أسامة عبد الماجد : شايلين حس الحكومة
٭ كان عدد من الزملاء الصحفيين يتحدثون عن أحد الولاة الجدد بدارفور والذي دخل في صراع غير متكافئ مع صحفي ، وتم إعتقال الزميل جراء ماكتبه عن الوالي .. أحدهم كان ساخراً وقال: إن الوالي يريد أن يقولوا له (كل شئ تمام) ولو وقع حادث وراح ضحيته عشرة سيعلن أن (الضحايا خمسة).
٭ ذكرتني حكاية تمام سيادتك التي يحلم بها بها الوالي ، إعفاء رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات بمصر من منصبه ويدعي هشام جنينة والجهاز هيئة مستقلة ذات شخصية اعتبارية عامة تتبع لرئيس الجمهورية ، وتهدف اساساً إلى تحقيق الرقابة على أموال الدولة وأموال الأشخاص العامة الأخرى أي هي مثل ديوان المراجعة العامة بالسودان.
٭ سبب إعفاء جنينة جاء عقب تصريحه أنه على علم بوقائع فساد تصل قيمتها إلى600 مليار جنية مصري في عام 2015م .. نظرت إلي الواقع بالسودان وكيف أن الحكومة صدرها واسع ، والمراجع العام هنا يكشف كل عام وعلى الملأ تجاوزات وحالات فساد (بالكوم) ولم تُشهر في وجهه البطاقة الحمراء.
٭ إستعصى على الإخوة في مصر الشقيقة تحمل حديث جنينة ، وصرحت نيابة أمن الدولة العليا أن تصريحات هشام جنينة غير منضبطة وأن الجهاز المركزى للمحاسبات غير معنى بتحديد الفساد ، وهذه التصريحات تقع تحت بند البيانات غير الصحيحة ، وتفتقر إلى الدقة بما شأنه تعريض السلم العام للخطر، واضعاف هيبة الدولة وإفقاد الثقة فى مؤسساتها.
٭ سبق أن باهي به رئيس الجمهورية المشير البشير ، – وله الحق فيما ذهب إليه حال النظر لمصير (جنينة) – خاصة وأن المراجع العام لحكومة السودان، وهو المراجع الوحيد في المنطقة العربية والأفريقية الذي سنويا يقدم تقريره أولاً للبرلمان وليس للرئيس. وعند مناقشة التقرير أمام البرلمان تظهر التجاوزات والمخالفات.
٭ بل أن تقرير المراجع العام تحتفي به الصحف كل عام ويتصدر عناوينها ، رغم أن حالات إعتداء على المال العام ، يتم حسمها وإرجاع المال وهو الأمر الذي لا يحظي بكثير إهتمام من الصحافة مقارنة بحالات (العضة).
٭ حالات التجاوزات أو الفساد أو المخالفات الإدارية التي تقع حيال المال العام هي نقطة مركزية تشكل حالة جدل بين الصحافة والسلطة ، حيث تقف الأخيرة في خانة المدافع وتجد الصحافة نفسها في الهجوم ، بل منفردة بالمرمي.
٭ بكل صراحة عندما يعلق أي مسؤول (عندنا) ،على الحرية التي يتمتع بها المراجع العام والإستقلالية التي يتميز بها ، يبدو ذلك الحديث ثقيلاً على صدري ، ولكن عندما تابعت أمس (مصر الرسمية) تصرخ من حديث (جنينة) ، أدركت أن المسؤول كان على حق فيما ذهب إليه.
٭ قد يكون السبب في أن الجميع (شايل حس الحكومة) ، لأنها ظلت تركل الكرة فوق الثلاث خشبات رغم خلو المرمي وبالطبع هذة ليست مشكلة الصحافة.
ركوب الخيل لا يناسب الجميع؟ أيهما أصعب تربية الأولاد أم البنات؟ جسر الأسنان
هل تعقيم اليدين مفيد؟ الكركم والالتهابات أفضل زيوت ترطيب البشرة