مقالات متنوعة

هاشم كرار : وموج الإرهاب يتلاطم!


لا.. لا يمكن أن تتخيّل بشاعة الإرهابي- أي إرهابي- لو لم تكن أنت- حماك الله- أحد ضحاياه، من غير الذين قتلوا.

تخيّل إنسانا، لا تعرفه ولا يعرفك. لم تلتقه من قبل ولم يلتقك، وليست بينك وبينه مشكلة، ولا يعرف لغتك ولا هواياتك ولا دينك ولاااااا ما إذا ما كنت انت خيرا أو شريرا، يترصدك ليقتلك، أو في احسن الأحوال ليبتر رجلك أو يدك، أو الاثنتين معا، أو يمزق مصارينك، أو يجرح جمجمتك؟

الإرهاب، عمى..

والإرهابي عميان بصر وبصيرة..

لا ذرة من أخلاق في تكوينه، وليست من ذرة واحدة تتحرك بالوخز في ضميره!

تخيّل نفسك، وأنت في خضم الزلزلة، ملطخ بالدم، والعجز، والإهانة..

اللعنة.

تلك هي الكلمة، وأنت في حالة صدمة، وبلايين الأسئلة تتزاحم في دماغك: من هو.. ولماذا يفعل بي كل ذلك؟

أتخيلك- يا عافاك الله- تتخيّله.. وليس من خيال- وأنت هكذا تفوح منك وحولك رائحة الدم- غير خيال الشيطان!

الإرهابي، كائن تشيطن..

هو كائن يعد الإنسانية بنقص في الأرواح بالجملة.. ونقص في الثمرات، والموارد.. بالجملة أيضا.

هو كائن، ضد الأمن، والاستقرار، والطمأنينة العامة،

ضد العيش.. والتعايش، بين الثقافات، والحضارات..

ضد تعاليم الأديان، وتعاليم الإنسانية.

هو كائن- في جملة واحدة- ضد الحياة، في معناها المسالم، والمنضبط.. والجميل، والأكثر تهذيبا.

هذا الكائن الشيطاني- والذي هو من الناس- ينبغي الاستعاذة منه، وينبغي التنبّه إليه، وينبغي منازلته- مهما كان لونه أو شكله أو جنسيته أو معتقداته أو الطريقة التي يتحرك بها لسانه، أو الطريقة التي يترصد بها حياتك، أو على الأقل جانبا من حياتك!

لا تكتف باللعنة فقط..

اتخذ موقفا حاسما.. وإلا.. ما حدث لك يمكن ان يحدث لشريكة حياتك، أو لابنك أو جارك، أو مطلق إنسان يشاركك أنت حلو هذه الحياة ومرها، وأنت وهو في قارب واحد.

أمواج الإرهاب تتلاطم، وأنت عكس الريح. أفتل أكثر يا صاحبي ساعدك، وافتح صدرك.. دعنا نمسك سويا بالمجداف. هذا الموج الأهوج، يمكن ان يبتلعنا كما ابتلع آلاف البشر، بمختلف دياناتهم وجنسياتهم وألوانهم وثقافاتهم.. وكل أحلامهم في الحياة!