مقالات متنوعة

مؤمن غالي : أنا عندي حل تاني (#)


أنا عندي حل تاني (1)
٭ وأنا من أشد الناس افتتاناً واحتراماً لحبيبنا عادل الباز.. وليس ذلك لمفرداته الراقية ولا لحروفه المترفة.. ولا لعباراته الجزلة.. فهذه الروائع والبدائع والقطع الأدبية السياسية الرصينة.. التي يرسمها بأنامله الفنانة يشاركه فيها كثير من (الأخوان) ويرسمها غير قليل من (الكيزان).. وبالمناسبة أنا مازلت في حيرة ضرير المعرة ذاك الذي إرتج عليه القول.. في (ساهر البرق) حين قال:
ماذا أقول والوحش ترميني بأعينها
ويعجب الطير مني كيف لم أطر
٭ أنا في حيرة أن الحبيب عادل كان في فجر صباه وما زال صبياً من (الكيزان)، ولكني اليوم أكاد أطير فرحاً فقد عافاه الله وأنجاه من الإنتماء للأحبة (الأخوان).. نرجع لموضوعنا(وأقول إن إعجابي بالحبيب( الباز) ليس لروعة أسلوبه ولكن فقط لأن كلماته المنشورة على الصحف والمنثورة في فضاء الوطن تحمل حباً هائلاً للوطن، بل أراه مثلي يذوب وجداً في السودان ويشتعل صبابة فيه.. يرتعد خوفاً من نسمة (تجرح) بوصة من تراب الوطن الجميل، ويرتجف كما (القصبة) هلعاً وخوفاً على صباياه وصبيانه من مغول وتتر وكل جنكيزخان.
٭ قبل أيام كتب في زاويته المترفة في الحبيبة الأنيقة (اليوم التالي) مولودة حبينا وصديقنا (مزمل أبوالقاسم) كتب قصة حوار لم يستغرق أكثر من دقيقة، ولم يرصده قلمه إلا عبر سطرين أثنين لا ثالث لهما، كان الحوار بين الدكتور الراحل شيخنا (الترابي) وبين الأستاذ الرصين والودود والمحترم حد (القيف) خالد التجاني.. وهنا أيضاً من الأحباب (الأخوان) وما زلت أضرب كفاً بكف متحسراً (الزول ده الرماه في الناس ديل شنو)؟..
٭ الحوار كان عندما قال الدكتور الراحل الترابي لبعض جلسائه والأستاذ خالد التجاني أحدهم قال.. إن لا مخرج ولا خروج آمناً سالماً للوطن إلا عبر (الحوار) المنعقد بقاعة الصداقة.. هنا قال الأستاذ خالد التجاني أنا يا شيخنا لا أرى في (الحوار)حلاً في ظل هذه الظروف، وتلك التعقيدات وذاك المناخ.. هنا إلتفت الدكتور الى الأستاذ خالد التجاني قائلاً أو متسائلاً (عندك حل تاني).. وهنا صمت الأستاذ خالد التجاني، وأظن أن الأستاذ (الباز) قد صمت أيضاً لأنه- حسب إعتقادي- (ما عندو حل تاني)..
٭ الآن يا أحبة دعوني أسبح عكس التيار.. دعوني أقف أمام الريح، بل دعوني أردد مع محجوب الشريف.. (في وجه الريح حنتقدم.. ونتقدم ونهدم سد ونرفع سد).. بل دعوني أقول بالفم المليان.. إنني وبكامل قواي العقلية وبحالتي المعتبرة شرعاً أقول.. نعم أنا عند حل غير (الحوار الوطني)..
٭ نعم أنا عندي حل رغم أني أعلم أن الحوار الوطني خير من الصمت الوطني، وأن الحوار الوطني خطوة متقدمة بالقياس الى الذي كان سائداً قبل.. وأن من كرامات الحوار الوطني.. أن قاعة الصداقة التي كانت حكراً مطلقاً للأحبة (الأخوان) وداراً محتكرة لمدى ربع قرن من الزمان وتزيد لفعاليات ومهرجانات واحتفالات الأحباب الأخوان و(المؤتمر الوطني) أصبح الدخول اليها ميسوراً وسلساً وعلناً حتى للذين حملوا السلاح ضد الوطن وأمنه وأستقراره.. أقول أنا عندي حل غير الحوار رغم أني أعرف أن الحوار الوطني هو رهان الانقاذ وفرس سباقها، الذي تعول على بلوغه خط النهاية رابحاً.
– وغداً نواصل-

