سياسية

الناطق باسم القوات المسلحة: الجيش يقوم بتدمير أوكار المجرمين، ليضع حداً لمعاناة الوطن و المواطنين


يبدو أن التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب الذي تقوده المملكة العربية السعودية بمشاركة السودان، قد دخل مراحله العملية، فبعد النجاح الكبير لمناورات رعد الشمال عقد رؤساء أركان جيوش الدول المشاركة أول اجتماع لهم بالرياض، اتفقوا من خلاله على العديد من المحاور التي تعتبر الانطلاقة الحقيقية للمشروع.. (آخر لحظة) وضمن متابعتها للملف جلست إلى الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة العميد الركن د.أحمد خليفة الشامي بمكتبه بوزارة الدفاع، وأجرت معه حواراً قصيراً عن التحالف ومستقبله والنتائج التي خرج بها والمناشط المنفذة، فكانت إجاباته واضحة ومليئة بالتفاؤل سقناها لكم فيما يلي:

> كيف تنظر لإعلان التحالف العربي والإسلامي؟
– في ظل المتغيرات الكبيرة والتحولات المتسارعة التي تشهدها منطقتنا العربية والإسلامية، يأتي إعلان التحالف العربي الإسلامي الذي أُعلن مؤخراً بمبادرة من المملكة العربية السعودية كدولة قائدة، لها مكانتها الكبيرة في نفوس المسلمين والعرب عموماً، وهي بذلك تلتقط القفاز لتمارس دورها القيادي من منطلق مكانتها العقدية.

> ما تقييمك للتوقيت الذي جاء فيه إعلان التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب؟
– إعلان هذا التحالف والتوقيت الذي جاء فيه، كان توقيتاً موفقاً وكانت الأمة في حاجة إلى مثل هذا الإعلان، حتى يبعث الروح والآمال ويفتح طريقاً جديداً للأمة العربية والإسلامية، لتنهض من جديد كقوة فاعلة ومؤثرة تمتلك قدرات مهولة جداً من الإمكانات الاقتصادية والقوة البشرية، وحتى القدرات العسكرية في هذه الدول التي لم تتجاوز مرحلة التشريفات والمهرجانات، ولكن ليتم توظيف قدرات الأمة لتكون فاعلة ومؤثرة، وتمتلك زمام المبادرة لتقرر في قضاياها المصيرية التي لها تأثير على أمن المنطقة واستقرارها ومستقبلها.

> ما هو الأثر لمناورات رعد الشمال التي شارك فيها السودان ضمن قوات التحالف؟
– لعل مناورات رعد الشمال التي أعقبت الإعلان كانت خطوة موفقة ومختبراً حقيقياً لاختبار إمكانية نجاح هذه المبادرة العظيمة، وهي أعطت المؤشر القوي لنجاح المبادرة، لأنها كانت المختبر للفكرة والتي ستؤدي إلى نجاحها، وتمكنها من تحقيق أهدافها الإستراتيجية المعلنة.

> ما هي محاور الاجتماع الذي عقده رؤساء أركان الجيوش المشاركة في التحالف الإسلامي بالرياض؟
– الاجتماع الذي عقد بالمملكة العربية السعودية يعتبر الأول بالنسبة لرؤساء أركان الجيوش العربية والإسلامية المنضوية تحت راية التحالف، وهو خطوة مهمة وتأتي بعد نجاح المناورات العظيمة الكبيرة التي أرسلت جملة من الرسائل المهمة والكبيرة في اتجاهات متعددة، كما أن هذا الاجتماع يأتي في ظل هذه النجاحات والبشريات، وما قدم في الاجتماع وضع النقاط في الحروف وكان الانطلاقة الحقيقية والفعلية لتكوين التحالف العربي، وبحث الترتيبات العملية لإنشائه من حيث عدد القوات وتكويناتها وعقيدتها القتالية وتوزيعها بجانب المسائل اللوجستية والإدارية.

> هل هناك محاور أخرى غير الجوانب العسكرية في المداولات التي تمت بين رؤساء الأركان؟
– هنالك محور مهم جداً قدم عبر الرؤى والأفكار التي قدمت من قبل الدول الأعضاء متعلق بالجوانب الفكرية والإعلامية المتصلة بتحصين الشباب العربي من التطرف، الذي لا تتم محاربته بالتدابير العسكرية والأمنية فقط، ولكن بتحصينهم فكرياً وعقدياً وإشاعة روح التدين الوسط المنضبط، الذي يلتزم بروح الدين الإسلامي حتى لا يكون الشباب فريسة للأفكار المتطرفة التي تفضي بهم في نهاية المطاف إلى الارتماء في أحضان الحركات الإرهابية، التي تفعل الأفاعيل في منطقتنا العربية والإسلامية، وتهدد الأمن الاجتماعي والنفسي والفكري، إضافة إلى المهددات الاقتصادية التي نرى آثارها في عالمنا العربي والإسلامي.

