عالمية

سعوديون “ألحدوا” وذهبوا للعيش في “تل أبيب”.. وأحدهم منعه “القرآن” من إعلان كفره


قال د. محمد البشر، أستاذ الإعلام السياسي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، إن فئة الشباب هي الأكثر عددا خصوصا في المجتمعات الخليجية، وفي السعودية بوجه خاص، وهم الفئة الأكثر التي توجه إليها رسائل الإعلام الجديد، ومن ثم لا بد من تأهيلهم للتعامل مع هذا الإعلام، وتوعيتهم، وتوجيههم سياسيا وفكريا وثقافيا.

وتناول الدكتور محمد البشر في أولى محاضرات المنتدى العالمي للشباب، المقام حاليا في إسطنبول، أثر الإعلام الجديد في تشكيل قيم الشباب وأفكارهم”، وتطرق لمفاهيم الإعلام الجديد، وخصائصه، وأهدافه، وتأثيراته، وسلبياته، وإيجابياته.

كما تناول الجانب السلبي لمواقع، ووسائل الإعلام الجديد في تشكيل قيم الشباب، وأفكارهم، وتغييرها، وحددها في عدة أمور منها: انتشار المنكرات العقدية من ألحاد، وبدع، والطعن في الدين، والنصوص الشرعية وتجريح العلماء، والتكفير والغلو، والغيبة والسخرية من الآخر، وانتشار المنكرات السلوكية، والعزلة الاجتماعية.

وأشار الدكتور البشر أن هناك شبابا سعوديا ألحدوا، وكفروا بالدين بل كفروا بكل شيء، وأن منهم من تخلى عن دينه، وهناك حالات من السعوديين تخلوا عن كل جنسياتهم، ووطنهم، وذهبوا إلى تل أبيب في إسرائيل للعيش هناك.

وقال إنه التقى مع بعض المبتعثين السعوديين في بريطانيا في حوارات منفردة، واطلع على حالات صعبة ممن تأثروا بأفكار الإلحاد والتغريب، وأن أحد هؤلاء كان يكفر بكل شيء إلا أن القرآن الكريم كان يحول دون إعلان كفره، لأنه كلما قرأه تأثر به، وبآياته، ومعجزاته.

وتطرق الدكتور البشر مصادر التنشئة الاجتماعية، وحددها في: الأسرة، المدرسة، الأقران، وسائل الإعلام، وشدد على أن الإعلام الجديد هو الأكثر تأثيرا في الشباب.

مؤكداً أن الهدف هو “محاولة إحداث أثر”، وهذا هدف الإعلام، ومقياس نجاح الرسالة الإعلامية.

مشيراً إلى أنواع التأثير في الدراسات الإعلامية، وقال إن أبرزها التأثير في مستوى المعرفة والوعي، والمواقف والاتجاهات والسلوك.

موضحا التأثير الإيجابي للإعلام الجديد في تشكيل قيم الشباب ومنها: زيادة الوعي الشرعي، ومتابعة أهل الدعوة، والعلم والتضامن مع المسلمين، وزيادة الوعي السياسي والأمني، وزيادة الوعي العام بالبيئة المحيطة الداخلية والخارجية، والرقابة واستشعار المسؤولية والترفيه المباح، وزيادة الفرص المادية والكسب الحلال والتسويق من خلال التواصل الاجتماعي.

ومن جانبه تحدث الدكتور فهد بن عبدالعزيز الغفيلي، مدير إدارة المعلومات بالإدارة العامة للأمن الفكري بوزارة الداخلية السعودية في محاضرته عن “الإعلام الرقمي بين إساءة الاستخدام وجهود التحصين”، مبينا موقف العرب من الإعلام، وأنهم صنعوا الإعلام، ومعجزة المسلمين كانت إعلامية، وهي القرآن الكريم.

وقال “أجهزة استخبارات عالمية تدير إعلام “داعش” الإرهابي، وتحدد مواقفهم الإعلامية”.

كاشفا انهم مجرد أدوات “غبية” في أيدي قوى استخباراتية ذكية، ومؤثرة. محذرا من إعلام هذه الجماعات الإرهابية التي تستهدف الشباب سمعيا، وبصريا، وذهنيا. مؤكداً مخاطر الفكر الإرهابي على الدول، والمجتمعات، والأفراد.

الجدير بالذكر أن فعاليات منتدى “أثر الإعلام الجديد في تشكيل قيم الشباب”، الذي تنظمه الندوة العالمية للشباب الإسلامي، والمنتدى العالمي للشباب انطلق اليوم في إسطنبول بحضور عدد من الأكاديميين والمختصين والخبراء في مجال الإعلام وقضايا الشباب، والذي يستمر يومين، ويشارك فيه 150 شابا من 35 دولة، ويشتمل على محاضرات وندوات وورش عمل ولقاءات حوارية مفتوحة، واستعراض للتجارب الإعلامية الناجحة ومبادرات للشباب.

حيث أكد الأمين العام المساعد للندوة العالمية لشؤون الشباب، والمشرف العام على المنتدى، الدكتور عبد الكريم بن عبد الله العبد الكريم، في الجلسة الافتتاحية للمنتدى على الدور الذي تقوم به الندوة العالمية للشباب الإسلامي منذ ٥ عقود منذ نشأتها في احتضان الشباب وتحصينهم من الأفكار المتشددة والغريبة، وغرس منهج الوسطية والاعتدال، وتأهيلهم علميا ورعايتهم تعليميا، وتدريبهم وإصقال مهاراتهم، وتعزيز قيم الإيمان والمواطنة وخدمة مجتمعاتهم، وتحمل مسؤولياتهم الاجتماعية.

وقال “العبد الكريم” إن البرامج التي تنفذها الندوة العالمية، وخصوصا التعليمية ساهمت في تخريج الوزراء والمسؤولين والمفكرين والأكاديميين والأطباء والمهندسين والمعلمين من مختلف أنحاء العالم، وأشار إلى البرامج التدريبية والتأهيلية التي تهتم بها الندوة العالمية والملتقيات الدولية المخصصة للشباب، والتي يشارك فيها نخبة من العلماء والدعاة وأصحاب التجارب الناجحة، وأضاف أن هذه المنتديات شجعت المبادرين وأصحاب المواهب على تقديم تجاربهم والاستفادة منها.

وأكد المشرف العام على المنتدى على ضرورة استثمار طاقات الشباب ورعايتهم من قبل الجهات الرسمية بالتعاون مع المؤسسات الخيرية والتطوعية، وحذر “العبد الكريم” من الجهات التي تستهدف الشباب، وقال إن أعداء الإسلام يستهدفون الشباب ويوجهون سهامهم إلى شباب المسلمين، ويريدون خلخلة معتقداتهم وتشويه أفكارهم، وأضاف قائلا: لقد وجدنا شباب انزلق في العنف والتكفير والإرهاب، واستباحة الدماء المعصومة، وهناك من انزلقوا في أفكار الشك والإلحاد، مطالبا بضرورة تضافر الجهود الرسمية والتطوعية لتحصين الشباب من هذه الأفكار المنحرفة، وتعزيز منظومة القيم، وغرس منهج الوسطية والاعتدال وحب الأوطان، وتحمل المسؤولية الاجتماعية.

وقال الدكتور العبد الكريم أن المنتدى “شبابي” في تنظيمه وفي أفكاره وفي نقاشاته وفي أبحاثه وفي جميع برامجه وفعالياته.

صحيفة سبق