الهندي عز الدين

لوزيرة الهجرة (المصرية).. تعظيم سلام واحترام!


{تعاملت وزيرة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج السفيرة “نبيلة مكرم عبد الشهيد” تعاملاً مهنياً راقياً مع أزمة الطلاب المصريين المتهمين بـ(الغش) في امتحانات الشهادة السودانية، حيث وصلت “الخرطوم” وقابلت وزيرة التربية والتعليم ووزير الدولة بالخارجية وعدداً من المسؤولين عن التحقيقات في هذا الملف الحساس، وأدارت مهمتها بهدوء واحترام وتفهم للموقف السوداني مع رصانة في التصريحات لأجهزة الإعلام المصرية .
{وقد أعجبني جداً ردها على المذيع “تامر أمين” في قناة (الحياة) مساء أمس الأول (الخميس) وهي تقول له: (الإخوة في السودان بعتبروا الغش في امتحانات الشهادة قضية أمن قومي)، وعندما قاطعها المذيع وسخر بجهالة وعدم احترام للوزيرة مستخدماً تعابير وجهه التمثيلية: (أيه .. الغش في امتحانات الثانوية في السودان قضية أمن قومي؟!!)، ردت عليه بهدوء رقيق كرقة صوتها وعقلها الكبير: (طبعاً .. هو أنت مش عارف انو الطالب المصري بياخد عشرة في المية إضافية إذا كانت شهادتو من السودان وأنها معترف بها دولياً …) فيتراجع خجلاً : (آه .. طبعاً)، ثم تقص عليه رواية التزوير في أوراق ومستندات تخص الخارجية المصرية تم ضبطها مع الطلاب الممتحنين، ثم تحكي له أن بعض الطلاب كانوا يضعون سماعات (بلوتس) على آذانهم ليلقنهم أولياء أمورهم الإجابات من خارج قاعات الامتحانات …!!
{ فيتراجع “تامر” أكثر ويقول لها بعجب: (دا تنظيم عصابي بقى …؟!) فترد عليه: (عشان كدا الإخوة في السودان اعتبروا الأمر شبكة منظمة وكان لابد من التحفظ على الطلاب الـ(26) المصريين والـ(26) الأردنيين الآخرين).
{بالمناسبة عدد الطلاب (المصريين) الذين جلسوا لامتحان الشهادة من السودان قبل أيام (1477) طالباً وطالبة .. والذين اتهموا بالغش (26) فقط، فأرجو أن ينتبه السادة المغالون في (حب مصر) من كتاب الرياضة والسياسة . هذه الوزيرة نوع مختلف من الوزراء في مصر والعالم العربي، وهو النوع الذي نريده لتطوير العلاقات بين السودان ومصر وصولاً لتكامل زمن المشير “جعفر نميري” والرئيس المؤمن “أنور السادات”.
{الوزيرة الشابة من مواليد 1969، حاصلة على بكالريوس اقتصاد وعلوم سياسية، لكنها عملت بكد واجتهاد في الأقسام القنصلية لسفارات مصر من “البرازيل” إلى “شيكاغو” في الولايات المتحدة إلى “إيطاليا” و”الإمارات”، فاكتسبت معارف غزيرة وخبرات تفوق عمرها مرات، ولم تشغل نفسها بتجميع شهادات الماجستير والدكتوراه، موضة بناتنا في السودان خلال السنوات الأخيرة، فاظلنا زمن التخمة بالدكتوراه (الفالصو)، وهي حالة غش مستمرة وليست بعيدة كثيراً عن حالات (الغش) المضبوطة في الشهادة السودانية هذا العام، حيث تباع بحوث الدراسات العليا (على عينك يا تاجر)، وتسرق من (النت) ويتموها ليك الدكاترة المشرفون، وفي النهاية عندنا آلاف الجهلة من حملة (الدكتوراه)، ولم يعتبرها أحد قضية (أمن قومي) ولا طعناً في شرف السودان الأكاديمي ولا يحزنون، مع أن هؤلاء هم الأخطر على البلد وليس الـ(26) طالباً مصرياً،لأن هؤلاء (الدكاترة) هم المسؤولون عن تعليم أولادنا في الجامعات وتخريجهم ..وفاقد الشيء لا يعطيه!!
{المهم أن الوزيرة المصرية أدت أداءً جيداً بالنسبة لي، واحترمت السودان وشهادة السودان، ولم تأتِ (للردحي) والسخرية والاستعلاء علينا.
{ويجب أن نعترف هنا أن تصور استعلاء المصريين علينا ما زال يعشعش في أدمغتنا منذ زمن الحكم (التركي – المصري) والاستعمار الثنائي (الإنجليزي – المصري) على السودان، وهي عقدة (مرضية) مستبطنة عند بعضنا، وتظهر بجلاء عند عدد من الكتاب الذين ما ذكر اسم “مصر” حتى انتفضوا ثائرين غائرين .. ليؤكدوا لأنفسهم ثم للناس (الما عارفة حاجة) أنهم سودانيون أصلاء (ما باقي حلب وأتراك) وشرفاء ونبلاء ولا يقبلون الحقارة !!
{أنا شخصياً لا أشعر بهذه العقدة إطلاقاً، لأنني أذهب إلى “القاهرة” – وأنا حالياً فيها منذ أسبوعين – وأجد أن سواق التاكسي من المطار يفتح لي باب السيارة الخلفي ويقول لي: (اتفضل يا باشا..)، فهل يفعلها لك عزيزي القارئ سواق التاكسي أو الأمجاد في السودان؟ طبعا لا .. طبيعتنا ما بتقبل .. مش؟
{وتستمر (باشويتي) طوال مدة إقامتي في “مصر” معززاً مكرماً (تهين قرشك ولا تهين نفسك)، ومن يهن من السودانيين في أي مكان في العالم كان في السعودية ودول الخليج أو في أوربا أو “مصر” .. يسهل الهوان عليه .
{الغريب أنني ما أن أصل بلدي حتى أعود (شوية صحفي عاجباهو روحو، الحكومة ما مرتاحة منو وبتفتش في حساباتو الخاصة إمكن تلقى تحويلات من “مصر” وإمكن “إثيوبيا” لأني بحب (الحبش) برضو، بس ما معاهم في سد النهضة، وعلى الجانب الآخر فإن المعارضة ستظل تتهمنا بالعدوان عليها والعمالة للمؤتمر الوطني .. وما مهم)، وعلى أي حال الاتنين – الحكومة والمعارضة – وحلانين في الأخطاء والشعب يزداد فقراً والدولار يواصل الارتفاع !
{نرجع للوزيرة الراقية (القبطية) الجميلة “نبيلة مكرم” وقد أكدت أنها تلقت التزاماً وتعهداً من الحكومة السودانية بإطلاق سراح الطلاب المصريين المتهمين بالغش خلال أيام، وأنا أدعو حكومتنا الموقرة التي أوفت من قبل بعهدها للسادة (الأمريكان)، فكانت أول دولة تعترف باستقلال دولة (جنوب السودان)، أن توفي بعهدها للوزيرة (المصرية) المهذبة، بنت عم رجل الأعمال وعضو البرلمان السيد “جوزيف مكين اسكندر” والأب “فيلو ثاوث فرج” وأخصائي الأذن والأنف والحنجرة الدكتور “حلمي عبد ربه” وصديقي “أونسي بهيج بطرس” صاحب أنظف مطعم شعبي في “بحري” وبقية أفراد الطائفة وليس الجالية (القبطية) في السودان، أولئك الرائعون الصادقون من “المسالمة” إلى “الوابورات بحري” والخرطوم وسط وأينما حلوا وكانوا، كم أحبهم وفيهم دم ورائحة أم المؤمنين السيدة “ماريا القبطية” عليها رضوان الله تعالى وعلى رسول الله سيدنا “محمد” .. الخاتم الأمين .. صلى الله عليه وسلم .
{(سبت) أخضر.


