تحقيقات وتقارير

مستقبل الإسلاميين .. تحت التشريح + صورة


* حكاية ندوة
بعيد فراغنا من تدشين كتاب الدكتور كامل إدريس (تقويم المسار) بالعاصمة البريطانية لندن انهالت على وفدنا القادم من السودان الدعوات.. حسن الضيافة وحرارة الاستقبال شملت رموز الحكومة وقيادات المعارضة .. حيث استضافنا السيد نصر الدين الهادي المهدي في مقهى (فالاري) ومن بعده نصبت لنا السفيرة الأستاذة سناء حمد العوض مائدة فخمة في مطعم فخيم ..هنا وهناك كان الهم السوداني حاضراً ..إلا أن المناسبة التي بسطتها السيدة الفضلى سهير شريف حرم السفير السابق عصام أبوجديري كان لها مذاق مختلف.. السيدة سهير تقود منظمة نسوة الخيرية، ومن بين أنشطة هذه المنظمة الراتبة لقاء شهري مع شيوخ وشيخات الجالية السودانية.. لقاء شهرنا هذا كان بمذاق فول أبوالعباس الشهي، والذي قبله بنكهة سوق الناقة بالخرطوم ..الفكرة تقوم على التركيز شهرياً على صنف من أصناف طعام أهل السودان، وقد كان حظنا مع (أبوالعباس والعشرة الكرام) امتلات القاعة منذ الرابعة ظهراً وسهير وزميلاتها يوزعن الابتسامات المرحبة، وحفيد الفنان سيد خليفة الشاب سمير أبوسمرة يطربنا ..بالطبع كان لابد من قليل من السياسة، فاقترحت نقاش (مستقبل الاسلاميين بعد التسوية).

* اعترافات إسلامي
استهل الحديث المحبوب عبد السلام القيادي بالمؤتمر الشعبي، مؤكداً على أن التيار الاسلامي في السودان عريض ومتنوع ومتباين الرؤى، مستنداً إلى أن علي محمود حسنين يعتبر واحداً من مؤسسي الحركة الاسلامية، رغم مواقفه السياسية الحالية، إلا أن المحبوب قدم اعترافا نادراً حينما أكد أن المشروع الاسلامي استنفذ أغراضه، وأن دورة إحياء الإسلام الحالية بدات بنشاط الأفغاني ومحمد عبده، وانتهت بحسن البنّا وحسن الترابي.. وخلص المحبوب إلى أن الحركة الاسلامية انتقلت من التجديد في الدين إلى الحداثة، والتي تعني مواكبة الكسب الإنساني، حيث لا تتعارض المفاهيم الحديثة من ديمقراطية وحقوق إنسان مع الإسلام. وأوضح المحبوب أن العدالة العالمية جزء من التطور الإنساني ..في سياق التطور أكد المحبوب أن الحركات الاسلامية تحتاج لقراءة القرآن قراءة جديدة،لأن الفقه الاسلامي الحالي عبارة عن تاريخ مما يستوجب المراجعة الشاملة، وألمح أن حركة النهضة في تونس استفادت من تجارب وأخطاء الحركة الاسلامية .

* لن يستسلم الاسلاميون
قدم مدير مكتب قناة الجزيرة بالخرطوم المسلمي الكباشي رؤية استشرافيه عن مستقبل السودان، وقال إن السياسة والإسلام ستظل متلازمة في السودان تعبر عنها كيانات مختلفة، مؤكداً أن التيار الإسلامي ولأسباب مصلحية ومبدئية، وأن دائرة جديدة من العنف ستستمر إن لم يتم الإقرار بدور للإسلاميين في السودان، متوقعاً في المستقبل أن يتسع التيار الاسلامي ليضم أحزاباً وكيانات مثل الأنصار والختمية ..الكباشي اختلف مع الذين يطالبون بتبنى تجربة حركة النهضة التونسية، قائلا إن المعادلة التونسية مختلفة عن السودان.. ودعا المسلمي الجميع للاحتكام للمنافسة الديمقراطية.

