مقالات متنوعة

سمية علوي : أساعد من دون أن أتدخل!


حينما أصادف سوريا وبخاصة إن كان بصيغة المؤنث، ينتابني شعور بالحزن.. أحس أنهم أولاد عز وبنات دلال كبير قبل أن تنقلب عليهم الدنيا وتغدر..

حقيقة هذه الدنيا ما لها أمان «ويا سعدك يا فاعل الخير!».. إذ بين عشية وضحاها باتوا من دون بيت ومن دون أرض، وأرض الأجداد غالية لا تعوضها أرض ثانية حتى وإن ظلوا معززين مكرمين عندنا في الجزائر، إلا أنّ حنينهم إلى قهوة أمّهم سورية يلح عليهم، ويظهر كلما نظرت إلى عيونهم الشامية..

نحن في الجزائر لم نشأ تركيزهم داخل مخيمات أو مراكز خاصة باللاجئين، لقد عملنا على الحفاظ على كرامتهم أسوة بأميرنا عبدالقادر الذي اختارهم أهلا له بعد أهله، وأنصارا لقضيته بعد هجرته مكرها من طرف فرنسا الاستعمارية.. لذلك فإن الشاميين يعيشون بيننا، ويحظون بحياة وسط أهلنا بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ، أما أولادهم، ففي مدارسنا يستفيدون من مجانية التعليم مثلهم مثل أي طفل جزائري، ومن دون حتى أي إثباتات لمستوى الأولاد! فقد كان يكفي التصريح بالشرف ليكون لنا شرف الاحتضان «ولي ثقيلة عليهم خفيفة علينا».. وبعيدا عن كل المزايدات، معروف علينا والتاريخ يشهد أننا دائما إلى جانب المستضعفين، نحس بألمهم ويصلنا أنينهم، لأننا عشنا الظروف ذاتها «وما يحس بالجمرة غير إللي كواتو»، لذلك نعمل بكل الوسائل المتاحة على التخفيف عنهم إلى أن تنجلي هذه الغمامة، وتغادر الجماعات المسلحة والجنسيات الأجنبية أرضهم، لتترك الشام لأهلها فهم أدرى بشعابها، ولا مندوحة لنا جميعا عن هذا الأمر، لأنهم الأعرف بما يليق بهم والأدرى..

أما بشار وحاشيته، فالأمر داخلي بامتياز، نتركه للسوريين من منطلق مبدأ ثابت يحرم التدخل في الشؤون الداخلية للدول! وعلى حسب معرفتي، فإنّ جميعنا يكره أن يتدخل الأغراب في مشاكله العائلية! و«للحديث قياس».