منوعات

مشكورون!! وسنشكركم أكثر!!


في توقيتين مختلفين من مساء أمس وعلى قناتين مختلفتين شاهدت حلقة من برنامج (في الواجهة) الذي يقدمه الأستاذ “أحمد البلال الطيب” على الفضائية السودانية، واستضاف فيها الأستاذ “إبراهيم السنوسي” أمين عام حزب المؤتمر الشعبي الذي تحدث حديث الذكريات والمعلومات عن فترة زمنية ثرة عامرة بالنضال وبالحراك السياسي الفاعل. ولعل ما ذكره الأستاذ “إبراهيم” من حكايات وقصص ينفع أن يكون مسلسلاً بالغ التشويق والإثارة، خاصة والرجل نجا من أحكام بالإعدام ومعه آخرون خاضوا تجارب مريرة ما بين تخفٍ وهروب ومعتقلات، والرجل قام بكل ما قام به اقتناعاً بفكره وإيماناً بقناعات أعتقد أنها حتى لو تشعبت واختلفت عليها الدروب فهي بالتأكيد في النهاية من أجل وطن حر ومستقل يعيش الديمقراطية ويمارس العدالة.. والبرنامج الثاني بثته (الشروق) في ذات الليلة مع الدكتور “الجميعابي” في حوار لم يخل من شجاعة وصراحة، أداره بكل هدوء أعصاب الأستاذ الزميل “ضياء الدين بلال” تمرحل من خلال محاوره مع “الجميعابي” في كل المحطات التي تخص الرجل الساخنة منها والهادئة، ومن خلال الحلقة أوضح “الجميعابي” كم المجاهدات التي قام بها وبرضو معه آخرون من أجل هذا البلد، لأن كل ما آمن به من أفكار وما اتخذه من مواقف لم يكن دافعه فيه مصلحة شخصية أو منفعة أسرية، لكنه بذل ما بذل من أجل قضية أو قضايا تخص هذا البلد العظيم. ولعل حديث الذكريات الذي أتيح لـ”السنوسي ” و”الجميعابي” لو أنه أتيح وبذات المساحة لكثيرين من مخضرمي السياسة السودانية في أحزاب اليسار أو اليمين، لاكتشفنا كماً من التضحيات وكماً من المواقف بذلوها على حساب حريتهم وصحتهم وحياتهم الخاصة في وجه أنظمة حرمت الإنسان السوداني أن يمارس حياته بالقسط والميزان.
طيب إذا كان الساسة السودانيون القدامى أو الجدد من الذين ساروا على دربهم متفقين على أن هذه المجاهدات هي من أجل هدف وغاية معينة حتى لو اختلفت السبل والطرق، ففي شنو تختلف هذه الأطراف؟؟ وفي شنو يضعون لبعضهم العصا في العجلات لتظل قاطرة الحوار والمصالحة قاطرة تمشي وتقيف (إلا باللزة) إذا كانت كل هذه التضحيات التي لا تقدر بثمن من أجل وطن معافى خالٍ من الجروح والندوب، لماذا لا تتم تنازلات هي بالتأكيد أقل بكثير من التضحيات السابقة من أجل تقريب وجهات النظر والوصول إلى صيغة تبعد هذا البلد عن ويلات التشتت والتفكك؟؟ وهذه الخطوة تحتاج للجهاد الأكبر الذي برأيي هو أقسى وأصعب من جهاد الجسد والسلاح، وأقصد (جهاد النفس) لتكبيلها من المطامع والرغبات ولجمها حتى لا تمرح وتسرح على حساب مصلحة الوطن من أجل مصلحة الحزب والجماعة!! فيا سادة يا كرام، مشكورين على كل تلك التضحيات، لكن ستشكركم الأجيال القادمة إن جلستم إلى كلمة سواء تسامياً على المرارات الشخصية وترفعاً عن الضغائن والثارات القديمة.
{ كلمة عزيزة
أمس حدثني أحد أبناء قرية تتبع لولاية الجزيرة، حيث لاحظ استغرابي ونحن نزور مريضاً أجرى عملية في أحد المستشفيات، وأنا أسأله عن سبب غياب بنات الأسرة وسيداتها عن المستشفى رغم خطورة العملية التي أجريت لقريبهم، حدثني أنهم في القرية اتخذوا قراراً جماعياً كرجال أن لا تزور سيدة مريضاً في المستشفى حتى لو كان منزلها يبعد عنه بمترين، ناهيك عن اللاتي يتكبدن مشاق الحضور من القرية، وعلل ذلك بأن وجود النساء في المستشفيات وما حولها لا يخدم المريض في شيء، بل يعرضهن للمضايقة والجلوس في الشوارع مما يشكل عبئاً على المريض وأسرته وبنية المستشفى نفسها.. بصراحة أعجبتني الفكرة ووجدت هوى في نفسي، ليتنا طبقناها بعيداً عن الحساسية وزيارة المريض في منزله بعد شفائه أبرك وأجمل وأفضل.
{ كلمة أعز
بدأت قطوعات الكهرباء في بعض الأحياء وهو ما ينذر بأننا سنعيش صيفاً ساخناً.. فيا ناس الكهرباء طمنونا، الفهم شنو، المرة دي في برمجة ولّا ذات الخرمجة؟!