مقالات متنوعة

معاوية محمد علي : حضرات السادة المشاهدين


عندما كنا نتحدث عن ضرورة أن يكتسب مدير البرامج في قناة النيل الأزرق الخبرة والدراية بإدارة العمل البرامجي، لم نقصد أن نقلل من شأن الرجل، ولم نكن نقصده في شخصه، لأننا لا نتعامل بهذه السياسة القميئة، ولأننا في الأصل لا نعرفه غير أنه ما زال صغيراً على هذه التجربة الكبيرة، تجربة إدارة برامج قناة بحجم النيل الأزرق.
وعندما كنا نقول إن مدير عام القناة حسن فضل المولى لم يعد كما كان في السابق صاحب جولات وصولات في القناة والمتابع الدقيق لكل ما يدور فيها، لم نقصد أيضاً أن نقلل من شأن الرجل بقدر ما كنا نتأسف.
وها هي الأيام تصدق حدسنا وتؤكد ما رمينا له، والقناة تذيع برنامجاً جديداً مس مشاعر إخوة لنا في الجوار الأفريقي وشعب تجمعنا به الكثير من أواصر الصلات الضاربة في الجذور.
البرنامج هو (حضرات السادة المشاهدين) وهو برنامج جديد خفيف الظل، متنوع وجميل، ونعتبره تجربة شبابية تستحق الاحترام، لكن هذا لا يعني أن يترك لمقدمه الحبل على القارب ليقول ما يشاء، ولو كانت هناك إدارة برامج تعرف أبجديات العمل البرامجي لوقفت على كل صغيرة وكبيرة قبل وأثناء وبعد بث الحلقة، وما كانت القناة بعد كل هذا التاريخ الإعلامي الفخيم، تتعرض لما تعرضت له بسبب البرنامج، لدرجة وصلت إلى حد المطالبات الإسفيرية وغير الإسفيرية بالاعتذار.
نحن لا نلوم مذيع الحلقة ولكن (نخت اللوم) على إدارة البرامج التي من واجبها المراجعة والتدقيق والتوجيه ووضع الخطوط العريضة لكل حلقة قبل عرضها، وما حدث يؤكد أن مدير البرامج ما زال ينتظره الكثير حتى يتعلم كيف تدار الأمور البرامجية، ويتعلم أين تقف حدود صلاحياته، لأن إدارة البرامج ليست وجاهة ولا استعراضاً ولا حقل تجارب، وحتى لا يخرج علينا بعض فلاسفة القناة ويقولون إننا ضد الأخ عمار شيلا أو الأخ حسن فضل المولى، دعونا نسأل: ما الشيء الذي يجعلنا نقف ضدهما أو نستهدفهما، وما نحن من أهل البرامج ولا نطمح أن نأتي للجلوس على كرسي أحدهما، بل العكس، الرجلان يجدان منا كامل الاحترام والتقدير، وكنا أول من تمنى للأخ عمار النجاح في أولى أيامه بالقناة، لذلك أرجو منه كما أرجو من الجنرال (السابق) أن ينظرا إلى ما نكتب بعين العقل وبعيداً عن مصطلحات هذا الوسط التي لا نعرفها، على شاكلة (مع وضد)، فنحن مع الحق والمصلحة العامة ولن يأتي اليوم الذي نكون فيه (تبعاً).
خلاصة الشوف:
كرمت مجموعة قلوبنا ليكم بالأمس المذيعة سهام عمر لمبادراتها الإنسانية وتطوعها في العمل الخيري، وسهام تستحق منا كامل الاحترام، ولكن هناك من يقدم في مجال العمل الإنساني وبالأخص وسط الأيتام بأكثر مما قدمت سهام، ذلك إذا وضعنا في البال أن المناسبة كانت بيوم اليتيم العربي.