تحقيقات وتقارير

طلاب جامعيين يدلعون “البنقو” و كلمة السر “مشيت الصيدلية وما لقيت دواء” !


قصص وحكايات تجسد واقعاً مؤلماً عن طلاب الجامعات بفئاتهم العمرية المختلفة، قادتهم ظروف مختلفة لإدمان المخدرات او الإتجار بها داخل الحرم الجامعي او بأماكن مجاورة لأسوار الجامعات وكلياتها المختلفة.

تعالوا نرى كيف كشف طلاب من احدى الجامعات العريقة عن انتشار ظاهرة التعاطي والإتجار في المواد المخدرة داخل وخارج أروقة الحرم الجامعي.

(1)،السبب…(زهج وعدم برنامج)!

طالب بإحدى الجامعات حكى قصته المؤلمة التي قادته الى الإدمان بقوله ” اول مرة تعاطيت كان عمري 20 عاماً داخل الجامعة والسبب (زهج وعدم برنامج)،اضافة الى اصدقاء السوء،فهم دائماً يحاولون جذب الرفقاء وشدهم الى منطقتهم الخطرة واعطائهم جرعة من المخدر حتى يتعود على ذلك ويبدأ في البحث عن المخدرات. كان نوع السيجار التي تعاطيتها هي (البنقو) جربته لعامين والآن توقفت بعد ان هداني الله وكنت اوفر المال من مصروفي لشراء المخدرات…المخدرات تنتشر داخل الجامعة عن طريق الطلاب انفسهم فلا يوجد تاجر لبيع المخدرات داخل سور الجامعة،بل يقوم الطلاب الذين يتعاطونه بإرسال احد اصدقائهم لجلب الكمية التي يريدونها من مناطق مختلفة،فأغلب الموزعين يكونون متمركزين بالقرب من الجامعات والكليات،وكنا نتعاطى انا وبعض الأصدقاء خلف القاعات وداخل الحمامات وتحت الأشجار الكثيفة داخل الجامعة بعيداً عن انظار الرقابة ”

(2)،كلمة السر:مشيت الصيدلية وما لقيت دواء!

توجد مصطلحات ومسميات خاصة مفهومة من قبل تجار ومروجي المخدرات منها (بنقو)،(دخان)،(دوكو) وغيرها.يقف التاجر خارج الجامعة ويوحي باشارات وحركات مفهومة توضح الكمية والنوع والسعر،وهناك كلمة سرية معينة بين المتعاطين انفسهم،مثلاً عندما يكون هناك شخصان يتعاطان فانهما يقولان لبعضهما(اخبار الشديد شنو؟) وفي حالة عدم وجود المخدرات يقولون: (مشيت الصيدلية وما لقيت دواء).

(3)،صناعة البنقو وشياطين تدمير المجتمعات

في الغالب يخلط البنقو مع بعض المستحضرات الكيميائية لإعطاء مفعول قوي،وبالطبع يوجد اختلاف في جودة السيجارة لأن هنالك انواعاً مختلفة ليس لها اية فاعلية ويتم التصرف على ذلك من الوزن والرائحة واللون،وكلما كان الشخص يتعاطى كثيراً كانت معرفته بفاعلية المخدرات أقوى،ورائحة سيجارة البنقو عندما تحترق تشبه رائحة(النيم المحروق).

هذا المخدر القاتل يقطف من اوراق شجرة بعينها ويجفف،ثم تضاف له بعض المواد المخدرة وكذا عملية اخرى حتى يتم تجهيزها وبيعها.

هنالك انواع مختلفة منها الحبوب،الأبر،واللصقة وهي تشبه لصقة الجروح حيث تلصق في اماكن مختلفة في الجسم لتتسرب عبر مسامات الجلد وبهذا تعطي المفعول.وتختلف اسعار المخدرات حسب مناطق التوزيع،ويرتفع السعر متى ما كانت معروضة ضمن المناطق التي تخضع لرقابة امنية مشددة.