أنا عندي حل تاني (2)
٭ نعم إني أعرف «زي جوع بطني» إن الأحبة في المؤتمر الوطني.. لا يعولون فقط على الحوار الوطني.. بل يعتبرون في يقين لا يزعزعه ظن وثقة لا يخلخلها شك إن البديل الوحيد للوطن.. لأمنه وسلامته هو «الحوار الوطني».. رغم ذلك فإني أقول وبالفم «المليان» متحدياً واثقاً إنه ليس بالحوار الوطني وحده يحيا السودان بل أقول في صرامة وحديدية وأمام كل الكون وتحت هالات الضياء وتحت أشعة شمس السماء أقول «أنا عندي حل تاني» وقبل أن يبحر زورقنا في نهر الوطن البديع.. دعوني أقول وأيضاً في يقين راسخ وتحدي صارم إن هذا الوطن يختلف عن كل الأوطان التي تعيش على سطح الكوكب.. لا تفزعوا ولا ترتعدوا.. إنه ليس مثل اليمن ولن يكون.. إن شعبه لا يشبه شعباً في الأرض.. بل أقول وكلي ثقة وصدري محتشد باليقين إن الأمة السودانية هي خير أمة أخرجت للناس.. والشواهد أكثر عدداً من حبات رمال كلها ري.. شعب لا يفزعه شيء غير سفك الدماء.. شعب يتجمع كتلة فولاذية غير قابلة للإنشطار عند المحن والملمات.. شعب توحده الفواجع وتنبهم كل خطوط التماس التي تفرق الناس عند رحيل الأحبة والأحباب والأحباب.. شعب مثل هذا لن تغاش ولا «تحوم» في حماه الفتن والحرائق.. والنوازل.. إذاً «ختوا الرحمن» في قلوبكم ولا «وأستغفروا» صدوركم بالطمأنينة واليقين بأن هذا الوطن لن يسمه سوء ولن يزلزله زلزال مهما كان هائلاً ومخيفاً ومفزعاً.. والآن يا أحبة الى الحل الذي أمتلكه وأبشر به وأفاخر وأتيه وأقدل..
٭ نعم «أنا عندي حل تاني» حل لا يكلف خزينة الدولة مليماً أحمر حل أكثر أشراقاً وأشد صفاء وأجل ثمراً من كل مخرجات الحوار الوطني باهظ التكاليف.. حل كل خيوطه في يد رجل واحد هو الجنرال بكري حسن صالح النائب الأول لرئيسر الجمهورية ومراهنتي على سعادة الفريق أول بكري ليست من فراغ.. ولا لأنه يشغل منصباً رفيعاً في الدولة.. ولا لأنه الرجل الثاني في هرم السلطة الشاهقة ولكن فقط لأنه قد «دق صدره» ووعد الوطن بأنه سيقوم بإصلاح الدولة.
٭ وقبل أن نقدم له إقتراحي أو حلي «الثاني» وقبل أن أتلو عليه «شكوتي وشكري» دعوني أقول أنه وبما إني أملك حلاً ثانياً ذلك يعني إني في قمة جبل الحوار جالس.. وإني سأقدم «تنازلات» مجلجلة ومزلزلة.. بل سأقدم تنازلاً مدوياً طالما كان هدفي الأول والأخير هو سلامة الوطن وسلامة مواطنيه.. «يعني» ليس لدى مانع أن تبقى «الانقاذ» في الحكم حتى ينفخ اسرافيل في الصور حسب ما يتمنى ويشتهي الدكتور الذي «وحشنا» كثيراً الدكتور نافع لا مانع لدينا مطلقاً ولكن «بشروط» نتلوها ونعلنها الأحد..!