الطيب مصطفى

الجيش فى طورجديد


لست أدري بأيهما نسعد .. أبالانتصارات التي تحققها القوات المسلحة في جبهات القتال في جنوب كردفان ودارفور أم بالدور الإقليمي الذي تقوم به خارج حدود الوطن للإسهام مع الآخرين في تأمين الحرمين الشريفين وأرض اليمن ، مهد العرب ؟
أنباء الأمس زفت إلينا خبر تحرير منطقة (أم سردبة) الإستراتيجية التي يمهد الاستيلاء عليها لتحرير (كاودا) وما أدراك ما (كاودا)، وقبل ذلك تم تحرير عدد من المناطق المهمة في جنوب كردفان، وفي جبهة دارفور تم تحرير جبل مرة، وسبقت ذلك معركة قوز دنقو التي كانت نصراً مؤزراً مهّد لبقية الانتصارات التي حققتها القوات المسلحة وقوات الدعم السريع ولذلك أزعم أن الوضع العسكري ، بين يدي وقوف قواتنا المسلحة على أبواب (كاودا) ، لم يكن في أي يوم من الأيام خلال الـ 15 عاماً الماضية أفضل مما هو عليه اليوم، سواء في جبهة جنوب كردفان والنيل الأزرق أو في جبهة دارفور ولله الحمد والمنة.
صحيح أن الأوضاع السياسية والعسكرية المتردية في جنوب السودان كان لها تأثير سلبي على التمرد فقد انشغل الجنوب بحروبه الأهلية الطاحنة عن دعم حلفائه في السودان، كما أن قوات الدعم السريع كان كذلك لها دور مؤثر في تلك الانتصارات هذا بالإضافة إلى أن تطوراً نوعياً قد حدث في بنية القوات المسلحة تسليحاً وتدريباً.
ذلك التطور النوعي لم تثبته الانتصارات التي تحققت في ميدان القتال فحسب إنما شهدت به التقارير الدولية فقد أثبت موقع (global fire power) أن الجيش السوداني قد تقدم (21) درجة خلال العام 2016 إلى المركز رقم (80) من بين (195) دولة بعد أن كان في المركز (101) عالمياً ويهتم هذا الموقع بالتسليح والقدرات العسكرية والموازنات.
للحفاظ على ما تحقق في جبهات القتال ينبغي إلا نغمض أعيننا لحظة واحدة عما يجري في حدودنا الجنوبية ذلك أننا لا نعاني فقط من جار سوء ظللنا نتلقى منه الكيد والتآمر قبل الانفصال وبعده من خلال دعمه لفرقتي جيشه الشعبي التاسعة والعاشرة في جنوب كردفان والنيل الأزرق وإنما هناك دعم يأتي عبر أراضيه من دول تتربص بنا بعداء استراتيجي لم يخب أو ينحسر، وأعني بصفة خاصة يوغندا وإسرائيل واللتين لم تخفيا كيدهما للسودان في أي يوم من الأيام.
أقولها ربما للمرة الألف أنني لن أثق في دولة الجنوب ما لم تفكك العلاقة مع فرقتيها في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق وقد سعدت لمقترح رياك مشار الذي طالب بتغيير اسم (جنوب السودان) معللا ذلك بأنه لا ينبغي أن تنسب دولتهم الجديدة إلى دولة أخرى هي السودان، ومعلوم أن قرنق وأولاده من دعاة مشروع السودان الجديد أو مشروع الوحدة على أسس جديدة يهيمن فيها الجنوب على الشمال ، أبقوا على اسم جنوب السودان لأنهم كما قال عدونا اللدود باقان أموم كانوا يعملون على إقامة مشروع السودان الجديد الذي قال إنه باق من خلال الوحدة (الخطة أ) أو من خلال الانفصال (الخطة ب) ولذلك أبقوا على الفرقتين التاسعة والعاشرة كنواة للجيش الشعبي في الشمال والذي سموه بقطاع الشمال كاعتراف بأنه قطاع أو قطعة تابعة للجيش الأم والحركة الأم الحاكمة في الدولة الجديدة والتي ظلت تحمل ، حتى بعد الانفصال ، شعار (تحرير السودان) كجزء من اسمها كهدف استراتيجي لها تستهدفنا به وهو ما يحمل أجندة شريرة بل يعتبر الإبقاء عليه إعلان حرب.
ينبغي أن يسبق تغيير اسم دولة(جنوب السودان) والذي أصروا عليه على أمل أن يعود من جديد جزءا من السودان في إطار مشروع السودان الجديد الذي لطالما حلم به قرنق وأولاده ..أقول يجب أن يسبق ذلك فك الارتباط بين الحزب الحاكم في الجنوب وتابعيه بحيث لا يحمل قطاع الشمال اسم الحركة الشعبية لتحرير السودان أو اسم قطاع الشمال.


‫2 تعليقات

  1. تقرير مصير النوير و الشلك و التحرير من عبوديه الدينكا و الاباده الجماعيه و التهميش

    نطالب احرار السودان بمد يد العون للتحرر من عبوديه الدينكا للنوير و الشلك و اكل مال البلاد

    لن تكون الحياه صالحه في الجنوب الا بعد تقسيم الجنوب

  2. السؤال متى يفهم ابناء النوبه بان عرمان يتخذهم ادوات لخدمة الحزب الشيوعي