(4)، (70) % من الجرائم ترتكب تحت تأثير المخدرات

حذر قانونيون استطلعتهم (حكايات) من خطورة انتشار المخدرات في المجتمع،خاصة السودان دولة عبور لأنواع متعددة من المخدرات عبر الموانئ الجوية والبحرية وبالأخص ساحل البحر الأحمر،وأكد مصدر مسؤول على ارتفاع اعداد الموقوفين على ذمة بلاغات المخدرات،ما قاد لتنفيذ خطط محكمة بالتنسيق مع الجهات الرسمية الأخرى ومكافحة التهريب والموانئ والمطارات لمنع دخول المخدرات بجانب نشر التوعية بمخاطر المخدرات او تداولها.واعتبر المصدر ان (70) % من الجرائم التي ترتكب يكون فيها الجناة تحت تأثير المخدرات بأنواعها؛مشيراً لمراقبة المواد التي تستخدم في صناعة المخدرات والأدوية التي بها نسبة مخدر.وكشفت دراسة علمية حول ظاهرة انتشار المخدرات اجرتها لجنة علمية عن تنامي تعاطي المخدرات وسط طلاب (13) جامعة مختلفة بالخرطوم،وان ما يصل الى دفاتر الشرطة لا يتعدى 10 % مما هو موجود بالمجتمع وان نسبة تناول المخدرات في الجامعات السودانية حوالي 10.5 % من اجمالي المخدرات التي يتم ترويجها لتشكل اكبر خطورة وتؤثر على الجانب الاقتصادي والصحي والاجتماعي على المجتمع.

(5)، فتش عن السبب..الاندفاع والمحاكاة وحب المغامرة!

قالت استاذة العلم النفسي د.اسماء عبد المتعال ان الاسباب النفسية لمتعاطي المخدرات عديدة منها محاولة الخوض في التجربة خاصة في مرحلة المراهقة التي من سماتها الاندفاع ومحاولة تأكيد الذات ومحاكاة الكبار وحب المغامرة.هذا جانب ومن ال

اسباب ال

ىخرى محاولة الهرب من المشكلات الاجتماعية والنفسية بالاتجاه الى الخمر وتعاطي العقاقير المخدرة في محاولة يائسة من الفرد للهروب من الواقع المرير اعتقاداً منه بأنه سيكون اكثر قدرة على التكيف مع تلك الأوضاع القاسية بهذه الاساليب الخاطئة.وهناك إقتداء الابناء بالآباء والتأسي بهم في سلوكهم خاصة الاجتماعي ما يجعل البعض يحاكي اباه واهله في هذا الجانب.منها الاتجاه لتعاط المخدرات وقد كون البعض ضحايا لبعض الأشرار من ضعيفي الايمان والبنية النفسية والاجتماعية والاخلاقية والدينية فيستخدمون البعض في شبكة تعمل في التهريب والترويج لبعض السموم والممنوعات التي على أسها المخدرات بأنواعها المختلفة.

(6)، دور ايجابي للجمعيات الطلابية في التوعية والارشاد

من جهته كشف عميد شؤون الطلاب بإحدى الجامعات عن الإجراءات الأمنية المتبعة داخل الجامعة للتعاطي مع متعاطي المخدرات من اطلاب فقال (يوجد مشرفون ميدانيون وافردا امن وسلامة داخل الجامعة يكونون في مراقبة مستمرة للطلاب وفي كثير من الأحيان تأتي البلاغات من الطلاب انفسهم وهم يلاحظون التغيرات التي تطرأ على زملائهم.وفي حالة وجود طالب يتعاطى المخدرات، نتصل بأسرته اولاً ونرى ما هي الدرجة التي وصل اليها في تعاطي المخدرات،وفي حالة الادمان يوجد اختصاصي داخل الجامعة متخصص في هذا العلاج،وبالتعاون مع اسرة الطالب وعمادة الطلاب يتم علاج الموضوع ولا نتصل بالشرطة،لأن هنالك تعاوناً بين ادارة مكافحة المخدرات والجامعة،وتوجد جمعيات طلابية للتوعية والارشاد؛تساعد على المراقبة.

ويقول عميد شؤون الطلاب” (لجنة الأمن والسلامة تعقد اجتماعاً شهرياً لتداول امور الطلاب والخلل في السلوك،وفي حالة الضرورة تعقد اللجنة اجتماعاً طارئاً بتمثيل ادارة الجامعة المختلفة واتخاذ الاجراءات اللازمة،وهنالك لجنة لمكافحة الظواهر السالبة التي تنشط في كشف الأماكن التي يتم فيها التداول ومحاولة تقليل تلك الظاهرة،وهناك اتجاه لدخول الكاميرات للمراقبة داخل سور الجامعة والأماكن التي يتوقع وجود المتعاطين فيها وتحويلها الى صالات بلياردو ومكتبات يستحيل فيها انفراد الطلاب وتعاطي المخدرات والممارسات السالبة).

صحيفة حكايات