تحقيقات وتقارير

ماذا حدث مع البارونة كوكس فى جلسة مجلس اللوردات البريطانى؟(1-2)


بموازاة التحسن المطرد فى العلاقات الرسمية بين السودان والمملكة المتحدة تنشط وبشكل جنوني مجموعات الضغط المعادية للسودان وذلك بهدف تخريب علاقات السودان بالدول الغربية.
وتعتبر اللوبيات الأروبية المعادية للسودان الأضعف مقارنة بتلك الموجودة بالولايات المتحدة وجميعها باتت تشعر الآن بأن تأثيرها على مجريات الأحداث، سواء دعم التمرد في داخل السودان أو لدى دوائر صناعة القرار في الغرب قد بدأت في التآكل، وإنها تتراجع في قائمة أجندة الدول ومؤسسات السياسة الدولية، وكذلك التطورات في السودان تسير في غير صالحها. ومع ذلك، تحاول بعض هذه المجموعات ممارسة نوع من التأثير والضغط عسى أن تنجح في لعب أدوار ما، ومن هذه منظمة “التضامن المسيحي” والتي تختزل في شخصية البارونة كوكس.
ففى هذا الصدد، عقد مجلس اللوردات البريطاني في الأول من مارس من العام الجاري جلسة أُستجوبت فيها وزير التنمية الدولية البارونة فيرنا.
زخم إعلامى
وخُصصت الجلسة لمناقشة الأوضاع الإنسانية في السودان،وكان توقيت طرح هذا الموضوع- والذى يعتبر من أبرز شعارات فصائل التمرد في جميع منابر التفاوض- يكشف مدى التطابق في الأجندة بين البارونة كوكس ومجموعات التمرد التي تدعمها.
وقد جاء عقد الجلسة بطلب من البارونة كوكس وتزامن توقيت عقد الجلسة مع تزايد وتيرة التحركات التي تقودها منظمات أخرى معادية للسودان، ورغم أن كوكس سعت لخلق زخم إعلامي يُصاحب إنعقاد الجلسة يؤدي بالنتيجة لإحياء الجهود المعادية للسودان مجدداً إلا أن النتائج تبدو غير ذلك تماماً.
أسئلة وردود
وخلال جلسة الإستجواب تساءلت البارونة كوكس حول موقف الحكومة البريطانية حيال ما أسمته تعرض المدنيين في المنطقتين (النيل الازرق وجنوب كردفان) لاعتداءات مسلحة؟ جاء رد البارونة فيرونا التي قالت إن (الحكومة البريطانية قدمت مساعدات منقذة للحياة للمتأثرين بلغت قيمتها 36.5 جنيه استرليني في استجابة لنداء الامم المتحدة، وبهذا نكون ثالث أكبر مانح للسودان خلال العام 2015).
ووصلت “فيرونا” ردودها حيث قالت (تواصل الحكومة البريطانية مساعيها لإيجاد تسوية سياسية من خلال جهود الاتحاد الافريقى المتوقع إنطلاقها قريباً).
وقالت فيرونا كذلك رداً على سؤال آخر إن (العقوبات الأمريكية-تجاه السودان- أمر يخص الولايات المتحدة لكننا مستمرون في دعم الجهود لتقوية فاعلية عقوبات الأمم المتحدة في دارفور و كذا حظر الأسلحة الذي يفرضه الإتحاد الاروبي علي السودان).
على أن الأهم هنا- وتعليقا على إستخدام تعبير “الفظائع” في الجلسة- قول فيرونا (إن الوضع حساس لذا علينا أن نكون حريصين في إختيار الكلمات خاصة أننا مستمرون في الحوار بجدية كاملة وأولوياتنا الآن هي الوصول إلى المتضررين لتقديم العون لهم وذلك من خلال التعاون مع جميع الأطراف بما فيها الحكومة السودانية).
صرامة وتماسك
من الواضح أن ردود وزيرة التعاون الدولي البريطانية على الأسئلة التي طرحتها البارونة كوكس وآخرين خلال جلسة مجلس اللوردات البريطاني قد أتسمت بالصرامة والتماسك، رغم الجهود التي بذلتها كوكس لتعبئة النواب ضد السودان، وذلك ينم عن تحول كبير في السياسة البريطانية، ففى السابق كانت مثل هذه الجلسات عادة ما تسفر عن قرارات تنفيذية صارمة ضد السودان تتبناها الحكومة وتعمل على تمريرها داخل المجلس عندما كانت السياسة البريطانية داعمة- وبشكل مطلق- لحركات التمرد المناهضة للحكومة، ويبدو – من خلال ردود وزيرة التعاون الدولي البارونة “فيرونا”- أن تحولات جوهرية قد طرأت، حيث غدت السياسة البريطانية إزاء السودان تقوم على التواصل مع الحكومة عبر القنوات الديبلوماسية لمناقشة كافة القضايا والإستماع لوجهات نظر الحكومة بدل خصومها فقط.
مجموعات ضغط
كانت منظمة “التضامن المسيحي” تستغل التعاطف والحماس الأخلاقي الذي يتولد من القصص والأساطير التي تغسل بها أدمغة الغربيين، حيث كانت تعتبر حليفاً موثوقاً للمتمردين في جنوب السودان وعملت هذه المنظمة على تكريس مزاعم الإضطهاد والقمع والإسترقاق كممارسات تقوم بها الحكومة السودانية، ولكن خفت صوتها مؤخراً وبرزت مجموعات أخرى منها: (ايجست ترست) وشن السلام (ويجين بيس) وتعتبر هاتان المنظمتان في الوقت الراهن من أكثر المجموعات عداءاً للسودان وتربطهما بحركات التمرد في السودان صِلات وثيقة، حيث تعمل “ايجست ترست” على الترويج لمزاعم “التطهير العرقي” و”الإبادة” و”الإغتصاب” عبر سلسلة من التحركات والأنشطة والتصريحات الإعلامية، وبينما تعمل منظمة “شن السلام” على تنظيم أنشطة في مناسبات متعددة لإثارة الإعلام ضد السودان، كما تصدر تقارير وبيانات ضد الحكومة بشكل مستمر، وتقدم هذه المنظمة التي ترتبط بصلات وثيقة مع حركات التمرد خدمات المساعدات القانونية لطالبي اللجوء السياسي و تتولى نشر مزاعمهم وقصصهم حول ما جرى لهم في السودان في وسائل الاعلام.
تاريخ طويل
كما أوضحنا سابقاً، فإن للبارونة كوكس تاريخ طويل من العداء للسودان ودعم الأنشطة العدوانية تجاهه، فقد زارت خلسة مناطق النزاع في السودان عدة مرات، كما كشفت مؤخراً وخلال جلسة مجلس اللوردات أنها قامت بزيارة ولاية جنوب كردفان .
وكان السودان قد تقدم فى 2013 بشكوى رسمية لدى الحكومة البريطانية ضد كوكس لخرقها الأعراف الديبلوماسية.
بجانب الإختلاقات حول الرق والإسترقاق وغيرها، كانت قصة المدعوة زينب الناظر من أشهر الأكاذيب التي روجّت لها البارونة كوكس، وقد كشف ناشط سوداني وهو د. عقيل أحمد عقيل والذي كان شاهد عيان على جميع الأحداث كشف عن ( قيام كوكس والمعارضين السودانيين بتشويه صورة السودان ووصمه بتهمة تجارة الرق وذلك عن طريق قصص ملفقة وأفلام %

smc