يوسف عبد المنان

خليك واضحة يا “سعاد”


بعد الأردنيين المقبوض عليهم في قضية غش وتسريب امتحان الشهادة السودانية تفاجأ الرأي العام أمس بخبر اعتقال (55) طالباً مصرياً أيضاً بتهمة الغش في امتحانات الشهادة، ليبلغ عدد المعتقلين الأجانب (117) طالباً وطالبة في اليوم وربما غداً تتكشف معلومات جديدة عن طلبة من جنسيات أخرى (يمنيين) باكستانيين، صوماليين، كبوديين، المهم السودانيون ما كانوا يعلمون شيئاً عن جلوس طلاب من دول صديقة وشقيقة لنيل الشهادة السودانية، بسبب إما ضعف مستوى الشهادة حيث يتداعى إلى بلادنا (الأغبياء) غير الواثقين من نجاحهم في بلدانهم الأصلية أو الأثرياء الذين يستخدمون بعض السماسرة وضعاف النفوس من السودانيين الذين يسيئون لبلادهم، ويبيعون أسرارها وقيمتها من أجل حفنة مال. وحتى اللحظة لم تكشف وزارة التربية والتعليم عن خيوط وشركاء الحدث بل الأدهى لا تزال الوزيرة “سعاد عبد الرازق” التي عدتها الحكومة من أفضل وزرائها عطاءً تتدثر بالصمت غير المطلوب، ولا تجيب على هذه الأسئلة أولاً متى بدأ الطلاب الأجانب يجلسون لامتحانات الشهادة السودانية؟؟ ولماذا؟؟ وما هي الجهات التي جاءت بهؤلاء الطلاب للسودان؟؟ وكيف؟؟ وهل يدفع الطلاب مبالغ مالية لوزارة التربية وكم تبلغ المدارس (كم سعر الرأس) سيدتي الوزيرة!!
وهل ما حدث من الطلاب الأردنيين ولاحقاً المصريين كان (غش) أي استخدام بخرات؟ أم كشف لأوراق الشهادة السودانية، وما هي المادة التي تم كشفها وما هو الضمان من عدم تسرب الامتحان المكشوف للطلاب السودانيين، وهل يجلس الطلاب الأجانب في مدارس خاصة (معزولة) وهل هذا العزل تربوي؟ وإذا كانت هنالك جهات (رخيصة) قد كشفت الامتحان للطلاب الأجانب نظير المال الحرام ما الذي يعصمها دون كشف ذات أوراق الامتحانات لطلاب سودانيين نظير المال. إن الطريقة الغامضة التي تعاملت بها وزارة التربية في قضية الطلاب الأجانب الذين مارسوا الغش جعلت المناخ العام مسموماً بالشائعات، وتضطرب الأسر السودانية اليوم ونسأل حقاً تم كشف بعض أوراق الشهادة السودانية؟ القضية تحتاج لشجاعة لاتخاذ القرار والخروج من دائرة الصمت والخوف والحديث لوسائل الإعلام بشجاعة شديدة عن الذي حدث والتدابير التي اتخذتها حتى لا يتم كشف أوراق الامتحان في قادم المواعيد.
إن إعادة ورقة واحدة تعني إرهاق الخزانة العامة التي لا ينقصها الرهق والفلس بأعباء مالية كبيرة وتعطيل العام الدراسي على الأقل بشهر وخلق بلبلة وسط الطلاب والطالبات، ولكن كل ذلك أخف وأقل كلفة أن تفقد الشهادة السودانية سمعتها ويطعن في شرفها التربوي وقيمتها الأكاديمية والعلمية، كما يجري على حبر الصحافة الأردنية وغداً تنتقل القضية للصحافة المصرية التي تتبع سلطان مصر أين ما اتجه، وقد حلت ببلادنا وزيرة الهجرة المصرية “نبيلة مكرم” من أجل متابعة قضية الطلاب والطالبات المصريين المعتقلين في السودان. إن صمت الوزيرة “سعاد عبد الرازق” الحالي يزيد من البلبلة في الشارع العام ويضاعف من الشائعات ويصيب أسراً سودانية عديدة بالدوار، فمتى تخرج “سعاد” عن صمتها وتقول كلمتها ليطمئن الشارع العريض على مستقبل الأبناء.