* الثورة الترابية في السودان
رؤية الدكتور صلاح البندر الباحث بجامعة كمبردج ترتكز على أن تجربة الاسلاميين في السودان التي أسماها الثورة الترابية خدمت الانسانية، لأنها حولت شعارات الاسلاميين إلى برامج وخطط عمل، وبالتالي من الممكن تقييم التجربة ومعايرتها، وتوقع البندر أن يأتي الاسلاميون في المستقبل قائلا» سيأتون ثالث ورابع ولكن بشكل أفضل» وتوقع البندر أن يتم تجديد تجربة الحركة الاسلامية لتوائم المستقبل، وقال « فصل الدين عن السياسة مستحيل في السودان، ولكن المطلوب تمييز الدين عن السياسة» وقال البندر « لم أشعر في السابق بتناقض بين شيوعيتي وكوني مسلم»
توقع البندر قدوم تسوية سياسية شاملة في السودان وهاجم المعارضة موضحاً أنها غير جاهزة للمستقبل

* أنا ما عاوز شريعة
الإعلامي عمر عبد العزيز بمؤسسة «بي بي سي « أوضح في كلامه مطلوب اعتذار الإسلاميين عن الانقلاب الذي حدث في يونيو ١٩٨٩، وأكد عبدالعزيز أن الانقاذ عرَّت التجربة السياسية للاسلاميين، وتساءل «هل بالإمكان تطبيق الحدود من رجم للزاني وقطع لِيَد السارق في العام ٢٠١٦» وختم عمر حديثه بوضوح « أنا ماعاوز شريعة».

* لا عزل سياسي
بدأ السيد نصر الدين المهدي القيادي بحزب الأمة حديثه بانتقاد احتكار الإسلاميين للحديث باسم الإسلام، إلا أنه عاد وأوضح رؤيته المتصالحة «من الخطأ تحميل الاسلاميين كل المسؤولية « ثم أرسل ابتسامة أعقبها بقوله «التوبة تجب ما قبلها»..ودعا القيادي البارز بالجبهة الثورية إلى إعلاء فرصة للتسامح والاستعانة بتجربة جنوب أفريقيا، مطالباً أن يفتح باب المحاسبة منذ الاستقلال، مؤكداً ألا أحد يسعى لعزل الاسلاميين في المستقبل، ورغم ذلك النظام يخوف المتعاطفين معه من التغيير، القطب الأنصاري أحمد كوريا يعضد من رؤية السيد نصرالدين المهدي مطالباً بعدم إهمال ضحايا الهامش حتى لا تتكرر تجربة انفصال جنوب السودان، وموضحاً في ذات الوقت أن هنالك قيادات متطرفة في الحركات المسلحة تحمل شحنات من الغضب ستصعد هذه القيادات، إذا فشلت مجهودات التسوية ووقتها سيكون التفاهم معهم صعباً.

* يسألونك عن كبري أم الطيور
على عسكوري القيادي في الحركة الشعبية والناشط ضد إقامة مشاريع السدود تحدث في مقهى فالاري، لا يوجد تفكير منظم للثأر من الاسلاميين في المستقبل، ولا نسعى لتصفيتهم، منوهاً بأن هنالك تغييرات سكانية في السودان، حيث أكد أن النوبة القادمين من غرب السودان إلى ولاية نهر النيل أكثر من الجعليين ..وطالب عسكوري بإنصاف إنسان الهامش، مشيراً إلى أن الانقاذ قامت بمشاريع دون دراسات جدوى، وإرضاء للأهل، ضارباً المثل بكبري أم الطيور في نهر النيل باعتباره نموذجاً للتنمية غير العادلة .
* الأستاذ القانوني ناجي إدريس طالب بان يكون حل الأزمة سودانياً، وأوضح لايمكن تصفية الإسلاميين على أساس أيدلوجي، منوهاً إلى أن الدولة المدنيةهي التي يسودها التداول السلمي للسلطة، وأن العدالة تتم على أسس فردية.
هكذا انتهت مناقشات لندن برؤى مختلفة ولكنها متسامحة، مما يجعلنا نتفاءل بمستقبل السودان .

لندن: عبدالباقي الظافر
صحيفة آخر لحظة


تعليق واحد

  1. اكلتو الشية وشربتوا الشاي والقهوه وكانكم في سوق
    الناقة وزعتوا الابتسامات ينين وشمال وكان امر الوطن
    والمواطن لايهمكم .. الاسلاميين دمروا كل جميل في
    الحي وشردوا كل الكفاءات ورملوا الاف النساء وباعوا
    كل البنية التحتية التي شيدها الانجليز والقادم اخصر
    والقادم ابشع … وسلم لي علي سناء حمد وقول
    ليها ناس الراكوبة فاقدين صورتك بالكلاش ..
    مادمر البلد الا اولاد البلد