منوعات

الحاجة أم الاختراع.. آلاف اللاجئين يسلكون طريقاً جديداً لدخول أوروبا


بعد تشديد الإجراءات الأوروبية لمنع تسرُّب اللاجئين إليها عبر تركيا واليونان، وجد هؤلاء طريقاً جديداً يدخلون به إلى دول الاتحاد الأوروبي التي يحلمون بطيب الإقامة فيها، إنه طريق العبور من ليبيا إلى إيطاليا، مجسدين المقولة الشهيرة: “الحاجة أم الاختراع”.

وذكر تقرير نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية، الأربعاء 30 مارس/آذار 2016، أن خفر السواحل الإيطالية أنقذوا الثلاثاء 1569 لاجئاً قبالة سواحلهم في 11 عملية إنقاذ منفصلة، فيما تم إنقاذ 1500 آخرين أثناء عطلة نهاية الأسبوع الماضي، وسط مخاوف من أن تحسُّن أجواء البحر المتوسط سيشجع المزيد على ركوب البحر من جديد وتكرار سيناريوهات العام الماضي التي جعلت أوروبا تقلّب كفّيها حيرة من الموقف الدقيق الذي وضعت فيه.

إحصائيات وأرقام الأمم المتحدة أشارت إلى أن 17500 لاجئ وصلوا هذا العام إلى إيطاليا قادمين من ليبيا، ما يشكل 40% من أعدادهم خلال الـ12 شهراً الماضية.

وتأتي هذه التطورات بعدما صادق الاتحاد الأوروبي قبل أسبوعين على قرار منح تركيا حوالي 6 مليارات يورو (6.7 مليار دولار)، مقابل أن تبذل تركيا جهوداً لمنع الهجرة عبر بحر إيجه من سواحلها صوب الجزر اليونانية.

لكن الخوف الآن أن تعسير الهجرة عبر تركيا واليونان إضافة إلى بند في الاتفاق ينص على إعادة الواصلين إلى تركيا، كلها قد تدفع الراغبين بالهجرة إلى المجازفة وعبور طرقات أكثر وعورة وخطراً عبر شمال إفريقيا.

أما المسؤولون الليبيون فهددوا “بفتح بوابات السد” والتسبب لأوروبا بطوفان جديد من اللاجئين ما لم تقدم القارة الأوروبية مساعدات لليبيا على غرار تركيا من أجل مكافحة مهربي البشر.

مخاطر الطريق البديل

وأقر، أمس الثلاثاء، رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك، الذي ترأس المفاوضات الأوروبية التركية قبل أسبوعين، بأن على قادة الدول الآن التركيز على مخاطر تغيير طريق الهجرة نحو إيطاليا، خاصة أن الطريق الجديد تربو مسافته على 300 كم محفوفة بمخاطر أكثر من طريق بحر إيجه.

وبحسب إحصاءات المنظمة العالمية للهجرة، فقد لقي 6175 شخصاً مصرعهم غرقاً في مياه المتوسط منذ بداية حركة الهجرة عام 2014، بمعدل غريق واحد مقابل كل 54 مهاجراً من الذين ينجحون بالوصول إلى أوروبا.

يُذكر أن السواحل الإيطالية شهدت في أبريل/نيسان الماضي حادث غرق مروّعاً، حيث غرق 800 شخص دفعة واحدة في زورقهم قبالة سواحل جزيرة لامبيدوسا الإيطالية.

وخشية توقعات رؤساء الاتحاد الأوروبي من وصول ما لا يقل عن 450 ألفاً آخرين هذا الصيف بسبب الحرب الليبية، دعا رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، إلى تصعيد وتكثيف للجهود الرامية لوقف سيل اللاجئين الجارف حتى لو كلف ذلك استخدام السفن الحربية.

وحالياً توجد سفن ملاحة وخفر سواحل نواحي السواحل الليبية ضمن عملية “صوفيا” لردع تهريب اللاجئين غير الشرعي.

وفور التقاطهم، ينقل اللاجئون الذين تم إنقاذهم إلى مراكز في إيطاليا تعج حالياً بـ106 آلاف لاجئ ريثما ينظر في أمرهم.

huffpostarabi


تعليق واحد