د. عبير صالح

كشكول صحي عن ضغط الدم المرتفع


هوالضغط الذي يبذله الدم على جدار الأوعية الدموية سواء كانت شرايين أو أوردة أو شعيرات دموية
• صورة مبسطة لعمل القلب:
يدفع القلب الدم عبر أوعية دموية تدعى الشرايين، الى كافة أنحاء الجسم ليزود الأنسجة والخلايا بالأوكسجين والمواد المغذية للنمو، وتقوم هذه الشرايين بتنظيم الضغط وكمية الدم التي تمر بها عن طريق التمدد والتقلص المنتظم مع نبضات القلب، واذا فقدت هذه الشرايين مرونتها لأي سبب من الأسباب، تزيد عندها المقاومة لمرور الدم فيرتفع ضغط الدم

وهناك نوعان من الضغط يتم قياسهما هما
الضغط الانقباضي: ويقاس عندما ينقبض القلب أثناء عملية الضخ
الضغط الانبساطي: ويقاس عند استرخاء القلب لاستقبال الدم القادم من الجسم
وهذا يقودنا الى تعريف مصطلح أكثر شمولاً وهو ضغط الدم الشرياني:
ضغط دم الإنسان الشرياني هو النسبة ما بين الضغط الانقباضي والضغط الانبساطي، والوحدة المستخدمة في القياس هي ملم زئبقي
معلومة: أن قيم ضغط الدم تختلف خلال اليوم، فتكون أعلاها عند الصباح وأقلها في الليل
النسبة في الإنسان الطبيعي هي 120/80 والوحدة المستخدمة في القياس هي ملم زئبقي.. سبحان الله قوة انقباض القلب ترفع الزئبق وهو من أثقل المعادن متراً و20 سم.. لا نقول إلا سبحان رب العالمين.. كما أن منظمة الصحة العالمية تعتبر أية زيادة في ضغط الدم عن 130/90 أمراً غير طبيعي
بعد هذه النبذة التعريفية ما هو ارتفاع ضغط الدم.. وما هي آليته.. وما هي أعراضه؟
التعريف: هي حالة مرضية تؤدي الى بقاء ضغط الدم في المعدل المرتفع بشكل مزمن
يشير مقياس ضغط الدم الى مقدار الضغط الذي يبذله الدم على جدران الشرايين التي تقوم بنقله من القلب الى سائر أجزاء الجسم، وفي بعض الحالات لا يستطيع الدم أن يمر بسهولة من خلال الشرايين نتيجة لضيقها أو إصابتها بالتصلب، وفي هذه الحالة سيرتفع الضغط حتى يضمن استمرارية مرور الدم من خلال هذه الشرايين المصابة.
هل هناك أعراض ل(ارتفاع ضغط الدم)؟
ارتفاع ضغط الدم غالباً لا يسبب أية أعراض الى أن يأتي الوقت الذي يكون فيه قد سبب كماً ملحوظاً من الدمار بالجسم.
إن ضغط الدم المرتفع مثل أمراض خطيرة أخرى كثيرة لا يسبب أعراضاً، حتى يكون ببطء وفي صمت قد ألحق ضرراً بالغاً بأعضاء مختلفة مما يجعل أداءها الوظيفي يتدهور.
كثير من الناس يتعايشون مع ارتفاع ضغط الدم على مدى سنوات، والوسيلة الوحيدة لمعرفة أن لديهم ارتفاعاً هي قياس الضغط، وأكثر الأعراض التي يسببها هي الصداع عادة في مؤخرة الرأس، وخاصة عند الاستيقاظ في الصباح والدوار والدوخة ومع ذلك فالصداع غالباً ما يكون خفيفاً، وبالتالي يهمله المريض.
وعندما يصبح ارتفاع ضغط الدم شديداً فقد يسبب ظهور الأعراض الأكثر شدة وهي:
الصداع الشديد- إزدواجية الرؤية- نزيف من الأنف- سرعة دقات القلب-طنين الأذن- ارتعاشات عضلية، ويمكن أن يحدث أي
والزيادة الشديدة الى مستوى قد يسبب حالة خطرة وتسمى ارتفاع الضغط الخبيث، وهذا يستدعي دخول العناية المركزة لخفضه في وقت قليل جداً (ساعات) حتى لا تحدث مضاعفات سريعة تؤدي الى الوفاة.
ما هي أنواع ارتفاع ضغط الدم؟
ارتفاع ضغط الدم الأولي أو الأساسي: إن الغالبية العظمى من حالات ارتفاع ضغط الدم حوالي 95%لا يكون لها سبب معروف، وقد يبدأ ارتفاع ضغط الدم في أي سن ولكنه عادة يبدأ في المرحلة المتوسطة من العمر.
كما أن ارتفاع ضغط الدم الأساسي لهؤلاء يكون في تاريخهم الوراثي في عائلات معينة واختلافات عرقية وقد يكون أيضاً من العوائل التي لها تاريخ موت مبكر بأمراض القلب في الأقرباء من الدرجة الأولى.
