم أبو القاسم أحمد عركي مايدور بشأن إعادة الامتحانات لايعدو كونه (كلام الواتساب) وأكد أن الخطوة ليست بالأمر السهل، لافتاً إلى أنها تكلف الدولة مبالغ طائلة، فضلاً عن أنها مرهقة وتنعكس سلباً على الطالب من ناحية نفسية وأكاديمية وطمأن الاسر بعدم وجود مايستدعي الخوف والقلق، وقال الحديث عن صعوبة بعض المواد ليس بالصورة المخيفة، كاشفاً عن وجود حالات غياب وسط الجالسين للامتحان من طلاب المنازل واتحاد المعلمين بالولاية، إلا أنه أكد أنها قليلة، بينما لاتوجد حالات غياب وسط النظاميين، موضحاً أن النواحي الأمنية في المراكز كانت مشددة

* امر عادي
اما الخبير التربوي الهادي السيد عثمان أفاد بان الشائعات أصبحت عادية في المجتمع، ودعا الجهات الرسمية بالإسراع لمواجهتها ومحاسبة المروجين لها بشدة وحسم ، وقال أما فيما يتعلق بشائعة الامتحانات نقول (الله يكضب الشينة) وتساءل حول قدوم الطلاب الوافدين من الدول العربية للامتحان في السودان قبل ثلاثة أشهر من الموعد المحدد للامتحان، لافتاً إلى أن الخطوة يتضرر منها الطلاب السودانيون، وأكد الهادي بان الشهادة السودانية قوية مقارنة بالدول العربية الأخرى، بالإضافة للمنهج، إلا أنه أبدى أسفه لما يتداول حول تسريب الامتحانات، وقال إن ذلك ينتقص من قيمة التعليم بالبلاد إن كانت صحيحة أو غير صحيحة، وتهز موقفنا الجادي في الامتحانات والمراقبة، وشدد الهادي على القائمين بأمر الوزارة بضرورة حسم الأمر حتى لاتكون هنالك ثغرة لتدهور التعليم بالبلاد.
وقال ندور في حلقة الشك واليقين ولابد من توضيح الحقائق بشفافية تامة وأعرب عن امله ان يتم ذلك في اقرب وقت .

التوتر والقلق
وحول الأثر النفسي الذي يترتب على الطلاب وأسرهم من شائعة إعادة الامتحانات يرى استشاري الطب النفسي والعصبي د. على بلدو أن مثل هذه الشائعات تؤدي بصورة مباشرة في زيادة معدل التوتر والقلق لدى الطلاب وأسرهم، كما تؤدي إلى الشعور بالاحباط والغبن والتوجس جنباً إلى جنب مع الشعور بالخوف من النتائج وعدم العدالة، وقال إن ذلك يصيب الطلاب بروح اكتئابية تقلل من القدرة على الاستيعاب والتحصيل الأكاديمي، مع الشعور بفقدان الثقة، ويترتب على تدهور المستوى والنتيجة وعدم قدرة كثير من الطلاب على تحقيق رغبتهم الأكاديمية وبالتالي ضياع مجهود عام كامل تؤثر فيه مثل هذه الشئعات الكاذبة .

*نهاية
بدأت امتحانات الشهادة السودانية لهذا العام في الرابع عشر من مارس الجاري وكان قد جلس لها اكثر من ( 474779) طالب وطالبة في جميع المساقات منهم (136,192 ) بولاية الخرطوم، وأبدى وزير التربية والتعليم بالولاية ارتياحه لسير الامتحانات في يومها الأخير، واصفاً معنويات الطلاب بالعالية وقال إن الامتحانات أرضت طموح الممتحنين .

تقرير:ابتهاج العريفي
صحيفة آخر لحظة