> مستقبل التحالف كيف تراه وتوقعاتك بشأنه؟
– كل التحديات الموجودة على الأرض تشير إلى نجاح التحالف، لأن الاستجابة الكبيرة والسريعة من دولنا العربية والإسلامية والتي أتت من عدة قارات، وبينها دول مؤثرة تمتلك مقدرات تكنولوجية وعلمية، كل هذا مؤشر قوي لنجاح التحالف الذي سيغير الخارطة السياسية وجميع المعادلات في منطقتنا العربية والإسلامية.

> حدثنا عن مقومات نجاح هذا المشروع الذي تقوده المملكة العربية السعودية؟
– الآن الأمة بفضل الله تعالى تكتشف نفسها من جديد، وتعيد حساباتها وترص صفوفها لمقابلة الأخطار التي تهددها، ومقومات النجاح المادية لهذا الأمر كلها متاحة، وكذلك المقومات المعنوية والنفسية لما تمتلكه الأمة من عناصر البناء المعنوي الذي يتمثل في عقيدتنا الإسلامية، التي هي مصدر الإلهام الحقيقي ومصدر إرادة القتال في ظل وضوح الهدف الذي حدده التحالف، وفي ظل هذا الإجماع الكبير الذي تقوده المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وهي مبادرة قوية سيكون لها ما بعدها، وسيكون التحالف في صالح الأمة الإسلامية والعربية.

> ماذا عن الوضع الميدانى فى دارفور والمنطقتين الآن ؟
– القوات المسلحة تمتلك زمام المبادرة فى كل جبهات القتال، واستطاعت أن تحسم التمرد تماماً في دارفور ماعدا بعض الجيوب البسيطة التى يجرى التعامل معها، ولا شك أنكم تابعتم الجرائم التي يرتكبها المتمردون في جنوب كردفان بحق الوطن والمواطنين الأبرياء عبر العمليات الجبانة التي تستهدف حياة المدنيين العزّل من خلال قطع الطرق وخطف الأبرياء وتقييد حركة المواطنين، وسرقة ممتلكاتهم ومواشيهم، ونهب الأسواق، فضلاً عن اعتداءاتها المتكررة على مواقع القوات المسلحة، وقصف القرى والمدن الآمنة لذا الآن الجيش ينهض بأعبائه الوطنية، ويمارس واجباته الدستورية في التصدي للمتربصين وتدمير أوكار المجرمين، ويضع حداً لمعاناة الوطن و المواطنين

> العمليات الأخيرة متى بدأت وماهي نتائجها ؟
– قواتنا عقدت عزمها وانطلقت في عدة محاور منذ مطلع هذا الأسبوع، فقامت بتحرير وتطهير عدد من المناطق والمواقع المهمة في جنوب كردفان هي: مَارِديس ، اللَّبُــو ، كُـَّتن ، عَـقَــبْ و كَــْركَــَراية البييرا . وكبدت المتمردين خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، والعمليات الجارية الآن تستهدف بشكل مباشر معسكرات التمرد لتطهيرها ووضع حد لممارساتها تجاه المواطنين

> حكومة الجنوب ادعت أن الجيش السودانى قصف دفاعاتها ماتعليقك ؟
– هذا ادعاء باطل ومحاولة للتغطية على المشاكل الداخلية التى تعاني منها دولة الجنوب، وتحاول أن تغطى على المعلومات الواردة بشان اجتماعاتها مع قيادات الجبهة الثورية فى جوبا، وتريد أن تخلق مبررات حتى تواصل دعمها للتمرد فى جنوب كردفان

> إذا كانت هنالك رسالة لمن توجهها وماذا انت قائل فيها ؟
– أوجهها لكافة المتمردين وحملة السلاح، وأدعوهم للاستجابة لنداء السلام وتجاوز القيادات التي أدمنت الحرب واستمرأت المساومة والإفتئات على معاناة المواطنين وأوجاعهم

أجراه: لؤي عبدالرحمن
اخر لحظة