رأي ومقالات

العرس هين ..الكلام الجرتق


تفاصيل الزواج السوداني ..الى من ترجع؟؟.. من هو اول من ابتكر قصة (الجرتق) ؟؟ ..والى ماذا ترمز؟؟ ..هل هناك من أغفل الجرتق وعاش حياته سليما معافى من (الكبسة؟) ..مسلمات ننفذها مغمضين العقل قبل العين …المشكلة ان هذه التفاصيل بدلا عن الخضوع للنقاش في الجدوى منها ..تضخمت وصارت غولا يخيف الشباب ويبعد عنهم فكرة الزواج ..حتى تصير سرابا ….صديقتي مها ..استنجدت بي لمساعدتها في تلبية طلبات العروس ..اختها الصغيرة ..انا أصلا جنى وجن العروس البتتدخل في تفاصيل العرس ..نحن زمان ما كنا عارفين الفنان منو ..لكن بنات الزمن دا ..الله يدينا خيرهم…قالت لي مها ان اختها تريد (كوشة لؤلؤية ليوم الزفاف …بينما تريد كوشة كلاسيك ليوم الجرتق) …الجرتق أفردوا له يوما كاملا ..ذلك الذي كان زي درس العصر في يوم الزفاف ..بعد انتهاء الحفل ..يفرشون احد العناقريب بمفرش الجرتق ومن يؤتى بصينية الجرتق ..وتأتي احدى الحبوبات المبكرات بالولد لكي (تجرتق) العرسان ..وتوتة خلصت الحدوتة …لكن الزمن تغير ..ويبدو ان السودانيين قد اتخموا بالزمن والمال ..فصار لكل خطوة في الزواج السوداني يوم بأكمله ..المهم ..عندما سألنا عن أسعار كوشة الزفاف ..انا شخصيا ..خفت على نفسي من ارتفاع السكري ..تذكرت انني قرأت تعليق احدى الصديقات في الاسافير على ارتفاع اسعار (الكوش) ..كتبت تقول (تكون الكوشة بالعريس شكلها)…يبدو ذلك والا كيف تفسر ان تكون هناك كوشة بعشرين الف بالجديد ؟؟ ..والشئ المضحك ان عروس هذه الايام قلما تجلس على هذه الكوشة …اما الجرتق فهو كوم تاني ..الكوشة وتفاصيلها ..الكلاسيك اتضح انها عبارة عن (عنقريب ) عادي حق حبوبتي وحبوبتك ..كان يمكن ان يتواجد في اي بيت لولا مزاحمة الماليزي والدمياطي ..ويتم تعليق كم طبق كنا نغطى به صينية الاكل في ذلك الزمن الجميل ..ومن ثم صينية الجرتق العادية التي كانت محفوظة في اي بيت ..دخلنا في مفاوضات لانقاص السعر ..في النهاية وقفنا على سبعة الف (بدون العريس) ..وبدون صينية الجرتق ..ذلك انني اقنعت مها بأن الصينية يمكن احضارها من اي مكان اخر …يوم الجرتق ..تم استلاف صينية جرتق بكل مستلزماتها من احدى قريباتهم ..بينما كانت الفنانة تصدح في الصالة ..والناس في شغل عنا ..جذبتني مها قبل الذهاب الى حفلة الجرتق لتسألني (الصينية ام حققه دي بختوا فيها شنو؟؟ )..قلت بثقة (ضريرة ..وبخور وكمان تختي ليك فتيل صندلية كدي وريحة فلور دمور ..سوار دي باريس ..حاجة كدا )..انبسطت من نفسي ومن معرفتي بالتفاصيل ..لكن مها كانت بالمرصاد (يا عبقرينو ..الضريرة مكوناتها شنو؟؟ انا ذاتي ما عارفة ليه نحن محافظين على عادات فرعونية لي هسع؟) ..(يا زولة انا قريت قبل كدا انو العرب برضو كانت عندهم واسمها الذريرة )..صاحت مها (ذريرة ..صريرة ..المهم طلعينا من حالتنا المريرة دي ..الضريرة دي تتكون من شنو؟؟) ..اسقط في يدي ..وانا اعرف من وين؟؟ ..قلت لها (غايتو كان فيها محلب ) ..نادت احدي قريباتها لكي تحضر المحلب ..وسارعت انا بالزوغان لكي الحق بالغناية .. في لحظة الجرتق وقد كنا بالقرب من العروس ..ما أن بدأت حبوبة مها في وضع الضريرة على رأس العريس ..حتى شممت رائحة أعرفها ..همست (مها ..انا شامة ريحة حلبة )..هزت رأسها (انتي مش قلتي لي بختوا حلبة ..وخالتي سعاد قالت لي الباقي ..خلطتهم كلهم ) ..(الله يخيبك ..انا قلت ليك محلب ) ..كتمنا الضحكة ..فقد كانت الأمور تسير على ما يرام ..ولم نسمع أي تعليق حول رائحة الحلبة التي فاحت في الصالة …بل انني سمعت احدى النساء تقول للاخرى ..(يختي الضريرة دي شكلها نوع جديد ..انا عجبتني خلاس.. شفتي لونها أصفر كيف؟؟.

د. ناهد قرناص


‫2 تعليقات

  1. د. ناهد

    شنو الفنان ما عارفاهو منو ؟

    تلقيك أصريتي على مصطفى مضوي ….ولو مشغول في ولد ” كركور ” وياهو ولد الحلة وفنانها .وما بعيد أخته درستك

    أنت في دا ..ولا في الشابات البقو يعرسو أجانب ويقبضوهم زي العجب ويجرتقوهم …من أمريكي …لباكستاني …لمغربي …لبريطاني

    لأسترالي …..الخ من أصناف الجنسيات العرسوهم بناتنا

  2. اكيد أصرت علي مصطفي مضوي و ده للناطقين بها من الأهل و الجيران في عطبرة … أما لغير الناطقين بها اكيد جابت زمراوي و ده كان فنان طمبور يغني رطانه