مقالات متنوعة

نجيب عبدالرحيم : الرشيد حسين الحارس المطاطي الأخطبوط أفضل حارس مرمى في التاريخ


هناك نجوم قلائل موهوبين بالفطرة يصمدون في ذاكرة الجمهور على مدى طويل من الزمن، لكونهم تركوا أثراً طيباً خلفهم من خلال البصمات التي يقدمونها فوق المستطيل الأخضر حتى لو لم يستمروا كثيراً في الملاعب وكافأتهم الجماهير بالخلود الطويل في ذاكرة التاريخ الرياضي حيث صمدوا في البقاء فيها برغم مرور سنين طويلة على اعتزالهم اللعبة
الرشيد حسين حارس مرمى نادي الأهلي مدني والهلال العاصمي بدايته مع اللعبة كانت مع المدرسة العربية وكانت عيون النادي الأهلي تراقبه خلال مباريات المدرسة العربية التي كانت تضم أفذاذ لاعبي كرة القدم في مدني والسودان
وكان الأقرب للتسجيل في النيل ولكن إدارة النادي الأهلي (سيد الأتيام) سارعت بتسجيله عام 1963م وعمره لم يتجاوز السادس عشر جمهور سيد الأهلي لم يكن يعرف انه سيشهد ميلاد ساحر أو أسطورة أو حاوي في حراسة المرمى لقب حاوي أطلقه على الرشيد لاعب الإتحاد الفذ مجد الدين سنهوري رحمة الله عليه
قدم الرشيد مع سيد الأتيام أداء يفوق الوصف وظل يقدم العروض الخرافية في كل المباريات التي شارك فيها وخاصة أمام أندية القمة المريخ والهلال التي كانت تراقبه وبعد ذهابه إلى الخرطوم للدراسة الجامعية عام 1967م كان السباق بين المريخ والهلال وأيضاً نادي الموردة لتسجيله وأخيرا نجح الهلال في تسجيله في الكشوفات الزرقاء رغم أن نادي الهلال في ذلك الوقت كان يضم أفضل حراس مرمى في السودان الصقر الأسود سبت دودو وفيصل السيد (ستيف) ورغم ذلك أصرت إدارة نادي الهلال تسجيله رغم صغر سنه لأنها تعلم أنه يفوقهما موهبة وفناً
لم يلعب مع الهلال سواء مباراة واحدة أمام الموردة وشوط واحد وترك الكرة وتفرغ للدارسة ومن الأسباب الرئيسة التي جعلته بترك اللعبة المضايقات من سبت وفيصل لأنه لو أستمر بلا شك سيسحب منهما البساط بموهبته الربانية وقدراته الذهنية الهائلة وسرعته الكبيرة جدا في الحركة ومرونته في إستلام الكرات العالية واصطياد الكرات الهوائية البعيدة الصعبة كما يمتاز بتوقيت سليم وردود أفعال سريعة كما يمتاز بالتركيز العالي والدقة في الكرات القوية وكيفية قتلها بين يديه ولديه قدرة على السيطرة على الكرات الأرضية التي تعد بمثابة عنصر ثقة للفريق وفاعلا ومؤثرا على نتائج الفريق بشكل ايجابي كبير بالتمركز الجيد في منطقة الجزاء وتغطيته خلف المدافعين ويلعب بثقة وبجرأة وشجاعة في الإنفرادات وإمكانياته جيدة في التقاط الكرات العالية المرسلة للعمق والمرسلة من الأطراف والخروج للكرات الركنية ولديه ثبات في المرمى وهدوء وثقة بالنفس يعطى الإطمئنان لخط الدفاع ومرهـق جدا لكل المهاجميـن يجمع الإبداع والإمتاع والرقة والتألق والإبهار والإعجاز طابع خيالي أداء رجولي استبسال بطولي لو أستمر في حراسة المرمي كان سيكون أفضل حارس مرمى في العالم