مقالات متنوعة

عامر باشاب : تكريم “الدلاقين”.. “ظهورنا بيكم”..!!


{ كم تمنيت أن تفاجئنا مجموعة (قلوبنا ليكم) بتكريم حقيقي (تكريم ليهو قيمة) للمبدعين الذين ظلت من حين لآخر تقدم كشفاً بأسماء عدد منهم معلنة ومدعية تكريمهم والاحتفاء بهم تقديراً لما قدموه، عبر احتفالية ما في مكان ما، لتأتي سلسلة التكريمات التي نفذتها هذه المجموعة حتى الآن باهتة وماسخة.. على شاكلة (تكريم الكراتين.. وتكريم الدلاقين) الذي سخر منه الكثير من عمالقة الإبداع، من بينهم الفنان العظيم الراحل “عثمان حسين” وملك الطنبور “عثمان اليمني” وقالها قبلهم البروفيسور العلامة “عبد الله الطيب” (تكريم الدلاقين والخشب لا ينفعنا بشيء).
{ بالفعل تكريم (الدلاقين والكراتين) يعدّ نوعاً من الهزل والاستخفاف والاستهبال، وهي تكريمات لا تضيف للمبدع، بل تنتقص من قدره وتأخذ من هيبته.
{ وأعتقد أن من يريد أن يحتفي بمبدع ويكرمه تكريماً حقيقياً لابد أن يجتهد ويبذل كل طاقته في تنظيم تكريم يليق بمكانة المبدع الذي اختار أن يرد له جميل العطاء، ولأجل ذلك يسخر كل إمكانياته ويستثمر علاقاته ويحشد المعاونين على النجاح ويشرك المؤسسات الاقتصادية ويستقطب رجال المال والأعمال لكي يساهموا بشكل أو بآخر في تكريم المبدع أو المبدعين المستهدفين حتى تخرج تظاهرة التكريم بمعايير الجودة الشاملة وبشكل يتناسب مع قدر أهل الإبداع، تماماً كما كان يفعل نصير المبدعين الراحل “صلاح محمد عثمان يس” مؤسس منتدى الخرطوم الثقافي العائلي أو كما فعل الخبير الإعلامي الراحل “حسن ساتي” عبر تكريمه الفخيم لـ(الفرعون وردي) أو كما يفعل الآن الأستاذ “السموأل خلف الله” عبر أروقته.
{ حقاً نريدها برامج تكريمية هادفة، لها وقع طيب في نفوس المبدعين الذين غابت عنهم الأضواء وكادوا أن يصبحوا في طي النسيان.. تكريم يرفع الروح المعنوية ويقدم الدعم والسند الذي يحتاجه الكثير من المبدعين السودانيين الذين تحسبهم أغنياء من التعفف.
{ نعم التكريم الأدبي مطلوب، لكن المادة مهمة وتلعب دوراً كبيراً في تقييم المبدع، خاصة أن معظم مبدعينا يعيشون ظروفاً معيشية قاسية.. فماذا يعني أن نقدم شهادة تقديرية أو وشاحاً لمبدع يحتاج لعلاج أو لسكن أو لغير ذلك من الاحتياجات.
{ بماذا تنفعه تلك الشهادة أو ذلك الوشاح؟!!
{ أخيراً.. أقول إن غالبية الجمعيات بمسمياتها المختلفة التي ظهرت في السطح في الآونة الأخيرة بدعاوى تكريم المبدعين، أرى أنهم حتى الآن لم يكرموا أحداً بالمعنى الحقيقي للتكريم، بل إنهم ظلوا يكرمون أنفسهم بالظهور تحت وهج المبدعين وبريق أسمائهم.. هذه الظاهرة، الأنسب أن نطلق عليها مسمى (ظهورنا بيكم).

} وضوح أخير
{ أرجوكم اتركوا الخبير الإعلامي المخضرم “حمدي بدر الدين” في حاله، وكفاية (تلتلة) للرجل بحجة ودعاوى التكريم الزائفة.