وكذلك العوامل البيئية قد تساعد، والتوتر والحياة اليومية غير المستقرة والتدخين والتقدم في السن.
ارتفاع ضغط الدم الثانوي: 5% من ارتفاع ضغط الدم ثانوي نتيجة لعدة أسباب منها:
أمراض الكُلى: تلعب الكُلى دوراً خطيراً في التحكم في ضغط الدم وكثير من الأمراض التي تؤثر على الكُلى منها ما يرفع ضغط الدم مثل مرض السكر والالتهاب الكلوي وضيق الشرايين الرئيسية للكُلى.
الأدوية: أكثر العقاقير التي قد تسبب ارتفاعاً في ضغط الدم حبوب منع الحمل المحتوية على الإستروجين وحبوب الهرمون الدرقي والكوكايين وعقاقير القشرة الكظرية والبخاخات المضادة للاحتقان الأنفي، كما أن الكافيين والكحوليات أيضاً ترفع ضغط الدم.
أمراض الغدد الصماء: مثل الفيوكروموسيتوما وهي ورم نادر تنتج منه مواد تؤدي الى ارتفاع ضغط الدم، وأيضاً متلازمة كوشن ومتلازمة كون….الخ
أمراض القلب من اختناق الشريان الأورطى
بعض حالات الحمل
متى تشخص بأنك مريض بارتفاع ضغط الدم؟
كما سبق ذكره أن الارتفاع في ضغط الدم قد يمر من غير أعراضٍ، لذا سمي بالقاتل الصامت.
يقوم الطبيب بقياس ضغط الدم ويشخص ضغط الدم المرتفع بعد أن تكون قراءات ضغط الدم مرتفعة عن المعدل بالنسبة للشخص على الأقل 3 -4 قراءات، وفي مناسبات مختلفة يكون بينهما 3 -4 أسابيع، ويفضل أن تكون القراءة في نفس الوقت من اليوم.
ويقوم الطبيب أيضاً بفحص العين ومعرفة التاريخ الطبي للمريض (الوراثة)، والعوامل المساعدة لظهوره (السالفة الذكر).
يقوم الطبيب بعمل بعض الفحوصات لمعرفة سبب الضغط المرتفع، اذا كان من النوع الثانوي أو معرفة اذا كانت هناك مضاعفات قد حدثت، وذلك ب:
عمل فحص وظائف الكُلى- فحص مستوى السكر في الدم- فحص الكوليسترول في الدم والدهون الثلاثية- عمل رسم للقلب وموجات صوتية اذا لزم الأمر- وكل ما يرى الطبيب من فحوصات تساعد على التشخيص.
ماذ يحدث اذا ترك ضغط الدم المرتفع من غير علاج؟
هذا يؤدي الى الآثار السلبية وحالات الوفاة المفاجئة للمضاعفات التي يسببها هذا المرض.. ومن أهمها:
السكتة الدماغية- الجلطة القلبية وقصور القلب- الفشل الكلوي وتلف قاع العين والعصب البصري.
يجب التحكم التام في ارتفاع ضغط الدم، حيث إن التحكم لمدة 5 سنوات يقلل من فرص الإصابة بالأزمة القلبية بنسبة 20%وفرص الإصابة بهبوط القلب بنسبة أكبر من 50%
ما هو علاج ضغط الدم المرتفع؟
أفضل طريقة للتحكم في ارتفاع ضغط الدم هو تغيير نظام الحياة اليومي، ولكن في بعض الحالات يكون تغيير نظام الحياة غير كافٍ، لذا يجب في هذه الحالة إضافة العلاج الدوائي.
من أجل ضمان نجاح علاج ضغط الدم المرتفع يجب أيضاً علاج أي مرض مصاحب له كالسالف ذكرها، فمرض السكر وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم كل منهما يساعد على ارتفاع ضغط الدم.
أكثر من 99%من حالات ارتفاع ضغط الدم لا يمكن شفاؤها، ولكن يمكن بالعلاج المستمر السيطرة على ارتفاع ضغط الدم، بمعنى إعادته لصورته الطبيعية، وفي الغالب فإنه يستمر مدى الحياة، فالسيطرة عليه لا تعني الشفاء منه تماماً.
إن ارتفاع ضغط الدم ليس بالضرورة أن يكون نتيجة للعصبية والتوتر، فقد يصاب به الإنسان حتى وإن لم توجد عوامل انفعال وتوتر وعند تشخيصه يجب الاستمرار في العلاج دون توقف اذا كان يحتاج لعلاج وليس مجرد المهدئات.
يمكنك أن تعلم نفسك كيف تقيس ضغط دمك، ولكن معظم هذه الأجهزة سواء كانت في الأصبع أو الرسغ، فإنها تتفاوت في وقتها لذا عليك مراجعة الطبيب من وقت لآخر لمعرفة القياس المضبوط لضغطك.