مقالات متنوعة

لطيفة اللوغاني : إتيكيت طبيب الأسنان وزيارته


الطبيب بشكل عام يتمتع برصيد كبير من التقدير والاحترام، وله مكانة خاصة في المجتمع، وسلوك الطبيب مهم جداً، فبالرغم من المستوى العلمي والخبرة التي يتمتع بها فإن المريض قد يتأثر بأسلوبه في التعامل معه، وطريقة كلامه ومظهره العام وانفعالاته أثناء المعالجة أكثر، فمن الضرورة التزامه بعناصر اللباقة حال لقائه بمريضه، دماثة الخلق والذوق من الأمور المهمة جدا التي تساعده على النجاح، خصوصا في تعامله مع مريضه، ولإتمام العملية العلاجية ورفع مستوى رضا المريض بالخدمة المقدمة له!

إتيكيت تعامل طبيب الأسنان مع المريض:

• الشكل والمظهر العام لطبيب الأسنان وطريقة تنسيق هندامه مهم جدا، ويجب أن يتسم بالنظافة والترتيب، وارتداء زي خاص بالعيادة وقفازين وكمام الفم، والالتزام بمعايير الوقاية من خلال تغييره الدائم للقفازات بعد كل مريض، وعدم لمس أي شيء آخر مثل جهازه النقال أو الباب، وغير ذلك من الأشياء المحيطة به أثناء علاج المريض.
• على الطبيب تهيئة نفسه للتعامل مع خوف المريض، وخاصة أن زيارة طبيب الأسنان زيارة يشوبها التوتر والرهبة والاضطراب، وعلى الرغم من أن السن أصغر عضو من أعضاء جسم الإنسان فإن أمراض الأسنان التي نعاني منها كثيرة ومتعددة، وآلامها تفوق حجمها آلاف المرات، كتسوّس الأسنان أو نزيف اللثة.. إلخ.
لذلك على الطبيب أن يعرّف بنفسه بابتسامة بشوشة عند بدء اللقاء، ويشعر مريضه بالأمان من خلال لمسه، إما فحصه السريري أو مصافحته.. وعليه تجاهل عصبية المريض التي قد تكون نتيجة الألم!
• الدقة في المواعيد تعكس رقي الطبيب، لذلك يجب أن يكون دقيقا في تحديد مواعيده، والفترة المناسبة التي قد يستغرقها لإنهاء المعالجة، مع الالتزام بمعالجة مرضاه الأول فالأول كلّ على حسب دوره وموعد حضوره، وعدم تقديم أحد على أحد، لأن هذا التصرف قد يؤثر على ثقة المريض بطبيبه!
• يجب على الطبيب إبلاغ المريض بتكلفة المعالجة قبل البدء بأي إجراء عملي، حتى لا يتعرض لأي مشاكل، ومنعا للإحراج، ويكون ذلك التبليغ من قبل السكرتارية بعد الفحص!
• على الطبيب التحدث مع المرضى كلّ على حسب مستوى فهمه واستيعابه، بعيدا عن المصطلحات الطبية غير المفهومة، كما يجب عليه أن يجيب عن تساؤلات المرضى بصدر رحب، وطول بال مهما كانت هذه الأسئلة من وجهة نظره تافهة، فالطبيب الذكي هو الذي ينتقي كلماته ونوعية جمله بأسلوب مقنع، فهذا التعامل الراقي يُؤثر إيجابا على مستوى رضا المريض، وتحسين فرص استعادته للعافية والصحة..
مثال: على الطبيب تحمل والتماس العذر للمريض، فإذا حضر مريض ما ووجد الطبيب بقايا طعام في فمه أثناء العلاج، فعليه الابتعاد كل البعد عن انتقاده أو لومه “ليش أسنانك مسوسين؟ ليش ريحة فمك كريهة؟ ..إلخ، لأن أبسط رد يمكن للمريض أن يقوله: “إذن لماذا أنا هنا؟”، ويمكن للطبيب فور ملاحظة ذلك استئذانه بمضمضة فمه مثلا!
نصيحة لكل طبيب أسنان ماهر بعد الانتهاء من العلاج أن يبدأ بسرد نصائحه للمريض، وليس قبل ذلك، لكي لا يشعر المريض بالإحباط، وتكون النصيحة بطريقة راقية وبكل حذر، وأنا على يقين أنه بعد هذه النصائح والتوصيات الجميلة اللبقة، سيراجع المريض في الزيارة القادمة بأحسن حال!

إتيكيت تعامل المريض مع طبيب الأسنان:

• على المريض تنظيف أسنانه جيدا مع استخدام المضمضة وخيط الأسنان قبل المراجعة، لإزالة بقايا الطعام التي تسبب رائحة فم كريهة، وذلك منعا للإحراج!
• عدم مضغ اللبان، وبالنسبة للنساء الابتعاد عن وضع مستحضرات التجميل كـ حمرة الشفاه أو كريم الأساس الكثيف الذي يعيق طبيب الأسنان عن أداء عمله!
• الالتزام بالمواعيد المحددة، والمحافظة على هدوئه، وصوته المنخفض، ويجب أن يتحكم بردة فعله، وأن يكون متعاونا للمحافظة على صحته، لأن الفم مكان دقيق جدا، مع الابتعاد عن التعليقات السلبية وكثرة التذمر، كـ “أنا أكره كل أطباء الأسنان”، وذلك بالطبع ناتج عن الخوف!
للفوز بزيارة إتيكيتية مرضية للطرفين الطبيب والمريض تحتاج إلى مرونة في التعامل، وطلاقة في الكلام ودماثة في الأخلاق، وصبر وحسن ظن، وكل هذه العوامل لا تتولد إلا عن طريق الاقتناع والتدريب والممارسة والاحتكاك مع الناس!