مقالات متنوعة

احمد يوسف التاي : زنكلوني.. وكارثة السيول


في ذات يوم من أيام الخريف هطلت الأمطار بغزارة، وأجتاحت السيول منطقة الوادي “الأحمر” فدمرت المنازل، ونفقت جراءها الماشية، ونزح السكان، المهم الناس غرقوا وشبعوا غرق وموت، ومافي زول جاب ليهم خبر، ولا حكومة ولا منظمات، والناس هناك اتملت غضب وغليان شديد من إهمال الحكومة وتجاهلها لهم ..
وقام الناشطون، وناس المعارضة استثمروا صاح في الكارثة، وعبوا ليك الأهالي، وقفوهم نار تُكُل -بضم التاء والكاف – والصحف أيضاً نفخت وما قصرت، وخرجت بـ “مينشيتات” حمراء من شاكلة” انهيار شامل للمنازل في كارثة السيول والأمطار بمنطقة كذا”، “نزوح آلاف المواطنين بسبب السيول والأمطار”، وكان كتاب الأعمدة والمقالات يتحدثون عن فشل ذريع للسلطات في مواجهة الكارثة، وإهمال حكومي غير مسبوق، ومعاناة الناس هناك، في وقت اشتعل فيه غضب المتأثرين وقد بلغ منتهاه .
يا زول ناسك بعد شحن المعارضة والناشطين وقفوا بالونة، ما بستحملوا الهبشة، وحلفوا إنو بعد التأخير دا لو جاهم أي مسؤول، بعفصوه هو وعربيتو وناسو.. لكن السيد زنكلوني بزنكلونيته المعهودة، امتص غضب الأهالي البسطاء، بعد أن أجاد فنون “الزنكلة” و”الخم” سيطر على الموقف تماماً وخطب في المنكوبين الغاضبين وأنساهم مأساتهم، وقد جاء في خطابه: (أولا يا أحباب رسول الله، ويا أحفاد العالم الرباني فلان الفلاني، أحمدوا الله، وتاني أحمدوا الله، قولوا الحمد لله رب العالمين، رددوها بصوت عالٍ، نريدها عالية، نريدها داوية نباهي بها ملائكة السماء “الحمد لله رب العالمين” قولوا وراي الحمد الله الذي أنعم علينا بهذه النعمة والخير الوفير الحمد الذي خصنا دون سائر عباده بهذا الامتحان والبلاء العظيم، لأنو الله بحبكم يا جماعة، وإذا أحب الله عبدا ابتلاه، وكون الله سبحانه وتعالى يحبكم، ويختاركم من دون الناس لهذا الإبتلاء دا شرف عظيم ليكم يا جماعة، عشان كدى يا جماعة أحمدوا الله على هذه السيول وهذا الإبتلاء.. هسي يا جماعة أخير ليكم تدمر السيول بيوتكم وتشرد أطفالكم، وتقتل بهايمكم وربنا يكون راضي عنكم ويختاركم لتكونوا من أهل محبتو وجنتو، ولا أخير ليكم تسكنوا في عمارات والله غضبان عليكم وتكونوا من أهل النار (الجماهير تجيبه أخير لينا خراب البيوت).. الله أكبر، الله أكبر، خلاص قولوا الحمدلله وماتشتكوا الخالق لمخلوق، لأنو دا كفر صراح…
إخواني الكرام إنتو والله محظوظين بهذا الابتلاء، ﻷنو ربنا اختاركم من دون الناس لهذا الامتحان،آااااالله أكبر ولا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون ولو كره المجرمون ولو كرهت المعارضة العميلة الخائنة التي أرادت أن تسوّق بضاعتها البائرة باستغلال هذه النعمة، وأقول ليكم أبشروا بحب الله لكم وهنيئا لكم بهذا الحب الرباني، لأن الله إذا أحب عبدا ابتلاه زي ما قلت ليكم، أما يرضيكم أن الله أحبكم انتو بس، ومعلوم يا جماعة طريقنا دا طريق ابتلاءات لأنه طريق الرسل والأنبياء والصالحين وتأكدوا أن الإبتلاء كلما، كان قاسيا يعني أنكم قريبين من الله ،آآآآآلله أكبر اآآآآآلله أكبر ،لاآآآآآ إله إلا الله لاآآآآآ إله إلا الله، عليها نحيا وعليها نجاهد وعليها نموت وعليها نلقى الله، لا لدنيا قد عملنا نحنا للدين فداء فلتُرق منّا الدماء، فلتُرق منهم دماء فلتُرق كل الدماء.. والجماهير تردد الهتافات وراء زنكلوني، وبعد داك فات خلاهم يعاينوا للموية والضبان والبعوض.. أبو الزفت.