‫4 تعليقات

  1. وأول أمس كلت كوم شمام وبتيخ وفاصوليا . للاجهزة السودانية وكيف أنها تعمل من (الحبب) قنقر . ونقعد نقرأ .

  2. وإن كنا لانرى ضرورة لوزارة الهجرة .. ويمكن لادارة القنصليات بالخارجية القيام بهذه (الأعباء) إلا أننا نسأل السادة منسوبي جهاز رعاية السودانيين بالخارج . هل يعلمون أن هناك طلاب سودانيين بالخارج. أو هل هناك سودانيين بالخارج؟

  3. (ويتموها ليك الدكاترة المشرفون)… كلام كالغثاء … أنصحك بدروس في النحو والصرف او استئجار مصحح لغوي لتسوية الجلايط دي

  4. غريب أمرك يا هندي!! تدافع عن مستوى الرصانة والأمانة الرفيعة في الشهادة السودانية، مستشهدًا بقول (القبطية) أن السودانيين يعتبرونها (أمن قومي)، ثم ترتد في المقال نفسه لتهاجم حملة الدكتوراه وتصف شهاداتهم بأنها (سلعة) في سوق الجامعات!! ما هذا التناقض؟ هل تمدح في التعليم بالسودان أم تقدح فيه؟ هل تريد أن تقول للإعلام المصري إننا (نغش) على مستوى الجامعات، فمالنا نصيح ونرغي ونزبد على (غش مجموعة قليلة) في الشهادة السودانية؟ شكرًا لك يا عاشق (الأقباط) ونديمهم على موائد المطاعم على هذا المقال القيم!! سبحان الله.