جمال علي حسن

ليس أمام عفاف تاور إلا أن تسحب تصريحاتها فوراً


تحت سيطرة الانفعال يمكن أن تسمع من الأشخاص العاديين وفي سياق الكلام (الساكت) وغير المرصود وغير الدقيق وغير المعتبر يمكن أن تسمع كل شيء، ولا تتوقف عنده باعتبارها مجرد (ونسات).. وخطرفات.. لكن حين يكون الشخص قيادياً أو في موقع مسؤولية فيجب عليه أن يتحسب لمعاني كلامه وتصريحاته جيداً ويقدر مسؤولية الكلمة التي ينطق بها لأنه سيتحمل نتائجها وما يترتب عليها بشكل كامل.
من هذا المنطلق نقول إن المطلوب من القيادية في الحزب الحاكم الأستاذة عفاف تاور أن تسحب تصريحاتها المنشورة والتي تملأ الأسافير وتعتذر عن تلك التصريحات التي قالت فيها بخصوص عرمان وعقار والحلو: (لو كنت رجلاً لنفذت عملية انتحارية في واحد من هؤلاء الثلاثي).
هذا غير جائز يا أستاذة عفاف.. والاعتذار المطلوب عنها ليس من باب الاعتذار لهؤلاء وليس للموضوع علاقة بتوصيفهم الجنائي لو كانت تعتبرهم مجرمين أو قتلة أو أياً يكن الاتهام الموجه لهم ولكن لأن حديثها هذا يسهم في تحريض ودعم هذه الثقافة الإرهابية الخطيرة، والتي لا يقر بها لا الدين الإسلامي ولا التنظيم السياسي الذي تنتمي إليه عفاف تاور..
التخلص من النفس في كل المرجعيات الفقهية المعتبرة والصحيحة في الإسلام مرفوض ولا يجوز تفجير الإنسان نفسه لقتل مجموعة من الأعداء أو الكفار، وما يسمى بالعمليات الاستشهادية.
ولأن هذه الثقافة هي ثقافة مبتدعة ومستحدثة على الإسلام فقد أفتى عدد كبير من كبار علماء الإسلام المعاصرين بعدم جوازها ولم يقر بها إلا متطرفون ومتزمتون من الذين وضعوا أحجار الأساس للفكر الديني المتطرف الذي يسيء للإسلام في هذا الزمان.
عفاف تاور عليها أن تسحب هذه التصريحات وعلى المؤتمر الوطني الذي تنتمي إليه تاور أن يلزمها إلزاماً بسحب هذه التصريحات والاعتذار عنها بشكل صريح وفوري.
فلو كان عرمان أو عقار أو الحلو أو غيره يعتدي على الناس فاعتدوا عليه بمثلما اعتدى عليكم وواجهوه واحموا أنفسكم لكن لا تلقوا بها إلى التهلكة.. هذا لا يجوز يا سيدتي.
نحن نقدر المشاعر التي دفعت الأستاذة عفاف تاور لإطلاق هذه التصريحات وهي تستدعي مشاهد المذابح والمآتم التي انتشرت في مدن كادوقلي والدلنج جراء المواجهات المسلحة، بين الحكومة والمتمردين وتقول (في كل بيت يوجد بكاء والموت هنالك يملأ الطرقات).
هذه مشاعر مقدرة وتفاعل إنساني طبيعي مع تلك المآسي وغيرة وطنية نبيلة، لكنها لا تبرر هذه التصريحات التي قد يعتبرها البعض إذناً بالإقدام على تفجير أنفسهم لمواجهة من يعتدي عليهم.
تصريحات تاور تفتح ثغرة خطيرة في حصن المواجهة المشتركة ضد مظاهر الإرهاب وثقافته وفتاويه المضللة الفاسدة.
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.


تعليق واحد