هيثم صديق

منابر وبنابر


دخول
يا بدور القلعة وجوهرا
العيون الشوفكن بجهرا
غير جمالكن مين السهرا
……
منابر الخطابة لها أهلها وناسها في المساجد والميادين، اختفى عن الأخيرة أهلها وما أفرخت جديدا.. ولكن خطباء المساجد في ازدياد وإن أصبح الجاذب منهم قليلا.
لكن الصحف تحتفي دوما بما يخرج من المسجد الكبير بالخرطوم ومسجد الشهيد ربما لأن الصحافيين يصلون هناك أو لأن المسؤولين يصلون هناك.. كمال رزق والكاروري هما الأعلى صوتا في منابر الخرطوم.. وأمس كانت الصحف تحتفي بدمغ الكاروري لحزب الله بالإرهاب.. ابحث عن حديثه إبان حرب تموز في لبنان وإني على يقين أنه يخالف ما قاله بالأمس، وهذا دليل ربما على أن بعض الخطب هي لسان الدولة في وقته.. فالدولة – أي دولة – تبدل أقوالها بفقه السياسة وهذا حقها لكن لا نظن أن تبدل لسان الدعاة من الجائز رغم أن إرهاب حزب الله أبانه موقفه من الحرب في سوريا.
بنابر الخرطوم مشغولة كلها بالجالسين حول ستات الشاي فما بين كل ست شاي وست شاي تقعد ست شاي…لا أتحدث عنهن فهن يسعين خلف أرزاقهن.. لكن الجالسين حولهن بالساعات يوحون لكل رآءٍ أننا أمة عاطلة..
عشرات الآلاف لو أحصوا فسيكونون قد تحلقوا حولهن من الفجر إلى الفجر في مظهر ينفرد به السودان وحده وقد أكده لي أحد ضيوف جائزة الطيب صالح في عام مضى مندهشا لهذا الجلوس الذي لا يشبه عاصمة.. مستغربا كذلك من تبادل الأكواب بهذه السبهللية. ساخرا منا بقوله: هل لم تأت إليكم الأكواب البلاستيكية والورقية لاستعمال واحد؟ وحدثنا طبيب عن انتقال عدوى الدرن بهذه الكبابي أيضا.. ثم أكد أن القهوة أحد أسباب الإصابة به لأنها تمنع الأكل أيضا عند الإكثار منها.. فما قولكم لو تحالفت مع التدخين؟..
………
خروج
دعوني أتحايل على المنبر والبنبر لأتحدث عن البنجر وفوائده الصحية وكيف أنه متاح عندنا بكثرة الأمراض والأعراض..
على أني سأخرج من هذا العمود بعامود الزيارة.. المستشفيات تمنع الطعام من الخارج وتبيع في كافترياتها الأسوأ.. هذه الجزئية لا أفهمها.. وإن كان أحد أقاربي (متخصص في إدخال الطعام على عينك يا حارس).. اكتشفت سره لما قال لي بعد خروجنا: “شوية أرجع أشيل عمودي من ناس البوابة”.