رأي ومقالات

غسال سيارات يهب حياتي طعم العافية


التقيه يوميا ؛ يغسل السيارات في نطاق مقر عملي ؛ المحه مرات فيساعدني علي (لصق) سيارتي بين فراغين يكون فيها هو المرشد والمصحح ؛ شئ ما فيه شدني ؛ قد يكون عمره المتقدم نسبيا علي امتهانه عملا يحذقه او يثابر عليه صبية ؛ صرفت هذه الخاطرة عشما في انصاف اطلبه له ؛ قد يكون فيما سبق صاحب حظ من الدنيا فعثرت به بغلة الحظ فسقط ؛ من يأمن مكرها فقد رفعت رجالا وأناخت جمالها باخرين ؛ كنت ارقبه لحيظات اذ لفت نظري فيه كذلك سمت هدوء ووقار يشف عن روح مسئولة ؛ بعد أيام كان قد حاز مفاتيح قلوب الناس بالجوار وحاز مفاتيح سيارتهم وفض مغاليق شخصياتهم ؛ لحقت بهم وصرت زبونا عنده ؛ أكثر صرت صديقا ؛ إن نقدته اجرته تقبلها منك بفتح راحتيه ؛ لا يعدها وانما يعد عليها شذرات من الادعية المجللة بالحمد للشكر لله ؛ سألته أين تسكن قال بعيدا ولوح كمن يرمي كرة سلة علي مشجبها ملوحا الي جانب امدرمان الغربي ؛ سألته عن اسرته وحاله ؛ بطبعي فضول انساني لا كوابح معه مع امثال هذا السمت الطهور ؛ حدثني عن زوجته وابنه ذي الخمس اعوام وانه ينتظر حدثا سعيدا بامير او اميرة في الطريق اليه ؛ بدأ فخورا وهو يرص اماله في يحفظها الله حين عسرة الحدث وان يسهل الله رزقا حلالا يكرم به وفادة القادم ؛ تحول الرجل عندي الي ظل اطلب انداء اليقين عنده ؛ في منتصف النهار اقصده ؛ يكون قد اتخذا من متكأ ذا احجار مجلسا ؛ اقاسمه الظل ومجلس الحجر الخشن ؛ يهب مرحبا يجمع بعض الفوط ويرتب نثار اواني جلب الماء ؛ اطلب منه ان نجلس هكذا ؛ بلفت نظري الي انه يلبس ابرول لا يتأثر وانه يخشي علي بنطالي اقول له لا عليك ؛ نجلس نطلب كوبين من الشاي ؛ وبعض التسالي ؛ نضحك ونتآنس ؛ كان غريبا لي اني اتضجر وأسب وهو يمسح غبار جدلي بكلمات صبورة وهو يقول ان الحال زين ؛ يا زول العافية والرضا كفاية ؛ يختم علي مسارات ضجري ؛ تعلمت من هذا الرجل بسمرته الباذخة وهدوئه الغريب اني امام حالة بشر صلد القناعة أنه زول يهب حياتي طعم العافية.

بقلم
محمد حامد جمعة


تعليق واحد

  1. أين أنت أيها الأديب ؟

    اختفى قلمك المبدع ، وتركتنا نهبا لأقلام تعك وتعوس دون خجل ولا حياء وتحسب نفسها في زمرة الكتاب