د. عبير صالح

ممنوع تقبيل الأطفال


أطفالنا أكبادنا تمشي على الأرض ونتمنى من العلي القدير ألا يحرم بيتاً من الأطفال، وأنا بصدد الحديث عن ظاهرة يقوم بها جميع أفراد الأسرة الصغيرة والكبيرة بدافع من المحبة تجاه الأطفال، وقد تكون هذه العادة مضرة جداً وتسبب لهم الأمراض من غير أن تقصد إيذاءهم وهي عادة تقبيل الأطفال في فمهم فحقيقة الأمر أن أي قبلة تطبع على فم الطفل سواء من الأم أو الأب أو الإخوة.. الخ كفيلة بأن تنقل له الأمراض التي يعاني منها الأبوان وغيرهما وخاصة في عمر الثلاثة أشهر الأولى،

لأن في هذه الفترة وحتى سن الستة أشهر لا تتكون مناعة لهذا الطفل لحمايته من الأمراض، فقد تتولد لديه عدة أمراض نتيجة للميكروبات العنقودية وهي موجودة في فم الإنسان البالغ بصورة طبيعية حتى ولو كان معافى، وعن طريق القبلة قد تنتقل لهذا الطفل المسكين ضعيف المناعة فتسبب له أمراضاً قد تكون خطيرة فينتج عنها التهاب الحلق والفم، وكذلك التهاب اللوزتين (تخيلوا أن عمره بضعة أشهر ويصاب بمثل هذه الأمراض)، وعندما يصبح عمره أكثر من سنتين تكون له مضاعفات نتيجة لهذه الأمراض فتؤثر على القلب والتهابات متكررة في الكُلى كما أن الأمراض الفطرية التي تحدث للطفل في لسانه ثم لرئته، تنتج عنده مشاكل سيلان اللعاب المستمرة والآلام أثناء الأكل وبلع الطعام كما أن تقبيل الأطفال في فمهم أيضاً قد ينقل الفيروسات التي تسبب الزكام والرشح وقد تصل الإصابة إلى خلايا المخ وتسبب التهاب السجايا، ومن ثم التشنجات وقد تصل إلى مضاعفات خطيرة. كذلك فيروس التهاب الغدد النكفية (أبو عديلات)، ينتشر أيضاً عن طريق عادة تقبيل الأطفال.
فنحن السودانيين شعب يتميز بطيبة وعفوية، عند زيارة الأهل وبعد السلام على الكبار تعودنا ظاهرة تقبيل الأطفال، فإذا أردت فعل هذا تذكر أن التقبيل يسبب لهم الأمراض أو تذكر أن الأبوين قد يكونا غير راضيين على ما تفعله، ولكنهما لا يريدان أن يسببا لك الإحراج، فامتنع عن هذه العادة المؤذية