هيثم كابو

مجانا بـ”25″ جنيها فقط


إحدى الإصدارات الخليجية تلحق كتابا مجانا مع نسختها.. لكن أصحاب المكتبات يبيعون المجلة لوحدها والكتاب المجاني كما يفعل أهل الموبايلات إذ يبيعون شواحنها الأصلية ويضعون معها شواحن تقليد.. وهو أمر أقرب لطرفة من أعلن عن (فول بالكبدة) فقدم الفول حافا متعللا بأن (بيض بالطوة لا يعطونك معه طوة ولا بدوك جمر مع الشية بالجمر)!
ولله درها قريبة لنا من إحدى قرى الجزيرة ما كانت لترضى ببيع عنزتها وضرعها (مليان باللبن) كما يفعل غيرها بل تحلبها كالمعتاد وترضع منها صغيرها.
ولعلي يمكن أن أجعل كل ما سبق مقدمة للغط الغش في امتحانات الشهادة والذي وتر علاقات السودان ببعض الدول.. والغش غير التسريب.. فالشهادة السودانية على مر تاريخها الطويل هي الأعلى قيمة ما بين نظيراتها وقبل سنوات كان الدخول للمدارس الثانوية السودانية صعبا فيتم قبول من لم يحصل على نسبة معينة في المدارس الأخرى من مصرية أو أهلية خاصة.
لعل ما سبق وما تلاه يمكن أن نجعله مقدمة لزرة تشريعي الخرطوم لوزير الطرق والجسور والبنى التحتية في موضوع كوبري الدباسين والذي صار أخو المدينة الرياضية من رضاعة المال السائب.. فمقاول تركي ترك عظم الكوبري (وفزّ) وفئران محليون قضموا جبن المدينة الرياضية حتى أصبحت مساحتها مثل مساحة الوطن ناقصة التلت.
يمكن جعل كل السابق مقدمة لمحاكمة متهم منظمة مجذوب الخليفة الذي أخذ أموال تبرعات لجيبه ولكن المحكمة بعد إدانته أوقعت عليه عقوبة مغلظة ستكون عظة لغيره.. وإن نتمنى أن نجد من يعظ من يغتصبون الأطفال بتعليق مدان مصلوبا أعلى الكباري كل يوم في كوبري.. بدون تريقة من قلت له ذلك فقال لي حتى كوبري العطاءات يتعلق عليه.. وكباري العطاءات تعمل كوبري ما بين بورتسودان وجدة وهو أمر لو تم فإن مستسهلي قرض المديح يمكنهم نظم مدحة مطلعها:
عاوز أزور وفي الروضة اتبكا
حاجي هذا العام وناوي بالجكة